الأحد 2024-12-15 10:39 م
 

مفاتيح الأزمة السورية

02:51 م

يسعى الاردن بكل طاقاته إلى تجنيب سورية مأساة التقسيم والحرب الاهلية ؛ فزيادة قلقه كلما تفاقمت الامور نحو الحرب الاهلية ، واتجهت بشكل واضح نحو النذير بكارثة على سورية والمنطقة ؛ لتعم الفوضى السياسية والاخطار العسكرية والتهديدات الامنية خاصة على الاردن الذي سيتلقى المزيد المزيد من ابناء الشعب السوري .وبالتالي المزيد من الضغط على حياة المواطن الاردني الامر الذي حفز تحركات الاردن نحو المجتمع الدولي.اضافة اعلان

الاردن ورغم كل محاولات الاغراء السابقة والضغط السياسي الحالي مصرٌّ على عدم دخوله بشكل مباشر في سورية الا من خلال قناعاته بأن يكون السند للشعب السوري ، والباحث عن الحل السياسي الذي لا يمكن ان يحصل دون تفعيل الدور الامريكي وقيام امريكا بدورها الحقيقي في التعامل مع الكرملن وفق لغة مشتركة تفهمها الدولتان .
فالاردن يدرك معنى وخطورة تفكك وتفتت المجتمع السوري الذي يشهد تزايدا اكبر وبشكل متسارع ، فالملك وبعد مرور ما يزيد على عامين وبروز حقائق واضحة من أن أمد الصراع سيستمر إلى اجل غير مسمى. بالضبط كما أكد ذلك اوباما خاصة أن سورية اصبحت جزءا من لعبة اكبر تديرها دول بعينها . وسط غموض واضح في الموقف الامريكي الذي يظهر رفضه التدخل العسكري المباشر ، وتسليح المعارضة بحجة المتطرفين ، لكنه يتقن فن لعبة (العرائس ) ليحركها متى شاء ويوقفها متى شاء .
اللهجة الامريكية بدأت تتحدث عن الاسلحة الكيماوية ، وعن تغير المعادلات الامريكية في حال استخدامها خاصة أن استخدامها سيضمن قرارا أمميا بذلك لا تستطيع روسيا مواجهته ، وهذه مهلة من الزمن تُمنح للقوى الكبرى؛ لترتيب حجم وطبيعة الصفقة السورية.
الملك مدرك تماما للموقف الامريكي ، ومقاصد الامريكان من الاعلان عن طول أمد النزاع الذي يكون الاردن فيه الخاسر الاكبر بعد الشعب السوري ؛ لهذا ترى الملك يسارع في طرح الحلول البديلة السلمية التي تنسجم أساسا مع توجه اوباما الاساسي بفرض الحل السلمي السياسي بالضغط على روسيا للعب دور من اجل اقناع النظام بالحلول التي يريدها الشعب السوري ، وايجاد تفاهمات مشتركة بعد أن نسلخ عن جلد المعارضة أولئك الذي يريدون دوام الخلاف والصراع . فالاردن يبحث مع الامريكان الحل السياسي وآليات تنفيذه بأسرع وقت ممكن ، ليس مكترثا بما تدعيه الخارجية الروسية او الايرانية. فهمّ الاردن الواضح هو ايقاف نزف الدم السوري أولا، والمحافظة على وحدة سورية شعبا وأرضا ،وكذلك انقاذ ما يمكن من موارد ومقومات الدولة السورية .
توافق رؤية الملك مع ابناء شعبه الذين خرجوا يوم الجمعة منددين بالوجود الامريكي في الاردن إنما هو مطلب اردني خاص وبامتياز؛ حيث لم يتعود الاردن ان يسيء للاخ والشقيق بمقدار الوقوف معه في محنته الكبرى، ليس هذا فقط ، بل البحث مع صانعي القرار في العالم ، وايجاد حل لتوقيف شلال الدم وتهجير الناس والاساءة لحاضرة الخلافة الاموية.
رفض الشارع بأكمله لأي موقف يخرج الاردن عن الثوابت الوطنية انما هو توافق مع ما يطرحه الملك امام كل الضغوطات والاغراءات الدولية والقناعة تؤكد انه بغير ذلك، فإننا سنعيش حالة انتحار داخلي - لا سمح الله- كونه ابتعاد عن عمقنا العروبي وقواعدنا الوطنية وأخلاقنا الاردنية ، وتاريخنا ومواقفنا التي ما فتئت تدافع عن شرف الامة. وما هذه المسيرات التي جابت الوطن الاردني بأكمله إلا رسالة لكل الذين يحاولون الضغط على هذا الوطن وقيادته ؛ للزج بنا في أتون حرب اشقائنا.
نرحب بـ ال200 جندي امريكي اذا جاؤوا لتدريبنا كيف نتعامل مع الاسلحة النووية فقط ولحماية انفسنا لا اكثر ولا اقل ، ونرحب ايضا بصواريخ (باتريوت ) فقط اذا كانت لتحصين اجوائنا وتحريمها على من هبّ ودبّ.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة