الجمعة 2024-12-13 01:01 م
 

من قاعة الانتظار ..

07:01 ص

رغم كل التنظ?ر العسكري عن محدود?ة جدوى الضربات الجو?ة بدون قوة بر?ة على ا?رض، فقد أثبتت الضربات الجو?ة ا?م?رك?ة في كل مرة فعال?تھا.اضافة اعلان

في حرب الخل?ج الثان?ة (اجت?اح الكو?ت)، لم ?حتج التحالف إلى زج جندي واحد من الستمائة ألف المتواجد?ن في حفر الباطن، قبل أن تنكفئ القوات العراق?ة
مثخنة بالخسائر والجراح بفعل الضربات الجو?ة. وفي العام 2003، دخلت القوات ا?م?رك?ة بغداد بدون قتال، بعد حملة جو?ة كاسحة على مدار شھر. وأمكن
للضربات الجو?ة ا?م?رك?ة ترك?ع النظام في صرب?ا، وإجباره على ترك كوسوفو والتسل?م باستق?لھا. وفي ل?ب?ا، كانت قوات القذافي قد وصلت مشارف
بنغازي ?خماد الثورة، لكن الضربات الجو?ة ردّتھا، وقلبت المواز?ن حتى سقوط القذافي.
وفي كل تلك ا?وقات، لم تكن الضربات مفاجئة؛ بل معلنة ومقررة منذ وقت، تماما كما ?جري ا?ن في سور?ة، و?جري معنا نحن الذ?ن ننتظر في قاعة
خلف?ة، ب? حول و? قوة، المشھد أو القدر المحتوم. ف?ما ?مكن، رفعا للعتب، تنظ?م بعض التظاھرات وا?عتصامات ا?حتجاج?ة.
الضربات ھذه المرة ستكون بالفعل محدودة؛ ل?س بسبب مخاوف من ردود الفعل، بل ?ن الو??ات المتحده ? تر?د تماما إسقاط النظام، فتسقط السلطة ب?د
المتطرف?ن من جماعة 'النصرة' و'القاعدة' وشق?قاتھما. وھكذا، فإن وظ?فة الضربة، نظر?ا، ھي تأد?ب النظام. وعمل?ا، ستؤدي إلى تعد?ل م?زان القوى قل??
بما ?كفي ?دامة الحرب وجعلھا أكثر شراسة.
ھذه بالتأك?د مصلحة إسرائ?ل التي ستستمتع برؤ?ة ثاني أكبر دولة عرب?ة من دول الطوق تغوص حتى الجب?ن في الخراب والدمار الداخلي، كما لم ?حصل في
أي وقت آخر من التار?خ. والو??ات المتحدة لن تشق الث?اب حسرة على سور?ة، ولن تتدخل م?دانا لوقف المجزرة وفرض الحل الس?اسي، ولن تضحي
بعسكري واحد. فالخطر عل?ھا ?كون بانتصار أحد الطرف?ن؛ القاعدة وأخواتھا، أو النظام وحزب ا? وإ?ران، وا?رجح أن ? نصر ?حد، وسوف ?ستمر
ا?قتتال إلى ما شاء ا?.
فأي مص?بة ھذه لشعب سور?ة والمعادلة طرفاھا النظام القاتل، والتنظ?مات ا?جرام?ة؟! ولعل النظام أراد ھذه النت?جة؛ بأن ?صبح الطرف المقابل ھو
جماعات الجھاد وأجنداتھا الطائف?ة وا?رھاب?ة، وعنوانھا جز الرؤوس وبقر البطون وأكل ا?كباد، فتصبح القوى السلم?ة الد?مقراط?ة والوطن?ة النز?ھة
مطحونة ب?ن حجري الرحى، و?كون المجتمع الدولي أمام بد?ل?ن: إما السلطة القائمة، أو ا?رھاب ا?صولي. وبالمناسبة، فإن ھذه كانت حرف?ا استرات?ج?ة كل
ا?نظمة التي قامت ضدھا ثورات 'الرب?ع العربي'.
?دمي القلب أن نتفرج على الضربة الجو?ة المتوقعة تدمر مقدرات سور?ة العسكر?ة المدفوع ثمنھا من عرق ودم الشعب السوري. وقد كان الحل منذ البدا?ة ب?د
النظام؛ بأن ?تنازل و?تفاھم على سلطة انتقال?ة بمشاركة القوى الد?مقراط?ة. ونقول حتى ا?ن، وقبل الضربة، إن الفرصة متاحة لمثل ھذا الحل، ?ن القوى
الد?مقراط?ة والمدن?ة، وعموم الشعب السوري متضرران من سطوة الجماعات ا?رھاب?ة ا?صول?ة، والغرب في موقف مح?ر ?نھ ضد النظام و? ?ر?د
سقوطھ في آن، ما دامت السلطة ستقع ب?د التطرف ا?صولي. وعل?ھ، ھناك مصلحة مشتركة للتفاھم ب?ن السلطة والمعارضة، بغطاء دولي، على سلطة
انتقال?ة تعزل ا?رھاب، وتنقذ الجم?ع من سنوات مرعبة، وبحر دم أكثر فظاعة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة