الخميس 2024-12-12 11:34 م
 

مواطن عربي تحت الانقاض

10:25 ص

الدكتور عبدالله سليمان درادكه - أنا ابن أمتي وأشبهها، أموت في اليوم مئات المرات، وأعيش في سبات، وأغيب عن الوعي كالأموات، لا يوقظني إلا الحسرات والويلات، ودماء الأبرياء التي تُزهق هنا وهناك، وصرخات رضيع فقد أمه، وصياح طفل جائع فقد قوته، وآهات الثكلى وملايين الجرحى، ودماء الأبريا التي تنزف ولا تجد من يُضمدها، وشيوخا شُردت عن أوطانها، وشبابا ضُيعت أحلامها بين طموح الطامحين بالسلطة وبين من يؤدون دور الفتنة، أجل تُوقظني الدساتير الوضعية التي خطّوها بحبرهم الأسود وأرادوا لها أن تطمس الدم الأحمر الذي أُزهق على طرقات وطننا العربي الكبير بانقساماته واختلافاته، ثم يطلبون منا عليه استفتاء، وكأن به الشفاء، وهم موقنون بأنه الشقاء، فكيف لسواد الحبر أن يطمس حُمرة الدم، وكيف لدساتير الفرقة أن تصنع اللم، وكيف لدعاة الفرقة أن يكون للوحدة أهل العزم، لقد أصبح بغاث الطير في أرضنا العربية نسور، والثعالب أسود، وهديل حمامهم لا ينعق إلا بالخراب، هم من سيطروا على الشعوب بإعلامهم المأجور، وأماطوا اللثام عن حقدهم المدفون، وباعوا الدين والشرف والعرض والأرض بأبخس الأمور، فلا يرضيهم غير المناصب والمكاسب ولو كان الثمن أن نكون جميعا في القبور، فكيف للمنقسمين والمختلفين على اسماء هزائمهم أن يحملوا راية النصر، استحلفكم بأسيادكم أن تتركونا وجرحنا النازف وفرقتنا التي صنعتم، فلعل الجرح يروي ظمأ النصر الذي نتعطش إليه، ولعل الفرقة تجمع وحدة الصف، ولعل الله يهئ لهذه الأمة أمر رُشد.

اضافة اعلان

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة