السبت 2024-12-14 09:38 م
 

نقل السفارة 15 أيار

07:32 ص

سواء تم نقل السفارة الأميركية إلى القدس في 15 أيار أو في أي تاريخ آخر، فلا أهمية لذلك من الناحية العملية، لكن لذلك التاريخ قيمة رمزية، معناها في الظروف الراهنه هو النكاية بالعرب وإهانتهم وإقناعهم بضعفهم وعجزهم وأنه لا يحسب لهم حساب عند اتخاذ القرارات الكبرى ضمن خطة السلام الأميركية المزعومة.

اضافة اعلان


الخطة الأميركية لفرض سلام من نوع خاص على العرب لصالح إسرائيل لم تعد مجرد إشاعة، بل واقع تحت الإعداد، ذلك إن السيدة نيكي هايلي السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة أعلنت بصريح العبارة أن ما تسميه خطة السلام بين إسرائيل وفلسطين اكتمل تقريباً.


السلام مقبول بالتأكيد، سواء من قبل إسرائيل أو السلطة الفلسطينية، الخلاف ليس على الهدف بل على الشروط ، ذلك أن إسرائيل تريد سلاماً وتطبيعاً لا يقف عند الفلسطينيين بل يشمل 55 دولة إسلامية بضمنها 22 دولة عربية دون أن تقدم تنازلاً واحداً أو تحترم قراراً من قرارات مجلس الأمن الدولي.


وإذا كانت أميركا تريد السلام فلماذا لم تحدد المكان الذي سيقوم فيه السلام، إذا لم يكن دولة فلسطينية على حدود 1967 ،ومن هنا التفكير بغزة وسيناء وبعض صحراء النقب، وإلغاء حق العودة والتعويض بمعنى أن الاتفاق الجديد يَجُبّ ما سبقه من قرارات مجلس الأمن الدولي التي ظلت حبراً على ورق.

السؤال الآن وليس غداً: ما هو رد الفعل العربي على خطة السلام الأميركية الإسرائيلية. هذا الرد يجب أن يكون جاهزاً ومعلناً سلفاً لكي يؤخذ بالحساب، لكن الاعتقاد السائد أنه لن يكون لدى العرب من رد فعل سوى اجتماع عاجل لمؤتمر القمة أو وزراء الخارجية يتخذ قرارات لا تؤخذ بجدية ويمكن تجاوزها كما تم تجاوز غيرها.


مع أن أميركا وإسرائيل ليست قلقة من ردود الفعل العربية إلا أن التوقيت مناسب لهما من حيث وجود العرب اليوم في أضعف حالاتهم، عندما تكون الأقطار الفاعلة مشغولة بالحرب الأهلية أو تحت التدمير. ومن الأهمية بمكان إعداد الرأي العام العالمي للوقوف ضد القرار، مما لن يحول دون تنفيذه ولكنه يجرده مما قد يكون له من الشرعية الدولية لتبنيه من قبل دولة عظمى هي الولايات المتحدة الأميركية التي تطرح نفسها كمسؤولة عن النظام العالمي.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة