أ . د حسين الخزاعي - يتفق التربويون في دول العالم كافة على أن الجامعة لم تعد بمثابة ' ' بيت الحكمة' أو' منبر العلم ' ، أو منارة إشعاع ثقافي للمجتمع فحسب، بل أصبح ينظر إليها – علاوة على ذلك – أنها ' بيت الخبرة ' كون دور الجامعة لا يقتصر على قاعات الدروس وإلقاء المحاضرات فحسب، إنما يمتد إلى ابعد من ذلك في خدمة المجتمع بكل قطاعاته، ونقل الخبرات التي تمتلكها إلى قطاعات الدولة المختلفة ومؤسساتها.
اخترت هذه المقدمة للاشارة الى انطلاق العام الدراسي الجامعي الجديد (2013-2014) وحتى تكون مسيرة الانطلاق في العملية تتجاوز العراقيل والعقبات ، ومن باب التجربة والخبرة اقدم النصائح التوجيهية لكل من يهمه الامر في العملية التربوية .
اولاً: العمل بروح الفريق الواحد من قبل العاملين في الجامعات ( اعضاء هيئة تدريسية ، اداريين ، ادارات جامعية ) ، للانتهاء من وضع البرنامج الدراسي للفصل الدراسي الأول ، والبدء في الدراسة بالرغم من الصعوبات التي قد تحصل بسبب عمليات السحب والاضافة وعدم ثبات الجدول الدراسي الا بعد الانتهاء من السحب والاضافة ، ونتمنى عدم تمديد فترة السحب والاضافة .
ثانياً: مباشرة أعضاء الهيئة التدريسية عملهم والطلبة دوامهم في اليوم المحدد لهم (22 ايلول 2013.
ثالثاً: مراجعة وتحديث الخطط الدراسية للمواد العلمية، ومواكبة التطور النظري والعلمي للمساقات العلمية، وعدم الاعتماد على مرجع علمي واحد في التدريس.
رابعاً: مراعاة انتقال الطالب من مرحلة ( الحفظ ) وهي السمة الغالبة للتدريس قبل المرحلة الجامعية الى مرحلة التركيز على ( الفهم والمناقشة) ، وهذا يتطلب من اعضاء الهيئة التدريسية البعد عن أسلوب التلقين -القمعي– في تدريس الطلبة، والحرص على التفاعل معهم، وتحفيزهم وتوظيف قدراتهم الفكرية في خدمة العملية التعليمية.
خامساً: مراعاة العاملين في الجامعات على احترام الطلبة وتقبل أفكارهم ومداخلاتهم وملاحظاتهم بدون سخرية أو تهكم، وتوجيههم برفق وتشجيعهم على التعبير عن أفكارهم وملاحظاتهم، والتعامل معهم بموضوعية حتى نشعرهم بأهمية ملاحظاتهم ومشاركتهم.
سادساً: العدالة والمساواة في معاملة الطلبة وخاصة في الامتحانات وعند وضع الدرجات العلمية، ومعاملتهم معاملة تربوية تحقق لهم الأمن والطمأنينة وتنمي شخصيتهم، وتغرس في نفوسهم حب العلم والاستعداد والتحضير المتواصل للدراسة والمعرفة، والتفاعل الإيجابي مع المجتمع الطلابي وخدمة المجتمع والبحث العلمي.
سابعاً: أن يتذكر عضو هيئة التدريس بأنه القدوة والنموذج للطلبة في سلوكياته، وأن لا ينسى بأنه الأستاذ والمربي والمرشد لطلابه علمياً ونفسياً واجتماعياً وسلوكياً، وأن لا يبخل بتقديم النصيحة للطلبة للاستفادة من الأخطاء التي ارتكبوها في السابق لتجنب تكرار الوقوع فيها، والتأكيد على تعميق أواصر الصداقة بين الطلبة داخل أسوار الجامعات ونبذ العنف والتعصب، وتجنب السلوكيات السلبية والعصبية والنرفزة وإطلاق الألفاظ النابية التي قد تصدر من بعض المدرسين وعدم تعميمها على جميع الطلبة.
ثامناً: احترام الكلية والقسم الأكاديمي لأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية، وتوفير الأجواء المريحة والخدمات اللوجستية لتحقيق الرضا الوظيفي، والقيام بعملهم بدون صعوبات أو معوقات.
تاسعاً: الطموح حق مشروع لكل أكاديمي في تولي المناصب الإدارية في الجامعة (نائب رئيس، عميد، نائب عميد، رئيس قسم، مساعد عميد )، بالإضافة إلى العمل الأكاديمي، ولكن على الأكاديمي أن يوازن بين العمل الإداري والعمل الأكاديمي، وأن يبتعد عن الطرق 'اللولبية' والواسطة والمحسوبية للضغط على إدارات الجامعات أو الكليات لتولي المنصب الإداري، ومراعاة الأقدمية والرتبة الأكاديمية والسيرة العلمية والسلوكية، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية والتنافس الشريف؛ حتى لا يحدث ظلم أو إجحاف وسلب حق الآخرين في تولي هذه المراكز الإدارية، ممّا يؤدي إلى إحباط ونفور وتذمر وصراع على المناصب يعرقل العطاء والعمل والإبداع، وأن لا يكون العمل الإداري طموحا مقدما على العمل الأكاديمي والبحث العلمي وخدمة الطلبة.
عاشراً: أن يتقن الأكاديمي أساليب ومهارات تعديل السلوك للتأثير على الطلبة في ضبط السلوكيات غير المرغوب فيها، والحرص على اتباع الإرشاد والتوجيه والمعززات الاجتماعية لتحسين الأداء وتغيير الاتجاهات، واستخدام تعبيرات الثناء والتقدير والتشجيع المرافق للابتسامة لرفع معنويات الطلبة.
حادي عشر: أن يحرص الأكاديمي على مواصلة البحث ورفع مستوى أدائه العلمي والتعليمي، من خلال مواكبة المستجدات العلمية في التخصص الذي يقوم بتدريسه، فنحن في عصر تجدد المعرفة وسرعة الحصول على المعلومات، حتى لا يقع الأكاديمي في إحراج أمام طلبته في مواكبة المستجدات العلمية.
ثاني عشر: في ظل تلاشي دور المعلم واحتكاره على العلم والمعرفة، وتعدد قنوات البحث والحصول على المعلومات والمناهج الدراسية خارج القاعات الصفية، على أعضاء الهيئة التدريسية بالإضافة إلى عملهم الأكاديمي ممارسة دور 'الميسر' و'المرشد ' للطلبة في البحث عن المعلومات الحقيقية والمراجع التي تخدم وتدعم الخطط الدراسية للمناهج العلمية.
ثالث عشر : توجيه الطلاب ومتابعتهم من قبل الاهل والتأكيد على حضورهم المحاضرات، والحفاظ على ممتلكات الجامعات، واحترام الانظمة والتعليمات والقوانين، وحسن اختيار الاصدقاء .
مسك الكلام،،، أبارك بانطلاق سنة دراسية جامعية جديدة، وأتمنى لأسرة الجامعات الأردنية؛ أكاديميين، إداريين، طلبة، مجتمع محلي، سنة دراسية مكللة بالنجاح والتفوق والإبداع تعزز مسيرة تقدم الوطن في مجالات البناء والعطاء كافة.
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو