الخميس 2024-12-12 10:42 م
 

منشقون عن "الإخوان" يتنافسون على "الأعيان"

12:17 م

الوكيل - لا يمكن معرفة المدى الذي يمكن أن تصل إليه ‘مبادرة زمزم’ الأردنية الإصلاحية التي ينظر لها كعنوان لأول إنشقاق مدعوم رسميا في تنظيم الأخوان المسلمين، بعد فشل وإخفاق حفل إشهار المبادرة إعلاميا وسياسيا.اضافة اعلان


زعيم المبادرة سارع للتحدث عن مشروع المبادرة بإعتبارها جهدا يمكن أن يحقق أهدافه ويمكنه أن يخفق قليلا. هذا التصريح المنقول على لسان الشيخ الدكتور إرحيل الغرايبة ترافق مع التأكيد على أن زمزم لم تكن إنشقاقا في الواقع والمنطق بقدر ما كانت مبادرة وطنية تدعو للإصلاح.

لكنها (أي المبادرة) برأي الشيخ سعود أبو محفوظ القيادي الصقوري في جماعة الأخوان المسلمين، لن تكون كذلك ما دامت قد خرجت من إطار الشرعية في مؤسسات الجماعة. عمليا وبعد نحو أسبوعين من حفل إشهار مثير للجدل للمبادرة ظهرت فيه شخصيات رسمية راعية للحفل من الطراز المتخاصم منذ عقود مع الأخوان المسلمين لم يعد من المعروف ما إذا كانت رموز المبادرة قد إتفقت على تقييم وتشخيص النتائج والتداعيات.

هذه الضبابية تشكلت فورا لسببين، الأول أن قادة الأخوان المسلمين ومن فرط الإخفاق الإعلامي والجماهيري كما قال أحدهم لـ’القدس العربي’ لم يصدروا أي تعليق على المجريات ولم يجدوا في ما حصل ما يمكن التنديد به أو إجراء محاكمات داخلية بسببه.

السبب الثاني أن قادة زمزم في الواقع انفسهم تواروا عن الأنظار ووقفوا في موقف دفاعي وتبريري بعد توفير مقرات رسمية وخدمات إعلامية حكومية لهم ساهمت في تشكيل إنطباعات سلبية عن المبادرة وأهدافها البعيدة، وهو أمر اعتبره حتى معتدلون من وزن رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري من ‘الأخطاء’ التي كان يمكن تجاهلها عندما ناقشت معه ‘القدس العربي’ المسألة.

بالنسبة لسياسي كبير وخصم علني للأخوان المسلمين مثل الدكتور ممدوح العبادي، فما حصل في حفل إشهار ‘زمزم’ خدم جماعة الأخوان لإنه أظهر ضعف من يحاول إصلاح أو تعديل مسار الأمور داخل الجماعة بعيدا عن مؤسساتها.

عمليا لا يمكن فهم بعض تفاصيل حفل إشهار المبادرة إلا بإعتبارها جهدا غامض الأهداف لا يمكن تحييده عن مسارات ووجهات نظر رسمية وأمنية داخل مؤسسات القرار تسعى لفرض إيقاع جديد على الأخوان المسلمين تفاعلا مع المشهد المصري.

هذا الخيار حذر منه علنا وعبر ‘القدس العربي’ عضو البرلمان الأسبق مازن القاضي، كما ألمح رئيس الوزراء عبدلله النسور شخصيا له عندما قال في حديث سابق مع ‘القدس العربي’، بأن حكومته ترحب بمحاورة الأخوان المسلمين لكن من دون قنوات خاصة ومن دون دلال. بالنسبة لمراقبين كثر من بينهم الكاتب الإسلامي ياسر زعاتره، كان لافتا وغريبا أن يشارك في رعاية حفل إشهار ‘زمزم’ رئيس وزراء سابق زورت الإنتخابات العامة في عهده ضد قائمة الأخوان المسلمين حيث أخفق في هذه الإنتخابات الشيخ الغرايبة نفسه الزعيم الروحي لجماعة زمزم.

لكن بالنسبة لمستويات خبيرة داخل البيت الأخواني، ما حصل مع ‘زمزم’ قد يدفع جماعة الأخوان لمواصلة خيار الكمون التكتيكي والصبر ويحاصر هوامش خيارات بعض الرسميين الداعية للتصعيد.

ويسمح ما حصل لأطراف وسيطة من بينها المصري والقاضي وآخرون، بإقتراح صياغات قد تؤدي لعملية ‘دمج’ سريعة تحتوي مسارات الصدام السياسي، خصوصا عشية تشكيل مجلس الأعيان الجديد الذي يستفتى بالإنضمام إليه بعض الإسلاميين حاليا.

‘حضن الدولة يعاني من الزحام’ وفقا لتعبير الزعاترة، وقد لا يوجد فيه مكان دافيء لمبادرة زمزم إذا كان الهدف إنشقاقيا لأن هذا الحضن يتربع فيه بوقار حاليا حزب الوسط الإسلامي صاحب الكتلة المؤثرة في مجلس النواب وهو أيضا تشكل من قيادات سابقة في الأخوان المسلمين.

البعض يعتقد بأن الزاوية الفارغة في حضن الدولة مرحليا هي تلك المعنية بتركيبة مجلس الأعيان حيث يوجد خمسة مقاعد على الأقل أو أكثر قليلا قد تخصص لأصحاب النكهات الإسلامية. واضح أن بعض الجهات الرسمية تعمل على تسليم هذه الحصة من مقاعد الأعيان لزمزم ورموزها، وأن جهات أخرى تدعو للتعقل تحاول إختبار الإستعانة بشخصيات أخوانية معتدلة في مقاعد الأعيان على أساس إنتاج إختراق وطني إدماجي منتج على رأي القاضي.

القدس العربي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة