السبت 2024-12-14 06:54 ص
 

مخرج "ظرف أسود": المشاهدون سيجدون أنفسهم في شخصيات العمل

02:23 م

الوكيل - نجح مسلسل 'ظرف أسود' في جذب الأنظار إليه رغم بدايته الغامضة ونمط الأحداث، إلا أن ذلك أسهم في جعل المشاهدين في حالة ترقب دائم ومتابعة مستمرة في محاولة لفك ألغاز مسلسل التشويق والإثارة.اضافة اعلان

ويعود الفضل في ذلك إلى المخرج ومؤلف قصة المسلسل أحمد مدحت وكاتب السيناريو أيمن مدحت الذي يعد المسلسل أول تجربة له في كتابة السيناريوهات؛ حيث تعاون الاثنان في بناء حبكة المسلسل، وإضفاء عناصر غير معتادة على شخصياته الغامضة والمثيرة.
ويذكر أيمن مدحت أن فكرة المسلسل بدأت من المخرج أحمد مدحت الذي تحدث معه حول قصة شخص تصله 'ظروف سوداء' تحتوي على شيكات وطلبات أخرى، ليتعاونا معا على تطوير الفكرة ووضع التفاصيل وطرح الأفكار والتناقش حولها، موضحا أنه كان طبيعيا وجود اختلافات بينهما في وجهة النظر عملا على حلها.
وأضاف أن النص كان مميزا حتى أن الفنان عمرو يوسف أخبره أنه اتفق مع الفنان صلاح عبد الله للمشاركة في المسلسل، على أن يكون التركيز على السيناريو كله، وليس دور كل شخصية بمفردها، لأن العمل مميز ومن الصعب منح شخصية مساحة أوسع على حساب شخصية أخرى، وبخاصة أن الأحداث مترابطة مع بعضها.
وأضاف أيمن أن النقاشات حول الشخصيات كان مفيدا جدا في إضافة المزيد من الأفكار، فمثلا مشهد الكابوس في افتتاحية المسلسل لاقى اعتراضا من المخرج، لكن بعد تصويره اعترف أنه من أحب المشاهد بالنسبة له، موضحا أن النظرة الخارجية من المخرج أسهمت في تطوير السيناريو، خاصة أنه كان يتعمق في تفاصيل العمل بعكس المخرج الذي كان ينظر من الخارج ويطرح الأسئلة.
التعامل مع الطبيعة البشرية
وأشار أيمن إلى أنه عند كتابة المسلسل حرصا على أن يكون أقرب إلى الواقع بشكل يجعل المشاهد يشعر أنهم بشر حقيقيون يملكون نفس صفاتهم فلا يوجد شر مطلق أو خير مطلق إلا على أضيق الحدود ولا يتخذون قراراتهم في ثانية بل هناك لحظات تفكير وتردد، مستدلا على مشاهد سعاد قبل زواجها من البرنس حيث تمر بمراحل عدة من التردد لأنها بشر تخطر لها ملايين الأفكار وتفكر وليست آلة.
سر شخصيات المسلسل
وعن شخصيات المسلسل، تحدث المخرج أحمد مدحت عن أن معظم الشخصيات غنية وموجودة في المجتمع بشكل كبير، والهدف منها طرح الأسئلة حول طبيعة البشر، وهل من الممكن لارتكاب الشر أن يصل بمرتكبه إلى الخير أم لا، وذلك بأسلوب مثير ومشوق يجذب الانتباه، وأن الشخصيات كافة يتم تطويرها مع تطور أحداث المسلسل وتعقد الصراع سواء على المستوى النفسي أو بين أبطاله.
سعاد عاملة المساج
يقول أحمد مدحت عن شخصية سعاد (تقوم بدورها النجمة درة)، إنه كان هناك حرص على أن يكون لها خط درامي منفصل عن البطل العمل يوسف (عمرو يوسف)، ولها لحظات صعود وهبوط، كما أنها طموحة بشكل مدمر، بعكس يوسف صاحب اللشخصية الهادئة والذي يتسبب طموح زوجته في وقوعه بالمشاكل، وطوال الوقت تجد سعاد نفسها ما بين نارين لرغبتها في الحصول على كل شيء، من حب وثراء وتحقيق طموح شخصي، وهو الأمر من الصعب تحقيقه.
ويضيف المؤلف أيمن أن السر وراء ذلك هو قدومها من بيئة متواضعة نسبيا ومستوى أقل ممن تعرفت عليهم والذين يتميزون بالثراء ولم يكن من الممكن لها الوصول إليهم إلا من خلال وظيفتها كعاملة مساج، موضحا أن عملها يعد رمزا لفكرة أنها مريحة لكل من يلجأ إليها وبفضل مهاراتها يستسلم لها، وأن عاملات المساج عادة يملكن ذكاءً يمكنهم من قراءة الشخصية التي يتعاملون معها وكيفية الوصول إلى عقله، وهو ما تعمل سعاد على استغلاله إلى جانب جمالها لتحقيق طموحها، وفي النهاية فهي مثل الكثيرين في المجتمع، تُعد ضحية لظروفها؛ حيث كان زوج أمها يستغلها ماديا واستولى على ميراثها من أمها وكذلك أخيها غير الشقيق، وهو ما خلق لديها شعورا بعدم الأمان بشكل عام ونحو الرجال بشكل خاص، لذا يجد المشاهد نفسه أمام سؤال صعب: هل هي شريرة أم لا؟ أيضا سيجد نفسه يتعاطف معها في بعض المواقف وفي أخرى يهاجمها، وهو ما يجعلها إنسانة طبيعية مثل أي امرأة ترتكب الخير والشر.
أما يوسف فهو مثال لشخصية كانت عادية جدا تعيش حياتها في هدوء، إلا أنها في ظروف معينة تتحول إلى القتل لتطرح سؤالا هل اليأس والضغوط العصبية يمكن أن تدفع شخصا للانفجار، بحسب أيمن مدحت، مضيفا أن ما يميز شخصية يوسف أنه من الشخصيات القليلة التي تمر بنقاط تحول كثيرة، ففي البداية يحاول الهرب بزوجته وابنه وبعد اكتشاف خيانتها يُصدم ويحاول الهرب بابنه وفي قمة يأسه يقرر الانتحار ثم يجد ظرفا أسود غامضا يعتبره طوق نجاة، لكن في الحقيقة يغرقه أكثر في الأحداث ويورطه في المزيد من المشاكل.
ويضيف المخرج أحمد مدحت أن شخصية يوسف وصلت للهاوية، وكأي شخص في مجتمعنا عندما يصل لحافة اليأس وتزيد عليه الضغوط يجد نفسه أمام خيارين؛ إما تحقيق طموحه الشخصي أو الحفاظ على مبادئه، وبشكل عام فكل الشخصيات العمل مذنبة لكن مع الوقت والأحداث المتتالية نجد من يتصالح مع نفسه ومن يراجع نفسه مرة أخرى وهو ما يقوم به يوسف، موضحا أن العمل يرغب في طرح سؤال آخر حول ما إذا كان طريق الشر يمكن أن يصل بالإنسان إلى الخير أم لا.
أيضا من الشخصيات التي أثارت الانتباه وحاول البعض ربطها بأحد المحامين المشهورين في الواقع شخصية سليم دربالة، التي يقوم النجم صلاح
عبد الله بأدائها؛ حيث نفى المخرج وكاتب السيناريو أن يكون شخصية واقعية بل مركبة تعتمد على المبالغة في بعض صفاتها كالبخل، ورغم أنه محام كبير لكنه يلجأ إلى أساليب رجال المافيا ويلجأ إلى القتل لحل قضية مهمة لعميل لديه وفي الوقت نفسه ينتمي إلى إحدى الطرق الصوفية التي يحضرها خلال عملية قتل أمر بها.
البرنس بلطجي خائف
وعن شخصية البرنس، التي أبدع في أدائها الفنان محمود البزاوي، فأشار المخرج أحمد مدحت إلى أن البرنس يمثل شخصية البلطجي الذي لا يشعر بالأمان رغم ظهوره بمظهر القوي لأنه في الحقيقة خائف ورغم زيجاته المتعددة، ليس لديه سوى ابن واحد هو خميس الذي يحرص على وجوده بجانبه دائما لأنه رمز لرجولته، وطالما تواجد فهناك مصدر يستمد منه قوته، وهو شخصية معقدة وليس قوى جدا كما يعتقد الناس من حوله.
واعتبر أيمن مدحت أن شخصية ياسين أصبحت منتشرة في المجتمع بشكل كبير وهو يمثل الأشخاص ذوي الأفعال المتناقضة مع بعضها، فهو شخص من بيئة ريفية وشديد الوفاء لصديقه يوسف، لكن في الوقت نفسه يمكن أن يهين نفسه من أجل لقمة العيش وهي تركيبة للأسف موجودة في أناس كثيرين.
ومن الشخصيات في الأحداث مقدمة البرامج الإذاعية إنجي (إنجي المقدم)، وهي شخصية بسيطة جدا يمكن خداعها وليس لها تجارب في الحياة أو إخوة لمساعدتها.
وأكد أحمد مدحت أن المسلسل جار التصوير فيه وعلى وشك الانتهاء منه، متعهدين بالمزيد من المفاجآت غير المتوقعة للمشاهدين.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة