الوكيل - استعرضت أميمة كامل، مستشارة الرئيس المصري محمد مرسي لشئون المرأة والأسرة، في لقاء مع وكالة 'الأناضول' تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الانقلاب، ورؤيتها للحظة الراهنة والتي لم تستبعد أن تضم مشهد اغتيال للرئيس ، وملامح السيناريوهات المستقبلية للأزمة التي تمر بها مصر.
وفي الحوار الذي جرى في مسجد 'رابعة العدوية' حيث يعتصم مؤيدو مرسي، أقرت أميمة كامل بأن مرسي وفريقه قد وقعوا في أخطاء 'لو أتيحت فرصة ثانية لن تتكرر'.
وإلى نص الحوار:
*باعتبارك كنتي مستشارة للرئيس المقال.. كيف كانت اللحظات الأخيرة قبل صدور بيان الجيش الذي بموجبه تم عزل الرئيس مرسي؟
- الحقيقة كان قبل 30-6 (اليوم الذي شهد مظاهرات حاشدة لمعارضي مرسي تطالب برحيله) هناك إحساس أن مشكلة كبيرة ستحدث، الجميع لا يتوقع أين سيصل مداها، لكن كان لدينا إحساس أننا سنستطيع استيعابها باعتبارها مجرد معارضة وهي جزء من الحكم، لكن اكتشفنا إنه انقلاب عسكري كامل الأركان.
اتضح ذلك من البيان الأول (للجيش) عندما استخدم مصطلح إنذار، وحتى لو تجاوزنا الكلمة تخيلنا أنه مجرد ضغط، تصورنا أنه سيكون ضغطا على الطرفين خاصة الطرف الآخر الذي يرفض المشاركة في جلسات الحوار، لأننا كنا متوهمين إن الفريق السيسي (وزير الدفاع) حريص على الثورة وعلى مصر، لكننا فوجئنا بالعكس تماما، فوجئنا به ينحاز لفريق دون الآخر، بل وإلى الفريق المفتقد لشرعية الصندوق، وتم إلغاء الفريق الآخر تماما، وصرنا نتسائل في هذه اللحظة 'أليس هؤلاء شعبا؟... أم أن المعارضة فقط هي الشعب'؟
* كيف لرئيس وفريقه أن يتوهم ويتخيل في تقدير موقف بالغ الخطورة مثل 30 يونيو/حزيران، ورجال يتولون مناصب غاية في الحساسية مثل وزير الدفاع؟
- ربما يكون معك حق فيما تقولين، لكن قد لا يعلم الناس أن غالبية مفاصل الدولة لازالت في يد رجال النظام السابق، ومن بينها مصادر المعلومات، يعني لم تكن كاملة ولا حقيقية بيد الرئيس، ولا يتم توفيرها له في الأصل، حتى أنه كن يبلغ بافتتاح مشروعات تم افتتاحها بالفعل من قبل.
وفي قراءتي البسيطة لما حدث يمكننا القول إن أداء السيسي اتسم بكونه أداء مخادع، كان يتمثل التبسط والتقرب من الناس، بينما كان شخصا مختلفا وهو يلقي البيان التحذيري يوم الإثنين.
* إذا كان ذلك فيما سبق ولكن بيان الجيش يوم الإثنين (الذي أعطى مهلة لمرسي والقوى السياسية للتوافق) وفق كلامك كشف الأمور فلما لم يتخذ مرسي خطوة استباقية خاصة بوزير دفاعه؟
- بمنتهى الصراحة..إذا فعل واتخذ قرارا ضد السيسي فمن الذي كان سينفذه.. الجيش أم الشرطة؟.. كلها جهات لم تكن تأتمر بأمر الرئيس.
* إذا فقد كان رئيسا بلا صلاحيات؟
- صلاحيات الرئيس كانت محدودة.. وأذكر أنني في يوم كنت أتحدث مع د.باكينام الشرقاوي (مساعدة الرئيس المقال) وسألتها لماذا لا نفعل كذا؟ أليست الدول معنا؟ فأجابتني: كلا.. الدولة ليست معنا، وكان هذا الموقف بعد نحو 6 أشهر من حكم الرئيس.
أضيفي إلى هذا أن هناك مجموعة من القوانين موجودة من أيام مبارك (الرئيس الأسبق حسني مبارك) تعيق التطهير، والرئيس مرسي قال إنه لن يأخذ أي إجراءات استثنائية.
* لكن السيسي تحديدا بدا أنه أختيار خاص من مرسي، فهل كانت هذه سذاجة سياسية؟
- أستطيع قول هذا بصراحة الآن، لأن في البداية كان الرئيس مرسي مطمئن للقوات المسلحة ويرى أنها مؤسسة وطنية لا يمكن أن تكون ضد الشعب في يوم من الأيام، لكن بعد مجزرة اليوم للأسف أثبت غير ذلك.
* يعني هل خلال عام لم يتمكن مرسي من استكمال صلاحياته 'المحدودة'؟
- هو بدأ محاولات لكن بصراحة كانت محتاجة تطهير كامل وإعادة هيكلة، قطاع مثلا كالداخلية كيف كان يمكن أن يحقق فيه هذا، خاصة أنه يتربى على عقيدة بعينها تجعله فوق الشعب حتى لو غير شعاره.
ومن العقبات كذلك أن ميزانية الرئاسة كانت محدودة جدا لا تتيح الاستعانة بخبرات أو كفاءات بعينها.
* كم كان راتبك أنت شخصيا؟
- 10 آلاف جنيها شهريا (1450 دولار)
* أحداث الحرس الجمهوري التي سقط فيها عشرات القتلى فجر الإثنين من المسئول عنها في رأيك؟
- أولا قائد الانقلاب العسكري، يشاركه كل من ظهر معه في المشهد وقالوا إن هذه إرادة الشعب، وزيفوا الحقائق، جميعنا رأينا أن الحشود المبهرة التي اتكأوا عليها وقالوا هذه كانت إرادة الشعب هي حشود ليوم واحد.. كومبارس.. للتصوير والتكرار في وسائل الإعلام، بينما كان بالتزامن ملايين يعلنون تأييدهم للرئيس لمنتخب دون أن ينظر لهم ولا لرأيهم، ما استفز المصريين وجعلهم يحتشدون في الميادين إعلانا عن موقفهم وإصرارا على حقهم.
وخاصة عندما وجد ما جاء في خارطة الطريق التي أعلنها السيسي قد تغير، قال سنجمد الدستور فألغاه، قال عن انتخابات ثم لم يحدد موعد... البلد تمر بسيولة غير طبيعية.
* بقي 3 أطراف أحب أعرف مسئوليتهم عما وصلنا إليه اليوم.. الكتلة غير المسيسة من الشعب المصري- الرئاسة المصرية وممارستها خلال عام- ما يقال عن دور للولايات المتحدة الأمريكية؟
- الشعب ظالم ومظلوم، وقع عليه ضغط إعلامي غير مسبوق بأيد خبيرة وخبيثة، تشمل رسم صور ذهنية سلبية للرئيس وجماعة الإخوان المسلمين، وتضييع كل إنجازات الرئيس، وتسفيه آرائه، وشيطنة المحافظين والوزراء، لكنه أيضا ظالم لأنه لم يسع لتشغيل عقله ويبحث عن الحقيقة فيما يعرض عليه.
ولكنكم كنتم مسئولون عن هذا الشعب، فماذا لم تحاولو حمايتهم من التضليل ومساعدتهم في الوصول للحقائق؟
- الفضائيات وزخمها وعددها وإلحاحها وإمكنياتها كانت شيئا غير طبيعي في الدفع باتجاه آخر، حتى التلفزيون المصري (الرسمي) الذي هاجم في البداية ثورة يناير، لم يتحول بعدها كما ظننا ولكن ظل إعلام مبارك ونظامه... وليس من السهل أن تنشئي مؤسسات إعلامية موازية، مع ما تحتاجه القناة الواحدة لإنفاق ضخم... لكني أثق أن الشعب المصري سيأتي في لحظة ويدرك الحقيقة.. وأرجو ألا تكون بعد فوات الأوان.
أما بالنسبة للرئاسة فقد بذل الرئيس أقصى جهد وكان يفضل عدم الصدام ولا القرارات الاستثنائية والحقيقة في رأيي أثبتت التطورات أن هذا لم يكن صحيح
وأخيرا أعتقد أن خيوط صناعة المشهد الذي نحياه لا يمكن يكون داخل مصر، فقد أدي بحنكة، والخيال في صناعة مشهد تأتي بشعب وتخدعيه بحيث أن يأتي بمن ثار عليهم ويحملهم فوق الأعناق.. إنه إبداع في الخداع يتجاوز حدودنا القطرية.. أسميها الخدعة الكبرى.. لكن عندنا أمل أن الشعب سيتجاوز ذلك سريعا.
ما هي السيناريوهات المستقبلية للأزمة الراهنة في رأيك؟
- أحسن سيناريو، والذي يتضمن عودة الرئيس مرسي بظهير من الشعبية والشرعية، فهو لم يتنح حتى الآن والملايين في الميادين تؤيده، وهذه آية من أيات الله، فهذا الرجل الذي كان يسب في القنوات ليل نهار يهتف باسمه اليوم في الميادين ليل نهار، من كان يراه ضعيفا أصبح يصفه بالشجاعة.
لكن الشعب أيضا خرج ضده في 30 يونيو؟
- لا يمكن أن تقولي الشعب فعل هذا، بل جزء من الشعب
كل يدعي وصلا بالشعب؟
- الشعب الذي أقصده يقف الآن مع الشرعية
عذرا لكن غالبية الجزء الآخر من الشعب كان معكم وساهم في فوز د.مرسي في الانتخابات الرئاسية، ولكنكم خسرتموهم على مدار عام
- صحيح.. هناك أخطاء.. وأتوقع لو هناك فرصة ثانية لثورة مصر لا للرئيس مرسي فقط سيتم تداركها.. فما جرى ليس انقلابا على الرئيس وإنما على ثورة يناير ومكاسب الشعب المصري منها.. كما أحسب أن ما وقع من أخطاء لم يكن ليؤدي لهذه النتائج الكارثية على الوطن إن لم تتدخل عوامل أخرى... ولكن إن شاء الله تكون هناك فرصة ثانية لمصر لتداول السلطة بشكل شرعي سلمي.
لكن هناك سيناريو صدامي انطلق بما حدث أمام الحرس الجمهوري فعلا؟
- هذا تحدينا فقد أعلنا أننا سلميين ولن ننجرف لسيناريو الصدام، ولن نستسلم فالضغط الشعبي سيؤثر، ونحن نراهن عليه.
من يوم 29 يونيو إلى الأربعاء كيف مرت عليك شخصيا هذه الأيام؟
الحقيقة كانت أيام صعبة، كل يوم صدمة ثم تفيقين منها فتفاجئين بصدمة جديدة، وأتخيل أنه لن يفعل شيء أكثر مما فعله في مذبحة اليوم عند الحرس الجمهوري.
ماذا عن الفترة التي سألتك عنها، أين كنت وماذا جرى؟
مرت بين هبوط معنويات وأمل في القدرة على الفعل والصمود، وأنا كنت في بيتي آخر 10 أيام، حيث أنهيت عملي بإتمام مشروع حقوق المرأة المصرية، وكنت أستعد لزف البشرى للمصريين في مناسبة مرور عام على حكم الرئيس، فقد وعدنا الناس بذلك ووفينا.
تعتقدي د.مرسي لازال في مقر الحرس الجمهوري؟
- نعم أعتقد ذلك
هل تعتقدين أن هناك خطورة على حياة د.مرسي خصوصا ان هناك من يتحدث عن سياريو محتمل لاغتياله في حال تفاقم الأزمة؟
- ممكن.. وياسر عرفات (الرئيس الفلسطيني الراحل الذي تشير شواهد عدة وفاته مسموما بأياد إسرائيلية) نموذج.
هل تم إبلاغك بإقالتك كمستشارة لرئيس رسميا؟
من قاموا بالانقلاب ويديرون البلاد الآن اعتبروا أن ما مضى من زمن وإجراءات بعد ثورة يناير كأن لم يكن، وكأنه لا وجود له، حتى
أين د.باكينام الشرقاوي الآن؟
لا أدري عنها شيئا وحاولت الاتصال بها لكن هاتفها غير متاح، كما لم ترد على رسائلي، وهي مختفية من فيس بوك، لكن لا أظنها محتجزة، فقد علمت أنها غادرت قصر القبة مساء الأربعاء.
هل تعتقدين أنه تجري ضغوط أو مفاوضات الآن مع الرئيس؟
بالتأكيد، ليتنازل عن السلطة ويتنحى.. للأسف هم يعدون لمحاكمة الرئيس بتهم ملفقة ضخمة.. ورغم ذلك مستبشرة ومتفائلة .. فلا يحدث شيء في ملك الله إلا بإرادة الله..
تتوقعي إذا حدث السيناريو الآخر أين ستكونين؟
لا أدري، إما أعود لبيتي وأولادي أو ربما في ظل هذه الهجمة الانتقامية يحاولون الانتقام من كل كان حول الرئيس.. لكن بالتأكيد لن أترك مصر.. فالأشجار تموت واقفة.
كلمة أخيرة .. الشباب بحكم تكوينهم غالبا ما تكون رؤيتهم أفضل مننا، ليس لديهم ذات التعقيدات، لذا أيا ما كان سينتهي إليه الوضع لابد أن يتقدموا الصفوف.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو