هيكلة العقل

بين الفيديو الذي نشر عن الملك وهويركض مع العسكر في الصباح وينشد :-(طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحاره وشارع) ...والفيديو الذي نشر في الثلج اثناء قيامه بدفش سياره ...ما يقارب الشهر والنصف ...اضافة اعلان

وإذا قمت بفتح موقع يوتيوب ستكتشف أنهما الأعلى مشاهده ...والسؤال لماذا؟.. ببساطه لأنه في المشهدين لايوجد تشريفات ولا مراسم ولا رجال بربطات ...ويضعون عطرا فاخرا ..ولا كاميرات تلفزيونية , ولايوجد أيضا بطاقات دعوة للناس ..كون الدعوة هنا مفتوحة لكل من يريد أن يشاهد الملك .
هناك إنقلاب على البروتوكول , وهذا الأمر لايحدث في أمكنة أخرى... والأهم أن الملك نفسه مل من البروتوكولات ...
الدولة الأردنية في لحظة عليها أن تتحرر من الإكسسوار من القيود التي تفرض على مسؤوليها , فأنت مثلا إذا أردت رؤية وزير عليك أن تمضي شهرين قمريين في الإنتظار وعليك أن تتصل مع مكتبه (80) مرة ...وحين يحالفك الحظ تراه .
وإذا أراد مواطن أن ينقل مشكلة للرئيس فعليه أن ينتظر الرئيس في عزاء رجل مهم ويلحقه للباب حين يخرج ومن ثم يتجادل مع الحرس قليلا , ويعطيه الورقة وفيها شروحات ومن ثم توضع الورقة مع المرافق ولا تعرف مصيرها!.
حتى رئاسة الوزراء إذا مررت من جانبها في الليل , وأخطأت في الدرب فستسأل وتسأل عن إسمك وعنوانك ..ولون ربطة عنقك .
ثمة شيء ملفت للإنتباه في أداء الدولة وهو حالة (التكلس) التي أصابت المسؤولين , وتلك القطيعة التي تمارس مع الناس ..الأصل أن تذهب الحكومة للشارع وليس أن يركض الشارع خلفها ...
لاحظوا بعد الأزمة الثلجية الأخيرة كان الأجدى بالرئيس أن يزور محافظات الجنوب كلها ويرى بعينه ما حدث لأن نقل المعلومة إليه ليس مثل الرؤية المباشره للحدث ...مالذي يمنعه مثلا من زيارة هذه المحافظات ؟ البنزين مجاني والنقل مجاني ومن الممكن توفير طائرة والمناسف مجانية ...مالذي يمنعهم إذا ؟
الغريب أن الإعلام الأردني لم يذكر يوما أن رئيس وزراء أمضى ليلة في معان أو الشوبك أو المفرق , بالمقابل في سلطنة عمان هناك رحله سنوية للسلطان قابوس يمضي فيها اشهرا يطوف بين الولايات , وينام في بيوت الناس ويأكل من أكلهم ويتحاور معهم وحين يخرج يذهب معه الصف الأول من مسؤولي الدولة ويسجلون كافة الملاحظات والإحتياجات...
الدولة الأردنية كلها محشورة في الدوار الرابع وتتابع الأحداث عبر كتب رسمية ومعلومات من الوزراء , في حين أن الوضع يحتاج منهم الوقوف على المشهد بكل تفاصيله .
هناك حاجة لتغيير الأداء , وللعلم المؤسسة الوحيدة التي لم يجرِ عليها إعادة هيكلة منذ أن أسست هي رئاسة الوزراء في حين أن مؤسسات الدولة كلها أجرت إعادة للهيكلة ...وأحيانا تشعر أن العقل يحتاج لإعادة هيكلة.