دقائق معدودة - وبالرغم من عمل?ات المونتاج والرقابة المشددة على ا?ع?م - كانت كف?لة بمنح الرئ?س المصري محمد مرسي وجبة
دسمة من التعاطف الشعبي، وتأج?ج مشاعر الشارع المعارض ل?نق?ب العسكري؛ ما أحرج السلطة العسكر?ة، وأربك الماك?نة
ا?ع?م?ة الضخمة، داخل?اً وخارج?اً، التي تنسّق مع ھذه السلطة وتسوّق أجندتھا!
وإذا كان ا?خوان المسلمون أخطأوا في 'تقد?ر' صعوبات المرحلة ا?نتقال?ة، وما تحتو?ھ من حقول ألغام ومنعرجات خطرة؛ فإنّ ذلك ?
?مثل ش?ئاً أمام 'المعسكر' ا?خر الذي ذھب بع?داً، وبسرعة ق?اس?ة، نحو إعادة ترم?م النظام القد?م، بآل?اتھ وأدواتھ ود?نام?ك?تھ، مع
استبعاد بعض الرموز والق?ادات. إذ عاد إلى 'المنظور ا?مني'، مصحوباً بصخب أكبر عبر آلة س?اس?ة ودعائ?ة متطرفة، تؤسس لمنطق
إقصائي، تجاوز كث?راً ما كان عل?ھ نظام حسني مبارك في العقود الماض?ة!
خ?وط اللعبة تكشّفت، سر?عاً، عبر ما تم من خطوات، وصلت حدّ تمج?د وز?ر الدفاع عبدالفتاح الس?سي وتقد?سھ، ومحاولة استعادة
مفھوم الزع?م الملھم والقائد الضرورة، والتمھ?د لتسل?مھ مقال?د السلطة في مصر، مع ترت?بات استثنائ?ة في مسودة الدستور لتحص?ن
الس?سي، بالتوازي مع حملة من التخو?ن وا?تھام لكل من ?قف ضد ھذا التحول الواضح، حتى لو كان من أبرز الشخص?ات التي ساعدت
على نجاح ا?نق?ب وتسو?غھ في البدا?ة، بعد ثورة 30 ?ون?و، من مثل محمد البرادعي (الذي كاد ?واجھ تھمة الخ?انة العظمى)، وعمرو
حمزاوي (الصد?ق المثقف والس?اسي الل?برالي المعروف)، وأخ?راً باسم ?وسف (الذي أُوقف برنامجھ، وتعرّض لحملة شرسة، بالرغم
من انتقاداتھ الناعمة جداً للمؤسسة العسكر?ة)!
حتى شخص?ة س?اس?ة إس?م?ة مرموقة مثل عبدالمنعم أبو الفتوح، زع?م حزب مصر القو?ة، لم تسلم من العداء؛ فكشفت التسر?بات
المنسوبة للس?سي عن حق?قة الموقف من أبو الفتوح، بوصفھ لھ بـ'إخواني متطرف'، بالرغم من اتھام ا?خوان لھ بالصمت والتخاذل تجاه
ما حدث عقب ا?نق?ب!
فضحت ا?جندة الحق?ق?ة للنخبة العسكر?ة، ومن ?دور في فلكھا، نفسھا بالنعومة المبالغ ف?ھا تجاه الرئ?س ا?سبق، حسني مبارك؛ وبردّ
ا?عتبار لجھاز أمن الدولة الذي قام بالتنك?ل بالمعتقل?ن، والزج با??ف من رافضي ا?نق?ب في السجون؛ وببرك من الدماء؛ وبخطة
إع?م?ة مرسومة بعنا?ة ومركّزة لش?طنة ا?خوان المسلم?ن وحركة حماس الفلسط?ن?ة، وتحق?ر كل من ? ?س?ر مع الركب. كل ذلك في
ظل انتھاكات غ?ر مسبوقة لحقوق ا?نسان، تجاوزت زمن مبارك وما تمّ ف?ھ.
وتُحظر جماعة ا?خوان وتُ?حق أمن?اً، و?تم توج?ھ تھم تصل حدّ ا?عدام لقادتھا وأفرادھا. بل تبدو المفارقة المذھلة في أن تتجاوز التھم
المنسوبة إلى محمد مرسي، وبدرجة كب?رة، التھم التي وُجّھت لمبارك الذي حكم مصر قرابة ث?ثة عقود!
حسناً، حتى نبتعد عن ساحة الخ?ف، لتعر?ف ما ?جري؛ وإذا وضعنا جماعة ا?خوان جانباً، فك?ف ?مكن تفس?ر ما ?حدث في مصر
حال?اً من خطوات لتسل?م الس?سي السلطة، وا?طاحة بالمخالف?ن والتنك?ل بھم، وإقصاء الرأي ا?خر بكل قسوة؟ ماذا نسمّي ذلك سوى
ترم?م النظام القد?م والعودة إلى الوصفة ا?من?ة ا?حاد?ة؟!
ھذه ھي ا?جندة الحق?ق?ة التي تتوارى خلف ما ?ُتخذ من إجراءات، والضج?ج ا?ع?مي والس?اسي. وھي أجندة تتجاوز حدود مصر،
عنوانھا إدانة الرب?ع العربي وا?طاحة بالحلم الد?مقراطي، وتخو?ف الناس من عواقبھ.
وعل?نا أن نعترف ھنا، أنّھا أجندة نجحت خ?ل الفترة الماض?ة في تحق?ق جزء رئ?س من أھدافھا، مستع?نة بتواطؤ دولي، وبالخ?فات
الشد?دة في معسكر الثورة الول?دة، والتي ما تزال الطر?ق أمامھا ضباب?ة. مع ذلك، فإنّ مشكلة ھذه ا?جندة أن الوصفة التي تقدّمھا
للشعوب العرب?ة ھي وصفة بائسة مجرّبة، تحمل في ط?اتھا وح?ث?اتھا ا?زمات وا?مراض التي أنتجت ا?نفجار الشعبي، وھي كف?لة
بإعادة إنتاجھ ?حقاً!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو