معارضة الطاقة النووية

لا تحتاج إسرائيل لأن تصرح علنا بإعاقتها لمشروع الطاقة النووية الأردنية , لأن هناك بقصد أو من غير قصد من ينوب عنها .اضافة اعلان

قرأت بإهتمام كتيب يعبر عن موقف حزب جبهة العمل الإسلامي للمشروع , وزع أمس على هامش مؤتمر صحافي لمعارضيه ,إفترض سلفا أن المشروع قضية فساد ,انه إنتاج المحطة لا يخص الأردن بل سيباع بأسعار رخيصة للغير من دون أن يسميهم , المشروع كما خلص الكتيب مؤامرة تستهدف الأردن اقتصاديا وبيئيا وسياسيا وغير ذلك من الإفتراضات غير المسنودة اللهم الا بالنوايا السيئة التي تقف وراء فكرة المشروع .
الأخطر في الكتيب أنه يضع تهديد المحطة النووية للشعب الأردني وكأنها حصلت , وبإعتبار أن الحوادث ستقع لا محالة , بينما لم نسمع أن مفاعل ديمونة الإسرائيلي الذي أقيم عام 57 قبل قد تسبب بكارثة أو أنه أباد نيابة عن الجيوش العربية نصف شعب إسرائيل !! .
نعم إسرائيل لا تريد للأردن ولا لأي من الدول العربية أن تحصل على طاقة نووية وإن نفت ذلك , فثمة أصوات معارضة للبرنامج في الداخل , تتولى المهمة , ومرة أخرى بقصد أو من دون قصد حتى لو أنهم ساقوا كل ألوان الوطنية لتعزيز معارضتهم , فأي وطنية تلك التي تكره لوطنها أن يحقق ولو جزءا يسيرا من الإعتماد على الذات ؟.
خروج معارضو البرنامج عن المألوف في معارضتهم إنما يخدم أهداف جهود إسرائيل الصامتة وهي الأشد معارضة لهذا المصدر الإستراتيجي من الطاقة فهي تبذل كل جهد لعرقلته والأسباب معروفة , وإن كانت جهود مناهضته على المستوى المحلي تلتقي بالصدفة مع نظيرتها الخارجية مع الفارق الكبير في النوايا وهي محليا صادقة ونقية بكل تأكيد , لكن الأمر يستدعي الحذر والتنبه , حتى لا تكون الأدوات المحلية سلاح في أيدي خبيثة تروج له عند الدول الداعمة وتكون القصة البيئية « حق يراد به باطل « .
منذ بدأ واجه برنامج الطاقة النووية الأردني شداً وجذبا وضغوطا و مكائد وتخريب كان آخرها « محو المفاعل البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا عن بكرة أبيه على أيدي عدد من الغاضبين ممن تعرضوا للتضليل والخداع من أصابع خبيثة , وليس مصادفة أن يكون التحذير الذي ورد في كتيب الجبهة والصادر عن الحزب في نيسان الماضي ألهب حماسة بعض الأهالي ممن دمروا المفاعل البحثي ,افلتوا وأفلت المحرضون دون مساءلة أو عقاب .
المعارضون يرفضون الحلول , لكنهم لا يقدمون بديلا لها !.

الراي