الخميس 2024-12-12 11:29 م
 

وكيل إيران في لبنان

07:33 ص




مهما حاولت القنوات الفضائية الممولة من إيران، البحث هنا وهناك عن محللين وكتاب ، يؤيدون حزب الله ويسوقونه كقائد للمقاومة ضد إسرائيل، ويدينون قرار دول مجلس التعاون الخليجي اعتبار الحزب منظمة إرهابية، الذي أيده الوراء الداخلية العرب في اجتماعهم بتونس ، فذلك لن يعيد عقارب الساعة الى الوزراء، فالصورة مختلفة عن حرب تموز 2006 وما قبلها، وحزب الله بعد دخوله الى سوريا عام 2013، للدفاع عن نظام الأسد في مواجهة شعبه غير حزب الله قبل ذلك ، عندما كان ملايين العرب يرفعون قبعاتهم تحية لتضحيات الحزب ، خاصة في حرب تموز التي قاتل خلالها ببسالة نادرة ،في مواجهة العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان.اضافة اعلان



السؤال الجوهري، هو كيف انزلق قائد بحجم حسن نصر الله، الذي لا شك في انه يمتلك شخصية قيادية مؤثرة ، لكي يخسر الحزب تأييد ملايين العرب من مختلف المكونات الدينية والمذهبية والسياسية ،بل يستفز مشاعرهم بعد أن حول الحزب سلاحه ، الى صدور الشعب السوري دفاعا عن «النظام السوري»، وبذلك أصبح شعار «المقاومة والممانعة» ضد اسرائيل مجرد نكتة! فبعد 2006 لا يوجد هناك مقاومة ولا يحزنون، بل وقف الحزب الذي تغنى زعيمه كثيرا بترسانة الصواريخ ، التي تصل الى حيفا وما بعد حيفا ، متفرجا على المقاومة الفلسطينية ، وهي تواجه العدو الاسرائيلي خلال حربين على قطاع غزة عامي 2009 و 2012 سقط خلالهما ألاف الشهداء والجرحى.



كان شعار» المقاومة والممانعة» ، عنصر ضغط وسلاح ترهيب يستخدمه الحزب ، لإسكات خصومه السياسيين ومكونات أساسية من الشعب اللبناني، لكن هذه «القداسة» التي كان يتاجر به البعض، لم يعيد لها وجود الا في أذهان أصحاب المواقف الايديولوجيات والطائفية المسبقة، الذين يوظفون شعار «الممانعة والمقاومة » لأغراض سياسية ، فزعيم الحزب نفسه «سماحة السيد» ، أقر بصراحة بتبعيته لنظام ولاية الفقيه التي تحكم ايران، وفي احتفالات الحزب واستعراضاته يلاحظ المرء ، صور الخميني وخامنئي الى جانب صورة حسن نصر الله.



والحزب في الواقع أشبه بفيلق لبناني تابع للحرس الثوري الايراني وببساطة يمكن اكتشاف البعد الطائفي لـ «مقاومة الحزب»، من خلال اللون المذهبي الذي يطغى على ميليشيات الحزب العسكرية.



والشاهد ، أن ميليشيات الحزب تقاتل في الجبهات ، التي يقاتل فيها الحرس الثوري الايراني والميليشيات الطائفية التي تمولها وتدربها وترعاها ايران، في سوريا ، واذا سلمنا جدلا أن حزب الله بدفاعه عن نظام الأسد ، يحمي بذلك محور «المقاومة والممانعة» ،فما علاقة الحوثيين في اليمن بالمقاومة والممانعة ،حيث أرسل حزب الله مستشارين وخبراء عسكريين لدعم حركة الحوثي الانقلابية ولا أحد يصدق أن القتال في تلك الجبهات له علاقة بالمقاومة والممانعة.



لم استمع لخطاب لـ «سماحة السيد» أكثر غطرسة وعجرفة ، من الخطاب الذي ألقاه قبل أيام ، ردا على قرار دول مجلس التعاون الخليجي ، اعتبار الحزب منظمة ارهابية ، فقد تحدث الرجل بلغة التهديد والوعيد ، وبدا وكأنه هو الحاكم الفعلي للبنان، وواقع الحال يشير الى ذلك ، فهناك أمام حالة استثنائية غريبة غير موجودة في أي دولة بالعالم صحيح أن الحزب يمثل مكونا أساسيا من الشعب اللبناني ، لكن ليس هناك «تفويض إلهي» يعطيه دون غيره سلطة فرض إرادته السياسية بقوة السلاح ، وأطرف نموذج على البلطجة السياسية التي يمارسها الحزب ، تعطيل عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال 36 جلسة برلمانية لم يكتمل نصابها ، وقد اعتبر رئيس المجلس نبيه بري، أن الازمة السعودية الايرانية وضعت عملية انتخاب رئيس الجمهورية «في الثلاجة» ، وفي ذلك إشارة واضحة للدور الذي يقوم به وكيل ايران في لبنان « حزب الله» ، لتنفيذ أجندة طهران داخل لبنان وفي المنطقة ، من خلال حضوره السياسي في البرلمان والحكومة ،فضلا عن نفوذه العسكري الذي يفوق قدرة الجيش اللبناني.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة