الأحد 2024-12-15 10:12 م
 

نقرأ جبل العرب من التاريخ القريب

08:27 ص

تشكل اوضاع جبل العرب في سوريا مقدمة واضحة لتسارع انهيار النظام، بعد ان لم يعد موجوداً الا في دمشق، وجزء من القلمون، وجبال العلويين.اضافة اعلان

النظام يعاقب الآن جبل العرب:
- لأنكم لا تلتزمون بالتجنيد الاجباري، فان الجيش سينسحب من المنطقة، وفي هذه الحالة ستملأ داعش الفراغ والمطلعون يقولون ان عدد الذين تخلفوا عن التجنيد وصل الى 37000.
- والنظام لم يفهم الموقف في السويدا، لانه في الاساس لم يفهم احتجاج طلبة محدودي العدد في درعا فمواطنو الجبل لم يهتموا بدعوة وليد جنبلاط بالوقوف في وجه النظام، لكنهم في الوقت ذاته امتنعوا عن التجنيد، وهم يقولون بالفم الملآن:
هذا ليس جيشنا.. هذه ميلشيا تقوم بتقتيل الناس، وتتحالف مع غير السوريين لقمع السوريين.
.. لم يفهم النظام، ولم يدرس تاريخ سوريا.
ففي مطلع الخمسنيات اراد اديب الشيشكلي ولاسباب بالغة السخف، اخضاع جبل العرب فجند اعداداً كبيرة من الجيش قامت بتدمير منهجي لقرى الدروز والمسيحيين - والناس تعيش معاً - الامر الذي اثار سلطان الاطرش فدعا الى الثورة على الديكتاتور، لكن ايام كان يهجم الثائر بسيفه على المدرعة الفرنسية انتهت، ووجد سلطان باشا نفسه في الاردن مرة ثانية.. ضيفاً على الملك حسين وعلى الاردنيين، وسقط الشيشكلي وغادر سوريا، وعاد السلطان الى قريته الصغيرة للعناية بالأرض.
عام 1925، قسّم الفرنسيون سوريا الى دول اربع واحدة منها للدروز، واخرى للعلويين وحلب ودمشق، ولدهشة المستعمرين ثار سلطان الاطرش على تجزئة الوطن المجزأ وثار الشيخ صالح العلي في جبال الزاوية.
وامتدت الثورة من جبل العرب الى الغوطة، والى حماة، لكن الثورة لم تكن في حجم القوة الاستعمارية وانتهت بسرعة في الغوطة بعد استشهاد قائدها احمد مريود.. الذي كان وزيراً في اول وزارة اردنية، وبعد مغادرة القائد سعيد العاص الى الاردن ليعود الى الجيش العربي.
وقتها غادر سلطان الاطرش الى الاردن فكان ضيف الامير عبدالله الذي منحه لقب الباشا، وضيف الشعب الاردني بداية من صخور الشمال الخرشان، وانتهاء بالكرك.. وقد ولد له اثناءها ابنه منصور رحمه الله ورحم الباشا.
وجبل العرب، وسلطان لم يكن يحب تسميته بجبل الدروز، يشبه ببساطة الحياة فيه، وعنف الغضب جبال الكرك حتى معان والطفيلة. فحين حاول الاتراك تجنيد ابنائه عام 1910 كما يحاول بشار هذه الايام، رفض الكركيون لانهم على غير قناعة بحروب الدولة في اوروبا.. وانتهت كلها بالهزيمة.. وقتها شاعت الاغنية:
يا سامي ما نطيع
ولا نعد رجالنا
بعيون مشخص والبنات
ذبح العساكر.. كارنا
وثارت المنطقة كلها وراء الشيخ قرر، واستولى الثوار على القلعة.. واطلق سامي باشا عسكرة فارتكبت الفظائع والدمار والقتل بأبشع الوسائل، سنتها ولد للشيخ رفيفان رمز الجندية الاردنية حابس المجالي وكانت ولادته في سجن معان لان والدته كانت محبوسة، وعلى طريقة العرب القدماء، لم يسموا الوليد: محبوس لان ذلك واقع الحال، وانما اسموه، حابس باسم الفاعل وليس باسم المفعول.
نعود الى التاريخ لنفهم مزاج الشعوب وتحركاتها، ويبدو ان بشار الاسد غير معني بتاريخ سوريا والا لما جلد اطفال درعا، ولما سحب جيشه من جبل العرب.
ولما تشدق زبانيته لاختلاق حالة تآمر عليه من الاردن.. فتاريخ سوريا للاردن حصة فيه.. ولنضالها قاعدة ثابتة في الاردن. واذا اختار الاستقلاليون الانحيار ضد الاردن والملك عبدالله، فانهم لم يحافظوا على سوريا منه، وانما جعلوا منها بلدا لا يعرف الى اين يتجه ثم وصلوا الى اغراقها بمستنقع الدم.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة