بل من يعرف أساسا برنامج 'نجوم العلوم' الذي يبث على واحدة من قنوات MBC، ولكنها ليست متابعة بشكل كبير كبقية أخواتها، إلا حين يتعلق الأمر بالمسلسلات التركية!
سديم، صاحب الاسم الجميل الذي يعني مجموعة النجوم، وهي مصادفة عجيبة، هو شاب أردني خريج كلية علم الوراثة من مركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان- جامعة تكساس، ويعمل كباحث علمي وطبي. يخوض سديم الجولة الأخيرة في برنامج 'نجوم العلوم'، وبالمناسبة هذا البرنامج فكرة وابتكار عربي من أوله إلى آخره، وليس على طريقة معظم برامج المواهب، والتي نتابعها بحرص شديد. فهو ليس مستوحى من برنامج عالمي، أو مقلد لها وهذه ميزة تستحق الاحترام ورفع القبعة طويلا.
وللذين غابت عنهم حلقات البرنامج جميعها، بقيت الحلقة الأخيرة السبت المقبل والتي تحتاج لدعمنا وافتخارنا بابن الوطن المهذب ذي الابتسامة الخجولة، مع أنه صاحب اختراع كبير يستحق التقدير من الدولة والمجتمع. ويكفي أنه قد تأهل لنصف النهائي للحصول على المركز الأول بين الستة المتأهلين، من بين آلاف المشاركات.
سديم قديسات حصل على أعلى العلامات لابتكاره اختراعا اسمه 'جينوميكGenomiQ'، وهو جهاز توزيع آلي للعينات الجينية، لا يعتمد على القدرة البشرية في الاختبارات.
والجهاز يستخدم لتطوير دقة وسرعة الفحوصات الجينية لمرض السرطان تحديدا.
ليس مفاجئا ما يقوله سديم قديسات بأنه 'في الابتكار، لابد من بالنظر إلى النتائج على المدى الطويل. هذا لا يعني أنك فشلت، الحقيقة أنك اكتشفت طريقة جديدة للعمل، وفي المستقبل، فكّر بطريقة جديدة'، وليس مفاجئا أبدا أن نقرأ عنه -الشاب ذي الثامنة والعشرين عاما فقط- قوله إن تحقيق الفوز على المستوى الشخصي ليس هو الحافز فقط، بل الرغبة القوية في تحسين صحة المرضى من خلال تطوير القطاع الطبي.
الحقيقة ليس مفاجئا وفقط إنما مدهش أيضا ويعطينا أملا بأنه وفي ظل هذه الأيام الزاخرة بأحداث العنف والدم التي باتت تحيط بنا في كل مكان، ترافقها قصص انغماس صبايا وشباب بوحل المخدرات والمكيفات القاتلة، واليأس الذي بدأ مبكرا في غزو رؤوسهم مثل الشيب، بعد انقضاء ربيع أعمارهم في البحث عن شغل هنا وهناك يفتح لهم بيوتا صغيرة تقيهم من احتمال تأخر سن الزواج، ثم القهر الذي لا يفسر أسئلتهم المشروعة حول حقوقهم الأساسية، أقلها في دولة تدعو للمدنية، حقهم في تظاهر سلمي، ضد اتفاقية غاز مع كيان تعلموا منذ نعومة أظفارهم أنه عدو، أو قرار فصل طالب اعترض على إجراءات تخص زملاءه!
نعم، يطل علينا هذا الشاب الأردني الرائع كل أسبوع، وهو نفسه الذي قبل سنتين، قالت لجنة تحكيم برنامج 'نجوم العلوم' له إن ابتكاره غير قابل للتطوير خلال فترة البرنامج فلم يكن الانسحاب خيارا، وهذا يدلل لما نسمعه عن ميزة أبنائنا خارجيا وهي الجدية والتصميم.
وبدون الخوض بتفاصيل علمية قد أجهلها ونجهلها، ولكنني أستشعر أهمية اختراع وتجربة باحثنا الطبي، وأتمنى أن يجد دعما وطنيا يزيل من ذهننا المقولة المقيتة أن 'لا كرامة لنبي في قومه' فنقف رسميا وشعبيا ندفع هذا الابن البار بعلمه ووطنه، الى الأمام وإلى مصاف المخترعين العالميين لأنه يستحق ذلك فعلا.
لسنا ضد متابعة شبابنا في برامج الفن والرياضة وتشجيعهم ومساندتهم حتى اللحظة الأخيرة. إنما أن يكون ذلك مترافقا مع حالة من الاستهتار بآخرين لأن مشاركاتهم علمية أو أدبية، ثقيلة على وقع متابعاتنا، فهذا انتقاص من حق هويتنا ورؤيتنا المتوازنة، وحق الشباب المتطلع لنوع آخر من النجاح ليس مقياسه الظهور على أخبار ET بالعربي!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو