الخميس 2024-12-12 07:35 ص
 

هذيان المعارضات السورية .. بعد «إفلاسها»!!

10:38 ص

تعيش المعارضات السورية المُسلَّحة وخصوصا تلك السياسية التي يمثلها ثوار الفنادق وفرسان الميكروفونات وخبراء الكذب وفبركة الاخبار المحمولة على ديماغوجيا الغرف السوداء التي اشترتهم، لتدمير سوريا وإسقاط دولتها وإشاعة الفوضى والخراب والموت في أرجائها.اضافة اعلان


تعيش المعارضات الان حالا غير مسبوقة من الهذيان الاقرب الى الهيستيريا، وخصوصا في تبادل الاتهامات بين «رموزها» ولغة التخوين التي تحفل بها تصريحاتهم وباتت «جعبتهم» فارغة من اي «سهم» او مفاجأة، يمكن ان تؤثر في سيرورة المشهد السوري السائر – شاءوا ام أبوا–نحو التهدئة والحوار وانجاز مشهد سوري جديد، لا مكان فيه للإرهاب او الغلو او التطرف، وبخاصة من قبل اولئك الذين احتكروا الاسلام وصادروا خطابه وعلى رأسهم جماعات الاخوان المسلمين التي تناسلت منها منظمات التكفير الجهادي، واصحاب الفتاوى التي لا تعترف بإسلام أحد، الا اذا كان من طينتهم، يرطن بخطابِهم ويهجس بأفكارِهم ورؤاهم الظلامِيّة.

واذا كان «أكبر» مُنظريهم (الفرنسي الجنسية.. سوري الاصل) برهان غليون الذي «انطفأ» سريعا بعد ان جيء به من المجهول، ليرأس ما سميّ ذات يوم «المجلس الوطني» وراح يَنظُر الى نفسه كثائر ومحرر لسوريا الجديدة ورئيسا لها، يضع علم «الثورة» خلفه ويوجِّه رسائل للشعب السوري، مُبشِّراً اياه بقرب الخلاص من الديكتاتورية، ما لبِث ان اطيح به بعد ان ادى دور الكومبارس لفترة محددة، نقول: اذا كان غليون قد عكف الان، بعد ان لم يعد يجد من يُكاتِبه او يدفع له او يحفل به، على كتابة المقالات في صحيفة قَطَرِيّة، فاتِحاً مرحلة توجيه الانتقادات لكل «انواع» الثوار، وبخاصة اولئك الذين انشقّوا عن النظام والتحقوا بصفوف الثورة طالبا منهم في مقالته الاخيرة (العربي الجديد، 24/7/2017) ان يقوموا بإجراء «مراجَعة» لمواقفهم اثناء تولّيهم المسؤولية في النظام، وبخاصة ان «الثورة والمعارضة التي تمثلها» قد مُنِيَت بخيبة امل كاملة، مُرجِعاً ذلك الى تخلي المجتمع الدولي عنها (...) وايضا «غياب ثقافة المسؤولية والمساءلة للمواقف والمسلكيات التي تبنّاها الثوار، فإن ما يلفت الانتباه هو مسارعة من تبقّى من الثوار، وبخاصة اولئك الذين ما يزالون يسترزقون من قنوات تمويل ورعاية وتشغيل ما يُسمى بـ»الائتلاف» للرد على غليون، وبعضهم من المنشقّين عن النظام، الذين وصفهم يحيى العريضي مستشار الهيئة العليا للمفاوضات، بأنهم «يمتلكون من الجرأة الاخلاقية والتربية والايثار ومعرفة الحق والواجب، ما يكفي لرفع رؤوسهم الى اعلى عليين، والدليل (يُواصِل العريضي) مُخاطرَتِهم بكل ما يملكون من حياة وسيرة وسمعة ورزق، وانضمام الى صوت الحق وصرخة الحرية (العربي الجديد 29/7).

ردّ العريضي يفيض بالنقد اللاذع المبطن وايضا الصريح، لبرهان غليون، يكاد يصل الى تصفية الحساب معه، واتّهامه بانه يطلب صكوك غفران وبراءة لهؤلاء المنشقين عن النظام، اي انه يضع نفسه في مكان ومكانة «الكاهن» الذي يطلُب الإعتراف من المُدان أوالمتهم والمشكوك في امره.

فصل بائس من مرحلة الإفلاس الذي بات عليه معارضو الخارج، بعد انتهاء دورهم ونفضِ المُشغلين اياديهم من هؤلاء الذين استخدموهم لفترة معينة، ثم رموا بهم الى الرصيف، كي «ينشغلوا» بانفسهم ولأنفسهم ويسعوا الى «تنقية» مسيرتهم الثورية من المشكوك فيهم و»عملاء» النظام... المُستترين.

لكن ثائراً آخر وخصوصا يساريا سابقا وشيوعيا تائبا، يحتل الان موقع ما كان غليون شغَلَه عندما تم اشهاره، ونقصد «المجلس الوطني» او مجلس اسطنبول كما يُعرّفه «اصحابه»،... وهو جورج صبرا، لا ينوي إعلان إفلاسه او يسعى الى إبداء ندمه وتوبته، بل يمضي في مشواره «الثوري» ولكن هذه المرة عبر «الاسلامويين» الذين لم يرفعوا بعد راية الاستسلام والتسليم,، بان ثورتهم المُصنَّعة في الغرف السوداء قد فشلت وتبدّدت، ولكن يُسجّل لهذه الثورة «المجيدة» انها نجحت في تدمير سوريا وتهجير شعبها وافِقاره، وتحويل بلدهم الى ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية واخرى للباحثين عن ادوارٍ يحلمون بها او يتوقون لقيادتها، ولكن دون مؤهلات او إرث تاريخي او حضاري، ودائما في افتقارهم الى القوة وعناصرها المختلفة، المعرفية والتكنولوجية والعلمية والثقافية وخصوصا الحضارية والأخلاقية.

الثائر جورج صبرا (اليساري كما يجب التذكير) خَطَبَ مؤخرا في الجلسة الافتتاحية لـِ»المجلس الإسلامي السوري» دعا ، ضمن امور اخرى، الى تولِّي المجلس الإسلامي مهمة «إحياء الوطنية السورية» وان يكون (المجلس الاسلامي بالذات) المَظلَّة التي تُنبِت القيادة السورية الجديدة(!!).

للمرء وخصوصا للمخدوع الذي ما يزال يعتقد بوجود لـ»ثورة سورِيّة» ان يُدقِّق في مضامين ومرامي واهداف هذه الهرطقة، بل الهذيان الذي يأتي على لسان سوري قضى معظم سني عمره بين صفوف اليسار ثم انتهى قياديا في حزب الشعب السوري (حشد.. بقيادة رياض الترك بعد ان غيّر اسمه من الحزب الشيوعي المكتب السياسي الى.. حزب الشعب) ليضع رهاناته الثورية بالطبع)، في سلة «الاسلامويين» الذين كانوا وما يزالون، في مقدمة من ينشر الخراب والموت في سوريا، ويريدون ربطها بأنقرة تحت رعاية وهيمنة وسطوة السلطان الجديد والخليفة المُنتظَر الذي يدينون له بالولاء وهو.. اردوغان.

هل يمكن الآن وبعد كل ما جرى ويجري في صفوف معارضات الفنادق، وبعد ان لم يعد لهم ما يُشغِلون به انفسهم، الرهان على مثل هؤلاء الذين يُذكِّروننا على الدوام، بكل ما حفلت به كتب التاريخ عن اؤلئك الذين خانوا اوطانهم وشعوبهم، وعندما انتهت مهمتهم القذرة، قَذف لهم «المحتلّون» صرّة الاموال السوداء... وعبارات الذم والإهانة؟.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة