الإثنين 2024-12-16 11:12 ص
 

هذا هو المطلوب من القمة العربية لمجابهة التحديات القائمة

03:21 م

أجمع إعلاميون عرب على أن مسار التسويات السياسية للحروب التي تشهدها بعض الدول العربية، والتضامن العربي، ومراجعة دور الجامعة العربية، تشكل أهم التحديات الماثلة أمام القمة العربية التي تحتضنها العاصمة عمان شهر آذار القادم.اضافة اعلان


وأشاروا الى أن العالم يراقب ويترقب ما سيحصل في قمة عمان المقبلة من تطورات حول الإجماع العربي، مدللين على ذلك بأن المنطقة العربية تواجه اخطارا مصيرية للمرة الاولى لا تهددها فقط بل تهدد العالم أجمع.

ودعوا في مقابلات أجرتها معهم وكالة الأنباء الاردنية (بترا)الى ان تكون لهذه القمة آليات وبرامج مختلفة عن القمم السابقة انطلاقا من الوضع العربي الذي يحتاج ان يكون التعامل مع المشكلات العربية الحالية مختلفا تماما عن السابق، موضحين أن ابرز التحديات التي تواجه قمة عمان تكمن في حل النزاعات الدموية في سوريا والعراق وليبيا واليمن عبر عمل عربي مشترك يقرن الحل الأمني بالحلول السياسية، وينأى بنفسه عن التجاذبات والاستقطابات الدولية.

وقال رئيس تحرير صحيفة الصباح العراقية شوقي عبد الامير ان الإجماع العربي هو الرهان والتحدي امام القادة العرب في مؤتمر القمة العربي في عمان، فالعالم يراقب ويترقب ما سيحصل في هذه القمة من تطورات حول مسألة الاجماع.

وأشار شوقي الى ان المنطقة العربية تواجه اخطارا مصيرية للمرة الاولى لا تهددها فقط بل تهدد العالم اجمع وبهذا المعنى فإن فرصة العرب في مؤتمر عمان برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ان يسحبوا العالم الى بساطهم لا ان يسحب العالم البساط من تحت أقدامهم كما حصل في المرات السابقة، مبينا ان العرب اليوم يمثلون الساحة التي تقع عليها كل الاضواء وتترصدها جميع الوكالات والصحف والمراجع الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأعرب عن أمله في ان يكون نجاح القمة العربية بإجماع الزعماء العرب في هذه الفترة التاريخية بالتصدي للإرهاب والتطرف الديني والصراع الطائفي الذي يتهددهم وذلك بالوقوف معا في جبهة عربية موحدة كاستحقاق تاريخي.

واكد رئيس اتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي دعم الاسرة الصحفية العربية لجهود القمة العربية المقبلة في عمان برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني.

وقال اللامي ان القمة العربية المقبلة في عمان في 29 آذار الحالي يجب ان تكون آلياتها وبرامجها مختلفة عن القمم السابقة انطلاقا من الوضع العربي الخطير والذي يحتاج لأن يكون التعامل مع المشكلات العربية الحالية مختلفا تماما عن السابق، موضحا أنها ستحظى بدعم اعلامي كبير من اتحاد الصحفيين العرب ومنهم الزملاء الصحفيون في العراق من حيث التغطيات الاخبارية والصحفية.

وأضاف: ومن أجل إنجاح القمة ينبغي ان تكون قمة انقاذ للوضع العربي الخطير وان يشخص القادة العرب مكامن الخلل ومعالجة ذلك وتحقيق العيش السليم للمواطن العربي بعيدا عن الحروب والارهاب والعنف.

واثنى اللامي على جهود جلالة الملك عبدالله الثاني بالتعامل مع الاطراف الدولية المعنية من الدول الكبرى لايجاد حلول للقضايا العربية ولاسيما البلدان التي تعاني من ظروف حرب وعنف وإرهاب، مشيدا بحكمة جلالته التي سيكون لها دور ايجابي بإنجاح مقررات القمة المقبلة وبما يحقق طموحات العرب في العيش بامان وسلام بين الامم.

وقال ان العالم اليوم سينظر الى القمة العربية في عمان نظرة خاصة من حيث القرارات ومستوى الإجماع العربي بين القادة في تشخيص الامراض والخلافات التي كانت تعصف بالعرب والتي انتجت واقعا عربيا يتسم بالهشاشة والضعف.

الكاتب السياسي في جريدة النهار اللبنانية سركيس نعوم اعتبر أن انعقاد القمة العربية المقبلة في عمان الانجاز الأول لدور الاردن المحوري وعقلانيته في التعامل مع الحالة العربية، مشيرا بهذا الخصوص الى ان 'الاردن يتصرف بالموضوع السوري بشكل عام وبملف النازحين السوريين بعقلانية وحكمة'.

وأوضح نعوم ان الانجاز الأول هو ان تنعقد هذه القمة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة بشكل عام والدول العربية بشكل خاص، لأن مشاكل العالم العربي والإسلامي اصبحت تطال المجتمع الدولي بشكل عام، ومن هنا فإن انعقاد القمة هو بحد ذاته انجاز، داعيا الى أن تتصدى القمة للإرهاب الذي يطال الدين الاسلامي والدول العربية والاسلامية.

الكاتب الصحفي المصري في صحيفة مصر اليوم سليمان جودة قال ان أهمية قمة عمان أنها تعقد في ظل التحديات القائمة، مشيرا الى أن أوضاع دول كبيرة مثل العراق، وسوريا، واليمن، وليبيا ، لا تحتمل أن تبقى على حالتها الراهنة ولا يزال بالإمكان مد يد العون اليها.

وقال ان جلالة الملك عبدالله الثاني سيكون أحرص الناس على إنجاح القمة، والخروج بنتائج ترقى الى مستوى الحدث في العالم العربي.

اما الكاتب في صحيفة الأهرام يوسف القعيد فقد اكد ان اهم التحديات التي تواجه القمة هو محاولة استعادة الحلم القومي العربي لمواجهة تحديات الأمة خاصة ما يحدث في سوريا وليبيا واليمن والعراق.

واشار القعيد الى أن الارهاب من التحديات الجوهرية، والأخطر عدم وجود كلمة عربية واحدة لمواجهته، مؤكداً ان الاٍرهاب نتيجة لفكرة مناهج التعليم، وعدم تطوير المؤسسات الدينية، والخطاب الثقافي لمواجهة الاٍرهاب، وهو ما يتطلب من القمة وضع حلول لها.

وأوضح ان أمام القادة العرب في هذه القمة حقيقة أن قضايا العرب متشابكة ومصيرهم واحد، وأن لا خلاص إلا بتشابك الايدي.

ومن تونس لاحظ الإعلامي رئيس منتدى ابن رشد للدراسات العربية والافريقية كمال بن يونس أن هذه القمة قد تؤسس لمرحلة يبدأ فيها مسار التسويات السياسية للحروب التي تشهدها عدة دول عربية.

وأضاف: ان المؤمل من القادة العرب أن يعطوا الاولوية في هذه القمة لدعم مسارات التسوية السياسية في سوريا وليبيا واليمن والعراق وأن يوقفوا الصراعات المسلحة بالشراكة مع الدول التي تشكل العمق الاستراتيجي للوطن العربي.

ودعا يونس الى أن تعيد هذه القمة الاولوية لمعالجة الاسباب العميقة لكل الازمات والحروب وأعمال العنف التي يشهدها الوطن العربي منذ 60 عاما بدءا من احتلال فلسطين ومدينة القدس الشريف والاراضي العربية في دول ذات سيادة مثل الجولان السوري.

ومن فلسطين قال الكاتب والمحلل السياسي في الجامعة الاسلامية بغزة ناجي شراب ان قمة عمان المقبلة تذكرنا بقمتين عقدتا في الاردن سابقا هما قمة 1987 التي عقدت تحت شعار قمة الوفاق والاتفاق وقمة 2001، التي عقدت بظروف مشابهة إلى حد كبير، مشيرا الى ان قمة آذار تعقد في ظل تحديات وتهديدات كبيرة جدا، نستطيع تلخيصها بأنها تهدد الوجود والبقاء والاستمرارية للأمة العربية، وبالتالي فإن قمة عمان هي قمة التحدي والمصير.

وأشار الى أن الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني دولة لها ثقل سياسي محوري ودولي، وقدرة على إنجاح هذه القمة رغم التحديات الاقتصادية، وبالتالي فإنه يعول على الدور الذي سيلعبه الأردن بقيادة جلالة الملك وقدرته على أن يحقق التوافق والاتفاق، من خلال تقريب وجهات النظر العربية وإيجاد حلول وسط للعديد من القضايا خصوصا ما يتعلق بالملف السوري واليمني وغيرهما من الملفات الساخنة.

ومن ضمن التحديات التي تواجه القمة العربية المقبلة، بحسب شراب، استعادة الهيبة للقضية الفلسطينية خصوصا أن الأردن شريك فاعل في هذه القضية، وبالطبع، فالأردن فاعل مهم جدا في القضية، فهو الحاضن للقضية الفلسطينية، ويكفي للدلالة على ذلك أن أول زيارة قام بها رئيس وحاكم عربي إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد فوز دونالد ترمب هو جلالة الملك عبدالله الثاني، ونجح بقدرته على الإقناع السياسي في تأجيل موضوع نقل السفارة الأميركية للقدس، والرفض الاميركي لكل القرارات التي تصدرها إسرائيل فيما يتعلق بالقدس.

وإضافة الى ما سبق يبرز ايضا تحدي رأب الصدع في العلاقة بين العديد من الدول العربية، وهو ما اعتقد أن جلالة الملك عبدالله الثاني مؤهل للقيام بهذا الدور التصالحي، والتوفيقي بين وجهات النظر العربية.

ومن الكويت، اكد الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس ان استضافة الاردن للقمة العربية يعتبر بحد ذاته نجاحا للعمل العربي المشترك خصوصا وان الاردن كان على مر الزمن ارض المواجهة والحاضنة لقضايا الامة العربية وهمومها بشكل كبير.

واضاف، ان عمان كانت وعلى مدى التاريخ مركزا لأهم الاحداث التي تخص العالم العربي وشاهدا على نقاط تحوله، ومن هنا تأتي أهمية قمة عمان في وقت تجني فيه الامة العربية نتائج ما عرف بالربيع العربي وتعيد التقاط انفاسها بعد فترة من الفوضى والانفلات والمتغيرات وأزمات امنية واقتصادية واجتماعية وتصدع في العلاقات العربية – العربية.

وأوضح انه في ظل هذا كله تأتي هذه القمة التي نؤمن نحن كشعوب واعلاميين وساسة، أننا بحاجة ماسة لعقدها لتحمل كل تطلعاتنا وآمالنا وان يلتفت اصحاب القرار لحل كل الأزمات الراهنة.

وحول دور الاعلام في هذه المرحلة قال خميس ان بعض الاعلام وللأسف الشديد يلعب دورا سلبيا في بث الكثير مما يثير النعرات والفرقة بين الدول والشعوب، والمطلوب من الاعلام الآن ان يبادر بشكل كبير بدعم هذه القمة والاخذ بالايجابيات وايصال هموم وتطلعات الشعوب الى القادة بشكل جيد ومستقر وان يكون هناك منصات اعلامية عربية هدفها مصلحة الوطن العربي والشعوب العربية .

وأعرب عن أمله في ان تتبنى قمة عمان قضايا الاعلام العربي وان تعمل على بناء قواعد لإعلام عربي استراتيجي، مشيرا الى ان الملتقى الاعلامي العربي بادر بتقديم رؤية شاملة لجامعة الدول العربية حول واقع الاعلام العربي.

'بترا'


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة