ليس لان نتنياهو لا يريد التورط في الانتخابات الرئاسية الاميركية اثناء حضوره مؤتمر ايباك يوم 17 من هذا الشهر، وإنما لان الادارة توقفت عند الطلب الاسرائيلي باضافة اربعة مليارات دولار منحة الى جانب المنحة المعروفة (ثمن كامب ديفيد) ولمدة عشرة اعوام.
الادارة الاميركية كانت مستعدة للكلام في حدود 400 مليون دولار وليس اربعة مليارات، ولذلك اصطنع نتنياهو هذه الضجة، فالعلاقات الاميركية – الاسرائيلية، بغض النظر عن قصة التدين البروتستانتي، قامت منذ البداية على الابتزاز، وقد قالها الرئيس ترومان لدى اعترافه «
بدولة اسرائيل» بعد نصف ساعة من اعلانها: كم يوجد صوت للعرب في الانتخابات.
نتنياهو قادر على صفق الباب في وجه الرئيس اوباما، وقادر في اليوم ذاته على استقبال نائبه بايدن في تل ابيب، فقد اثبتت اسرائيل عبر تاريخ علاقاتها الطويل مع الاميركيين انها تستطيع ان تؤجل مطالبها للادارة القادمة بغض النظر عن الحزب الناجح، وعن الرئيس القادم، فاندغامها العضوي في الجسم الاميركي اعطاها غيمة الرشيد حين خاطب الغمامة من قصره في بغداد: اذهبي حيث شئتِ فخراجك اليّ.
إن استفتاءات الرأي التي نشرتها الصحف العبرية تشير بوضوح الى ارتفاع نسبة التطرف اليميني في المجتمع او التجمع اليهودي «فلا مجتمع حقيقياً في اسرائيل»، ورغم ان هناك جزءاً علمانياً يحاول ان يخرج من عقلية طوطمية دينية منغلقة، إلاّ ان حالة التطرف الديني الذي يسميه العرب، باخلاقهم الدينية الرفيعة: الارهاب هي حالة تعيش منذ بداية الحركة اليهودية في مطلع القرن الفائت باشكال مختلفة اقدمها الاشتراكية التي صبغت حياة الزراعة في الكابوتسات، الى التحول الى الخليط الديني – الاشتراكي المعتدل الذي حمل مرحلة تأسيس الدولة، الى الفاشية، بكل ما تعنيه العنصرية الجرمانية، بعد حرب 1967.
نتنياهو يريد اربعة مليارات سنوية، بالاضافة الى الثلاثة مليارات، منتج كامب ديفيد ولمدة عشر سنوات، وذلك لانفاقها على التسلح، انه يريد ان «يشتري» اسراباً من طائرات (f 35) التي لم يحصل عليها الجيش الاميركي بعد، ليواجه الى جانب ايران التسلح العربي الذي يجد نتنياهو انه يخل بالتوازن الاستراتيجي، كل العرب = اسرائيل وهذا غير معقول لان العرب يقتربون من 300 مليون انسان، ومن رقعة ارض تمتد من الدار البيضاء الى عدن، وطريقة التسلح الاسرائيلي مختلفة فهي لا تشتري كالعرب كل السلاح، وإنما هي تأخذ الطائرة الاميركية لكن الكترونياتها وذخائرها تدفع اميركا كلفتها للمصانع الاسرائيلية، وكأن اسرائيل تأخذ ثمن سلاحها مرتين.
ندعو الى صحوة العرب، فهم قادرون على تغيير كل المعادلات التي ابقتهم في وضعهم البائس قرناً كاملاً، قادرون على خلق قوة حقيقية إذا اوقفوا تذاكيهم على بعضهم، ودسّهم على بعضهم، ونكاياتهم لبعضهم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو