الجمعة 2024-12-13 10:45 م
 

هل نخرج من عنق الزجاجة النفطي؟!

08:14 ص

هل يخرج الأردن من عنق الزجاجة ومن ضغط الحاجة للنفط والطاقة؟ هل ما كان حلماً سيتحول إلى حقيقة وأين هو باب الفرج والتوسيع على البلاد والعباد؟ وكيف لهذه الجغرافيا الأردنية الاستراتيجية الهامة أن تستعيد حقها في الربط مع جوارها العربي الذي تمزق منذ اتفاقيات سايكس بيكو والذي سيعاد ربطه الآن بعزيمة الأردنيين والعراقيين في مشروع العصر الذي لم يقم مثله منذ (50) سنة، إنه إعادة ربط الحبل السُري ما بين البصرة والعقبة بأنبوب النفط العراقي المقترح.اضافة اعلان

مجدداً ولتصاعد الحاجة أعيد النفخ في الفكرة القديمة لتستوي بالارادة الجديدة وصلاً ينفع البلدين ويأخذهما أي الأردن والعراق الى تعاون اقتصادي كبير ومثمر لا بد من تجشيعه والدفاع عنه وحشد الرأي العام كله من أجله في وقت أحوج ما تكون فيه أمتنا العربية وخاصة أقطارها المتجاورة للتكامل وبناء الرزم الاقتصادية وتسليك شرايينها بعد أن أعملت السياسة فيها أعمالها من خلافات وتمزق واعاقات.
نعم للتواصل الاقتصادي الاجتماعي الاستثماري رغم برود السياسة وتلونها، نعم للنموذج الغربي الذي صنع الاتحاد الأوروبي المنقذ لأوروبا كمشروع اقتصادي قبل أن يكون سياسياً والذي جمّد وحيّد الكثير من الخلافات الأوروبية العميقة كتلك التي كانت بين بريطانيا وفرنسا أو بين فرنسا وألمانيا أو غيرها. تتوهج الفكرة مجدداً، فكرة الربط النفطي ليصل نفط العراق إلى العقبة، إلى البحر الأحمر ثم العالم بعد أن أصبحت شرايين النفط العراقي يتهددها الخطر سواء في الخليج أو عبر سوريا التي تشهد أعمال عنف واضطرابات لا يستطيع أحد أن يتنبأ بنهاياتها، ولذا فإن وصول النفط العراقي عبر سوريا وحتى تركيا سيكون مضطرباً.
قبل أن ينتشر السرطان في الجسم العربي لوجود الورم الاسرائيلي كان نفط العراق يصب عبر ميناء حيفا إلى المتوسط فالعالم وكنا نسمع وما زلنا نتذكر نقاط (اتش ون وإتش تو وثري وإتش فور (الاجفور) وفايف وهي نقاط على ذلك الخط بين بغداد وحيفا.
اليوم يتقدم رجال الأعمال والاقتصاد أمام الحكومات لينفذوا إرادة التكامل وتنبري شركات عديدة محلية واقليمية ودولية لتترجم رغبة الحكومتين الأردنية والعراقية في بناء وتمويل واقامة هذا الأنبوب الذي أطلق عليه رئيس مجلس الأعمال العراقي في الأردن المهندس ماجد الساعدي «الحبل السُري» وهذا المشروع الذي أعتقد أنه يوازي «السد العالي أهمية بالنسبة لنا من حيث أهميته وضخامة الكلفة إذ تصل كلفة بناء هذا الأنبوب وما يستلزمه من محطات ومكونات إلى حوالي (18) مليار دولار يتعهدها العراق أو عن طريقه ويوفر فرص عمل فنية لمهندسين وعمال مهرة وعاديين لما يزيد عن (10) آلاف فرصة للأردن والعراق، كما أنه سيحيي المنطقة الممتدة على طوله ويحولها إلى بنية استثمار وعمل وانتاج لما ستقوم عليه من محطات واستراحات وسياحة ومصانع. والأنبوب الناقل للنفط العراقي من خلال ميناء العقبة سيكون له مقابل المرور سد حاجات الأردن من النفط والتي تصل إلى (150) ألف برميل يومياً وأجور مرور تصل إلى حوالي (3) مليار دولار سنوياً.
حين كنت أتابع كلام السفير العراقي الدكتور جواد عباس وهو يبشر باستئناف الفكرة ويروج لها في النادي الدبلوماسي في عمان لم أعتقد أن العراقيين يمسكون بها على أعلى المستويات ويدفعون إلى تحقيقها بسرعة ولم يمض شهران اذ ينعقد اليوم الأربعاء 27/ 2/ 2013 مؤتمر متخصص لذلك هو مؤتمر أعمال البصرة تحت اسم (خط النفط الاستراتيجي_البصرة العقبة) وتدور الجلسات الثلاث على مدى يومين لمعرفة الأبعاد القانونية والبيئة الاستثمارية الأردنية والأخرى العراقية حيث يحضر أكثر من (300) مشارك من البصرة والعراق بشكل عام ومن العالم العربي وخاصة دول الخليج وجهات دولية تمثل شراكات تريد الدخول وشركات تشهد هذه السوق الاستثمارية الهامة..
على هامش المؤتمر ستطلق فكرة توأمة مدينة البصرة مع العقبة وستكون لذلك أهمية تدفع باتجاه اثراء فكرة العقبة منطقة اقتصادية خاصة لما سيجلبه هذا المشروع من أهمية اقتصادية كبيرة.
المشروع يأتي للبلدين بعد سبات وبيات شتوي عن الاستثمار لعوامل لها علاقة بالركود الاقتصادي العالمي وباضطراب المنطقة وغياب فرص الاستثمار.. أشعر أن فكرة الخط ستحرك كثيراً من الرياح الاستثمارية وستعيد للعقبة ألقها وللأردن الدور الذي يتمتع به كجغرافيا عربية رابطة وموصلة.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة