منطقية الفحوصات المخبرية *

الفحوصات المخبرية مهمة جدا للطبيب من أجل تشخيص حالة المريض ومعرفة ما يعانيه من مرض أو أمراض ومن دون هذه الفحوصات لا يستطيع الأطباء تشخيص المرض على الإطلاق وهذا ينطبق أيضا على الصور الشعاعية التي تكشف في كثير من الأحيان عن بعض الحالات المرضية التي لا يمكن اكتشافها من دونها.اضافة اعلان


بعض الأطباء يبالغون أحيانا في عدد الفحوصات المخبرية التي يطلبونها من المرضى وهذه المبالغة غير مبررة أحيانا لأنها ترتب تكاليف إضافية زائدة على المرضى لكننا قد نجد العذر أحيانا لهؤلاء الأطباء لأنهم يريدون أن يتعرفوا أكثر إلى المرض الذي يعاني منه المريض الذي يشرفون على علاجه وحتى يستطيعوا تشخيص الحالة المرضية بشكل دقيق ليتمكنوا من وصف العلاج اللازم لهذا المريض.

لكن المبالغة الزائدة عن الحد وغير المبررة في الفحوصات المخبرية والشعاعية هي ما يجري في العديد من المستشفيات الخاصة لدرجة أن معظم الفحوصات ليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بحالة المريض الصحية فعلى سبيل المثال تجرى للمريض الذي يدخل المستشفى لإجراء عملية «فتاق» بضع صور شعاعية لصدره وعدة فحوصات مخبرية لها أول وليس لها آخر كأن تجرى عدة فحوصات للدم وعدة فحوصات للكليتين وأخرى للكبد والبنكرياس والغدة الدرقية وتكون النتيجة فاتورة تحمل مبلغا خياليا لا يتوقعه المريض وقد سمعنا عن مرضى دخلوا بعض المستشفيات الخاصة لإجراء عملية باسور على سبيل المثال أو عملية الزائدة الدودية فكانت فواتير علاجهم تتعدى ألفين أو ثلاثة آلاف دينار مع أنهم لم يناموا في المستشفى سوى ليلة واحدة أو ليلتين وبند الفحوصات المخبرية في هذه الفاتورة له النصيب الأكبر من المبلغ المطلوب.

وما دام الحديث عن المستشفيات الخاصة فمع الأسف الشديد ان الغالبية العظمى من هذه المستشفيات لا تتقيد بتسعيرة وزارة الصحة بل إن كل مستشفى يضع الأسعار التي تناسبه لأنه يعرف مسبقا بأنه لا توجد رقابة حقيقية عليه من أي جهة كانت.

لقد اطلعت على أكثر من فاتورة لبعض الأصدقاء الذين ناموا في أحد هذه المستشفيات ورأيت بنودا غير منطقية فعلى سبيل المثال هناك بند في هذه الفواتير اسمه مستلزمات طبية وبند آخر اسمه مكالمات هاتفية مع أن بعض المرضى لا تسمح لهم حالتهم الصحية بإجراء هذه المكالمات كما أن أي مريض لديه هاتف خلوي يجري منه أي مكالمة يريد.

استغلال المرضى مع الأسف من قبل بعض المستشفيات الخاصة ومن قبل بعض الأطباء لا يستطيع أحد إنكاره أبدا وقد سمعنا جميعا عن فواتير خيالية صدرت عن بعض هذه المستشفيات لبعض المرضى الذين لا تستدعي حالتهم الصحية كل هذه المبالغ الكبيرة