الإثنين 2024-12-16 01:25 ص
 

مدينة الشرق حلم سكني يفسده عبث الزعران ونقص الخدمات وضعف الأمن

12:22 ص

الوكيل - مضى ما يربو على ثمانية أعوام على إعلان بدء مشروع بناء مدينة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز (الشرق) في الزرقاء، وتدافع الأهالي لشراء الشقق السكنية في تلك المدينة، هربا من الأزقة وضجيج المدينة القديمة، واستنشاق الهواء النقي.اضافة اعلان


غير أن الصورة الذهنية للسكان حول السكن في تلك المدينة سرعان ما تغير كليا في العام 2014، بعد أن أصبحت المدينة مرتعا لشبان يؤثرون الجلوس كل ليلة على حواف الطرقات والتجوال في سياراتهم داخل شوارعها، مع تعمد رفع أصوات (المسجلات) وقطع الأشجار من جذورها، وتخريب أعمدة الإنارة، بالإضافة الى إزعاج أهالي المنطقة.

'مدينة الشرق أصبحت ملاذا آمنا للزعران'.. بهذه الجملة بدأ أبو خليل (إمام مسجد)، حديثه لـ 'الغد'، مضيفا: 'يتهافت الشبان والعائلات ليلا، للجلوس في الشوارع العامة في المدينة، معلنين حالة الاستنفار العام في شوارعها، لتبدأ بعد ذلك غيوم الدخان والنرجيلة هبوطا وصعودا في المنطقة'.

ويزيد أبو خليل: 'نتساءل دوما عن دور إدارة المؤسسة المسؤولة عن المدينة(موارد)، في الحفاظ على شوارع المنطقة، التي يقع على عاتقها العديد من المسؤوليات الواجب عملها، مثل المحافظة على البيئة والإنارة والطرق، ولكن المدينة باتت مستنقعا يرزح تحت وطأة التلوث والتدمير التدريجي'.

ويشكو أهالي المنطقة أيضا من عدم وجود مركز أمني خاص فيها يحافظ على سلامتهم من السرقات والشجارات، خاصة بعد حصول ثلاث جرائم قتل، أدت إلى خلق حالة من الهلع والخوف في نفوسهم.

من جهته، أكد مدير شرطة الزرقاء العقيد وليد الأنصاري لـ'الغد' وجود باص شرطة يتمركز في المنطقة، وتحديدا على دوار (الطيارة)، ويقوم بتفتيش السيارات المشبوهة وحماية المدخل الرئيسي للمنطقة.

وحول وجود شبان يتعاطون المخدرات (الحشيش والمارغوانا) في المنطقة، قال العقيد الأنصاري إن مديرية الشرطة، وبالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات، 'تعملان على مكافحة هذه الآفة، ويتم القبض على أي متعاط في أي منطقة أولا بأول'.

فيما يشير أبو خليل الى أن المنطقة تعتمد في تبضعها على ( بقالة ومطعم) يقدمان الخدمة للأهالي، حيث يقول: 'ما إن تبدأ هدأة الليل ويحتاج السكان لشراء الحاجيات، فإنه يترتب عليهم الذهاب الى السوق للتبضع'، مبينا أن شراء دكاكين أو محال تجارية في المنطقة يكلف مبلغا كبيرا يدفع لشركة (موارد) مقابل الحصول على تصريح يقدم للمشتري.

ويقول ساكن آخر، أبو زيد البطاينة: 'كان في ذهننا في بداية استقرارنا في المنطقة مخططات لا يوقفها بركان، لكن بعد أن حدث ما حدث من تلوث وانقطاع للمياه وترهل الأمن في أرجاء المنطقة، تمنينا لو بقينا في حينا - حي معصوم'، مشيرا الى 'تقاعس الجهات المسؤولة عن حماية المنطقة من عبث الداخلين عليها'.


ويضيف أبو زيد: 'يعاني سكان المنطقة من انقطاع شبكات الاتصال، بسبب عدم وجود أبراج كافِية لإجراء المكالمات، فضلا عن التشويش الواضح على استخدام الانترنت، ما يشكل امتعاضا كبيرا لهم'.

وفي هذا السياق، أفاد مصدر في مؤسسة (موارد)، فضل عدم نشر اسمه، لـ 'الغد'، أن المؤسسة قامت منذ العام 2006 بتطوير المدينة على ست مراحل، أنجزت منها مرحلتين حتى هذا الوقت.

وأشار المصدر الى أن تكلفة ممر المشاة الذي يربط الشارع الرئيسي بمداخل المنطقة بلغت مليوني دينار، مشيرا إلى أن عدد سكان المنطقة تجاوز 5 آلاف نسمة، منهم من يسكن الشقق السكنية وآخرون يشترون أراضي لبناء الفلل والبيوت.

وردا على سؤال حول الإجراءات المتبعة في الحفاظ على نظافة المنطقة، يقول: 'نقوم يوميا بحملات نظافة للطرق والشوارع الرئيسية، إضافة الى متابعة المناطق الداخلية يوميا'.

وفي المقابل، يؤكد الشاب خميس سليم إصابة الأهالي 'بخيبة أمل كبيرة، خاصة أنه لم يتحقق ما كانوا يحلمون به'.

وقال سليم واصفا حالة المنطقة، إنها تعاني من انعدام الإنارة وعدم توفيرها داخل المجمعات السكنية، والاكتفاء فقط بإنارة الطرق الرئيسية، لافتا الى عدم توفير الخدمات الصحية والاجتماعية، كالبقالات والأفران، فضلا عن انقطاع المواصلات تماما إلى المنطقة ومنها عندما يحل الظلام.

يذكر أنه كان تم الاتفاق بين رئاسة الوزراء ورئاسة بلدية الزرقاء حول إحالة شؤون المدينة من نظافة وغيرها إلى عهدة البلدية، لكن هذا الاتفاق لم ير النور مطلقا. كما يعاني سكان المنطقة من سرقة أغطية المناهل وأسلاك الكهرباء، منها ما يزيد على 300 منهل خلال الفترة القليلة الماضية. وكان مشروع مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز قد قسم إلى عدة مراحل وأجزاء، يشتمل بعضها على عمارات سكنية وشقق، وأخرى على فلل سكنية متلاصقة، إضافة إلى توفير قطع أراض للبيع والاستثمار.

الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة