كان الطيب الذكر المرحوم إبراهيم بكر يقول مرة، ونحن في الجزائر: قد لا تعرف، ولكنني أقول لك، لقد كان وصفي أقرب الناس إلى فلسطين، فكراً، وإيماناً، واستعداداً دائماً لدفع الثمن!
وكنت أعرف أن إبراهيم كان قريباً من وصفي التل حتى في عزّ فتنة أيلول، ولهذه قصة أخذت شكلاً في «الحمر» بعد اعتقال أبي فراس مع أربعة آخرين من قادة المنظمة، وقصة أخرى في نادي الأردن بعد ذلك مباشرة حين تحولت المحاضرة إلى أدهش وأعمق حوار بين أكثر رجلين احتراماً!
لا نريد من هذه المقدمة أن ننفي عن وصفي في ذكرى سقوطه المدوّي في القاهرة، عداءه لفلسطين والفلسطينيين، فالذين باعوا واشتروا في القضية طيلة قرن كامل لم يوفروا أحداً، ولم يوفروا فلسطين. وكانوا هم، طيلة الوقت، الأعداء الحقيقيين للقضية! فوصفي قاتل في الجليل حين كان المتاجرون يقبعون في فنادق العواصم العربية، ووصفي تراجع بلوائه الرابع في جيش الانقاذ إلى جنوب لبنان ورابط في «فتح لاند» ذاتها ليتابع التحرش العسكري بالكيان الصهيوني فالدول وقعت الهدنة مع العدو, لكن الشعوب لم توقع!
في ذكرى استشهاد وصفي, نتملّى بهاءه الوطني والقومي, ونستعيد وزارته الأولى وإنجازاتها طالما اننا ننام ونصحو على الإصلاح. فالرجل أحدث انقلاباً خطيراً في فهمه للمسؤولية, وفي ممارستها وكان يقول اثناء مشاوراته مع أكثر من سبعين شخصية ناقش معها تشكيل «وزارة المقاولة» فقد أراد أن يحدد مخططات البناء في تلك المرحلة وان يحدد الزمن اللازم لاقامته, وان يرصد بعين المثقف حجم الإنجاز وانعكاسه على أبناء البلد:
- كانت الجامعة الأردنية.
- وكان البنك المركزي لان بنكاً بريطانيا كان يصدر الدينار الاردني!!
- وكانت مجانية الكتاب المدرسي.
- وكانت معسكرات الحسين للعمل والبناء حيث انتهى شهرا العطلة المدرسية، باستعراض عظيم شهده الحسين، قام فيه أكثر من عشرة آلاف طالب بتقديم السلاح للقائد. وحمل خلاله الشباب الفؤوس والمجارف... لزراعة غابات اعطيناها الآن أسماء كثيرة منها غابة أم الكندم على طريق المطار، وغابة وصفي التل، وأقام الشباب في مناطق الضفة مع المزارعين «حبلات» على الأرض غير المستوية لاستيعاب نقطة المطر، والحفاظ على حفنة التراب الأحمر!
كانت مقاولة «وزارة وصفي الأولى مهمة وخطيرة.. وامتد الإصلاح إلى استيعاب قوى المعارضة، وحرق ملفات المباحث، وطال الإصلاح الجهاز الإداري للدولة في تنقيته من الفاسدين، فوصفي ذهب إلى مجلس الأُمّة بمشروع قانون تطهير الجهاز الإداري، ولم يتحدث عن الفساد.. وإنما تحدث عن الفاسدين وسماهم.. بالاسم!
في ذكرى وصفي المصلح، نقف هنا لأن وصفي الآخر.. وصفي الوطن والكيان والنظام كان إضافة كبرى لجهده!
كانت وزارة وصفي ثمانية عشر شهراً وخرجت بعد كذبة الثورات الوحدوية.. فقد نجح الذين جعلوا من وصفي عدواً لفلسطين، في جعله عدواً للوحدة العربية. وانتهت ثورات الوحدة إلى كوارث، وخسرنا اندفاعة وزارة وصفي الأولى.. فنحن ما زلنا حتى الآن ندفع ثمن الكذب القومي!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو