الأحد 2024-12-15 08:39 م
 

مخيم الأزرق للاجئين السوريين .. تميز لكن بدون كهرباء

12:12 ص

الوكيل - رغم مضي أكثر من شهر على افتتاحه، ورغم تميزه عن باقي مخيمات اللجوء، ورغم ما بذل من جهود جبارة وأموال أنفقت لإخراجه على أفضل حال، إلا أن مخيم الأزرق للاجئين السوريين ما يزال يعاني من نقص في خدمات أساسية كالكهرباء والصحة وسوق.اضافة اعلان


وفيما يقول لاجئون سوريون إنهم “راضون عن البيوت التي يقطنونها في المخيم وميزة الخصوصية التي يتمتعتون بها”، يؤكد مسؤولون أمميون أن هذا المخيم ما يزال “مكانا صعبا، للطلب من العائلات الانتقال إليه”.

وتؤكد مسؤولة الاتصالات والعلاقات الخارجية في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بالأردن ايفا ماكدونالد، في تصريح لـ”الغد”، أن هذا المخيم “يعاني من عدم وجود كهرباء، ونقص التمويل لتوفيرها”.

وتشير إلى أن مخيمات اللجوء في العالم عموما “لا تكون مزودة بالكهرباء”، لكنها تضيف أن وجود الكهرباء في مخيم الزعتري “استثناء”.

ويصل عدد قاطني مخيم الأزرق، الذي يعد الأحدث في المملكة للاجئين السوريين، إلى أكثر من سبعة آلاف لاجئ حتى أول من أمس، ينقسمون لثلاث مجموعات رئيسة من حيث مكان إقامة كل منها سابقا في سورية، وهي: درعا وحلب وحمص، وفق ماكدونالد. وتوضح ماكدونالد “أن 53 % من اللاجئين الموجودين في هذا المخيم هم أطفال، 21 % منهم تحت سن الخامسة”.

وبخصوص الفرق بين المخيمين الأزرق المفتتح حديثا والزعتري الذي يقارب العامين من عمره، تقول ماكدونالد إن مخيم الزعتري “مجتمع أكبر، وبه سوق ومخدوم بالكهرباء، وبيوته متنقلة تقريبا”.

أما مخيم الأزرق فما “يزال جديدا، لكن سكانه راضون عن البيوت التي يقطنونها فيه، وعن ميزة الخصوصية التي يتمتعتون بها أكثر من الزعتري، كما انهم بدأوا يزرعون أشجارا لتخضير المخيم قدر الإمكان”.

وتقر ماكدونالد أن الوضع في المخيم “ما يزال صعبا، على الرغم من أن الأطفال يذهبون للمناطق المخصصة لهم ويلعبون فيها، إذ تأقلم اللاجئين مع حياتهم هناك”، لكنها تضيف بأن “هناك أمورا ما تزال بحاجة إلى حلول”.

وتتابع أن المنظمة الأممية تريد ايجاد حل خلاق لانعدام الكهرباء في المخيم، ليتمكن قاطنوه من شحن هواتفهم الخلوية.

أما بشأن الإضاءة، فتشير ماكدونالد إلى تبرع شركة ايكيا للمفروشات بمصابيح تعمل بالطاقة الشمسية لأسر مخيمي الزعتري والأزرق ومخيمات لجوء أخرى في العالم.

وتذكر أنه “بحلول العام الدراسي الجديد، وعندما يذهب الأطفال السوريون في الأزرق الى مدارسهم ستتوافر اضاءة للطرق ولمنازلهم”.

وتؤكد أن المخيم ومنذ افتتاحه قبل أكثر من شهر “لم يتعرض لأي مشاكل إطلاقا، ما يدل على دور الأمن الأردني الفعال والشرطة المجتمعية في المخيم، الى جانب تحضير المنظمات الدولية الجيد للمخيم قبيل افتتاحه”.

وبالنسبة للاجئين الذين يرسلون لمخيم الأزرق، تقول ماكدونالد “ما لم يكن لهم اقرباء في الزعتري، يرسلون للأزرق، وبعضهم يرسل للزعتري للم الشمل مع عائلات قريبة”، مشيرة إلى أن “اسرا غادرت الزعتري للأزرق، لأسباب تتعلق بلم الشمل العائلي”.

وتضيف أن “اللاجئين الجدد الذين يعانون من مشاكل صحية كبيرة، يرسلون للزعتري وليس للأزرق، بسبب نوعية خدماته الصحية الجيدة”، لافتة الى أن هذه الخدمات في مخيم الأزرق “لا تعمل بمراحلها وجهوزيتها الكاملة”.

واعتبرت مكدونالد أنه على الرغم من كون مخيم الأزرق نموذجا بالنسبة لبقية مخيمات اللجوء، والجهد الجبار والأموال التي انفقت تحضيرا لإنشائه وإخراجه بأفضل حال، لكنه “مكان صعب، للطلب من العائلات الانتقال إليه”.

وتشدد على أن اهم الامور الآن لفي المخيم، تكمن في توفير الأمن والمساعدة المنقذة للحياة، مؤكدة ان المفوضية والمنظمات العاملة، ستستمر بتحسين المخيم كل يوم.

وعما قد يتعرض له المخيم من صعوبات خلال الصيف الحالي في ظل توقعات بارتفاع درجات الحرارة الى اكثر من 40 درجة مئوية في هذه المنطقة الصحراوية، توضح ماكدونالد “ان البيوت المتوافرة في الأزرق جميعها معزولة، تحفظ الحرارة خارجا”.

أما بخصوص توفير مراوح، فتقول إنه “مستحيل حاليا في ظل غياب الكهرباء، ما لم توفر مراوح تعمل على البطارية، وهذا ليس سهلا”.

وتشير مكدونالد الى أن “المنظمات الاغاثية العاملة مع اللاجئين السوريين في الأردن تلقت حوالي 27 % فقط من المبلغ الذي طلبته لتمويل اعمالها هنا”.

وتشرح أنه في ظل شح تمويل المجتمع الدولي للاجئين، سيكون من الصعب تمديد الكهرباء في المخيم قريبا، موضحة أن هناك اعباء مالية اخرى على المفوضية، كإعطاء أكثر من 80 % من اللاجئين السوريين خارج المخيمات مساعدات نقدية.

وتتابع ماكدونالد “علينا القيام بخيارات صعبة، والتركيز على الخدمات الصحية”، متمنية أن تتولى جهات مانحة أو متبرعون أمر الكهرباء في المخيم.

وحول الاستعاضة عن الكهرباء بالطاقة الشمسية، تبين ماكدونالد أن ذلك يتطلب خبرة ومالا لتغطية المخيم كاملا.


الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة