من حسنات فصل الشتاء على العبد الفقير الى رحمة الله أنه اعتاد أن يستثمر لياليه الطويلة في المطالعة والقراءة. وهذه» العادة» ليست وليدة اللحظة الحالية،بل منذ بدأتُ أتعرف على «آبائي» المفكرين والأُدباء والشعراء والعلماء ممن اعتبرتهم أبرز أفراد عائلتي، ومنهم من كانت صلتي به أهم من صلتي ببعض أهلي.
أذكر في المرحلة الاعدادية،حيث «ثبتت» إصابتي ب»لوثة» القراءة والثقافة،كنتُ أختبىء في ليالي الشتاء الباردة «تحت اللحاف» وأنهمكُ بمطالعة ما استعيره من مكتبة المدرسة ،فلم تكن الظروف المادية وقتها،تسمح بشراء كتب . بل أن ذلك كان من «المحظورات» فقط لأسباب ماديّة. فكانت لقمة الخبز لها الأولوية وبخاصة لعائلة مكونة من 10 أفراد وأب كان يعمل»مناظرا» في شركة الفوسفات بالرصيفة.
وكان لا بد من الاستعانة بكتب الأصدقاء والاقارب،و»لطش» ما يمكن»لطشه»،طبعا كانت النيّة «سليمة» أو «خديجة»أو»شريفة».
كنتُ أقضي ساعات وأياما في قراءة رواية او كتاب. ولا أدّعي فهم واستيعاب كل ما كنتُ أقرأه ـ في تلك المرحلة العُمْريّة ـ،مثل كتاب» رأس المال» لكارل ماركس و»سقط الزند» لأبي العلاء المعرّي او كتب» العقّاد».
لكنّي كنتُ احب مصاحبة الكتب وأتباهى بين رفاقي في المدرسة الإعدادية والثانوية،بأنني أقرأ وأعرف»لينين» و «هيجل» و «إبن الرومي» و»البحتري» و»ابو تمّام» و»طه حسين».
وكانت تصيبني»هزّة نفسيّة» لمجرد أن أحدا قرأ كتابا لم تصله يداي.
تخيّلوا كم كانت طفولتي»غريبة» مقارنة بجيل اليوم من الطلبة والأولاد ممن لا يعرفون ربع ما كنتُ أعرف.
وفي المرحلة الثانوية،ومع دخولي مرحلة القراءة» الإحترافية»،وجدتُ في مكتبة»مدرسة الرصيفة الثانوية للبنين» سلواي. وكنتُ زبونا دائما عند «أمين المكتبة».لدرجة أنني قرأتُ معظم كتب المكتبة خاصة الأدبية والدينية.
وحصلتُ في الصف الثاني ثانوي»أدبي» على جائزة «المطالعة» الأُولى عن مدارس الذكور في «لواء الزرقاء» في السبعينيات، وكانت الجائزة» مجموعة من القواميس العربي والانجليزي ومولفات للعقّاد الدكتور طه حسين لا يزال بعضها عندي.
حتى الفتاة التي أحببتها في سن المراهقة كان لا بدّ أن تكون»صورتها» مثل «عبلة» / عنترة او « ليلى» صاحبة «قيس بن الملوّح.
طبعا كانت المسألة صعبة.
لكني كنتُ»أتخيّل».
أنا الآن بصدد الانتهاء من 8 أجزاء تتناول تاريخ» دولة الإسلام في الأندلس» للدكتور محمد عبد الله عنان ،وبذلك اكون قد قرأت ما يقارب 5000 صفحة على الاقل خلال الشتاء الحالي.
يعني»لوثة القراءة» لا تزال مستمرة ،ولله الحمد!!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو