السبت 2024-12-14 06:27 ص
 

هل قطر أول الغيث

06:58 م

من الطبيعي أن تفكر الإدارة الامريكية وصنّاع القرار فيها بوسيلة اخرى تُعيد رسم صورة أمريكا عند شعوب العالم، خاصة الشرق الأوسط ،فتجربة الثورة المصرية وإزالة حكم مبارك بالسرعة والطريقة لم تستوعبها الولايات المتحدة ودفعتها للحاق بالركب والتدخل بلعبة حكم العسكر والدفع باتجاه من اختاره الشعب بانتخابات حرة ونزيهة حتى ولو ترأسها الغخوان .اضافة اعلان

أمريكا تبحث عن مصالحها ، ومصلحتها ببقاء الثقة مع الشعوب العربية والإسلامية وهي تدرك الآن أن لجوء العرب والمسلمين إلى التطرف الديني سببه سياسات لا بد من تعديلها وتغييرها تمهيدا لكسب الشارع العام وبالوقت نفسه تمكين الناس من الوقوف أمام التطرف والانغلاق الديني .
الأمريكان يعرفون أن مصداقية الحكام في الوطن العربي وصلت لمرحلة صعبة ، فالشعب الذي لا يؤيد زعيمه ولا يوافقه على سياساته ، ولا يتفق معه بالطروحات او بتبديد ثرواته أو التدخل بأمور قد تسيء مستقبلا للدولة وشعبها فان حالة الرفض وعدم القبول ستكون هي السمة التي تربط حقيقة العلاقة بين الطرفين، وسيكون الحديث والآراء والأفكار الجانبية هي التي تُعبّر عن مدى التخلص من طبيعة الحكم واستبداله بما هو أقرب للناس . ومثل هذه الأنظمة بطبيعة الحال ستكون عبئًا كبيرًا على الإدارة الأمريكية، خاصة أن العقدة الأمريكية وقفت عند مطالب أصحاب الثورات الذين ينادون بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي التي من المفروض أن تكون الفلسفة والرسالة والنهج الأمريكي ، بينما تقف الإدارات الأمريكية وراء حلفائها التقليديين، ودفعت عبر العقود الماضية بابقائهم على كراسيهم ؟ .
المدخل الأمريكي لسياسة الشرق الأوسط الجديد الذي تَطبُخ معالمه بشكل واضح وبيِّن، يتطلب إعادة النظر بكل الأنظمة التقليدية ، ومحاسبتها على شطحاتها السياسية، بحيث تتقرب من الشعوب بوضع ما تعتقد - تلك الشعوب -أنه الأفضل لها والأقرب لتطلعاتها وطموحاتها، وحماية لثرواتها وتوزيعها بعدالة، واستحسان أنظمة ديمقراطية يختارها الشعب ترسم مصيره ومستقبله ، فيأتي الدور الأمريكي وكأنه المنقذ لهذه الشعوب، الداعم للتحرر، نصير الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ، وهي سياسة جديدة ركزت عليها دوائر التحليل السسيلوجي الأمريكية. فالدوائر الأمريكية رسمت خارطة الطريق ووضعت بدائل الزعماء وبدأت تتعامل معهم بشكل مباشر وودي ، فمن اقتنع وتنازل فقد كسب الاحترام ومن عاند فأمره سهل .
ما يقال عن تفهم أمير قطر بتخليف إبنه، حل وسط ومقنع، حيث هو انتقال سلمي للسلطة ، فالخلافة لم تخرج، لكن ملامحها ستتغير، وهكذا هو توجه الإدارة السياسية الأمريكية في إحداث التغيير، وعدم إثارة الأنظمة التقليدية بالوقت نفسه. ما سيتم في قطر سيتم في معظم الدول العربية، حتى التي شهدت الثورات، وانتهت بما لا يرضي الأغلبية ، رضاء الشعوب سيكون قاعدة الإنطلاق . وأول الغيث قطر فمَن سيكون غدًا؟!.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة