الجمعة 2024-12-13 12:19 م
 

وهل جاء دور الجيش المصري؟!

08:48 ص

اهم ثلاث حاضنات تاريخية للعرب هي الشام وبغداد والقاهرة، والحاضنات التاريخية، بجيوشها الحالية، يتم تدميرها، الواحدة تلو الاخرى.اضافة اعلان

شبعنا تحليلا في الاسباب، ووسط الكلام عن الظالم والمظلوم،صاحب الحق وصاحب الباطل، فان النتيجة واحدة، ايا كان اصطفافك، والنتيجة تقول ان تدمير العراق وتفتيت جيشه، مثلما هو تدمير سورية، وانهاك جيشها وتدميره، يصب باتجاه واحد.
هي ذات القصة التي يتم السعي لها، ازاء مصر الدولة والتكوين والشعب والجيش، تحت مسميات مختلفة، وسواء كنت مع مبارك او مرسي او السيسي، فكل هذا لا يعفي احدا منا عن قراءة الكلفة الاكتوارية لهذه الاخطار التي تريد جر مصر الحاضنة التاريخية الى ذات مآلات سورية والعراق.
الجيش المصري، مهم جدا، لكننا واذ نقرأ كل يوم، عن عمليات قتل لافراده، ومحاولات استدراجه الى الدوامة والصراع، بكل الوسائل، نفهم بشكل جيد، الذين يريدونه، وهي ذات المساعي التي لم تنجح سنين الربيع العربي، في استدراج الجيش المصري، نحو منزلق الصراع المصري، لكن المساعي لا تتوقف ابدا، لان الغاية النهائية تدمير الجيش المصري، والزج به في دوامة الصراعات الداخلية.
لم تكن كل عمليات الاستهزاء بالجيش المصري بريئة، وخلال السنين الفائتة، كنا نلاحظ الاستهزاء بأعلى درجاته على خلفيات كثيرة، من بينها مد اللسان بوجه الجيش باعتباره بات مصنعا ومزرعة، ومنشغلا بالانتاج الاقتصادي، تارة ينتج الكعك، وتارة ينتج ادوات المطبخ، وغير ذلك، هذا على الرغم من ان المؤسسة الاقتصادية التابعة للجيش، رديف، نرى مثله في دول اخرى،فلماذا يتم مسه، واستعماله لطعن ذات الجيش المصري.
هي ذات القصة التي تم مدها على تصريحات لعسكريين، وغير ذلك، والغاية النهائية تحطيم صورة الجيش وسمعته وهيبته وقيمته في نفوس المصريين، تمهيدا لفتح الباب لتفتيت ذات الجيش دون ان يأسف عليه احد من عامة المصريين، بعد ان تم التجرؤ عليه معنويا.
ما يجري في سيناء، ليس بريئا، فما ذنب المصري العسكري في سيناء حين يأتي من اسوان او طنطا ، ليخدم بلده، فيعود الى اهله قتيلا، وهل قتل العسكري المصري، يعد مشروعا هنا، او مقبولا، او معبرا في الاساس عن ثأر او موقف سياسي؟!.

بقية مقال ماهر ابو طير
المنشور على الصفحة اخيرة الجزء الاول
يراد اختطاف الجيش المصري، الى تيه سيناء، والعرب المشارقة، للاسف وعلى خلفيات سياسية، جراء الاصطفاف هنا وهناك، لا يعرفون ان كل حكام مصر يرحلون في النهاية، والجيش المصري، هو لمصر وللعرب، مخزون مذخور، وتحطيمه لا يعني تحطيم النظام السياسي، بقدر كونه مدخلا لتحطيم ذات البنية المصرية التاريخية، التي لم يفلح احد، في تدميرها على خلفية صراع سياسي او ديني، فلم يبق الا ورقة الجيش، عبر جره الى صراعات دموية، واستباحة دم ابنائه، بذرائع شتى.
ثلاث حاضنات تاريخية،ابرزها مصر، كلها قيد التدمير اليومي، اقتصاديا وسياسيا واجتماعياً وعسكريا ومذهبيا وطائفيا، لان المراد تدمير المشرق العربي بأكمله، وهذا المشرق، بدون هذه الحاضنات التاريخية الثلاث، مجرد رغوة بحر، بلا وزن او قيمة، بما تعنيه هذه الكلمة.
يقال هذا الكلام، ونحن نأسف بشدة امام اولئك الذين يحتفلون بمقتل جنود مصر، باعتبار ان ذلك ثأر من السيسي، ويتناسون في النهاية، ان الجيش، جيش مصر، وليس جيش مرسي، ولا السيسي، وتدمير هذا الجيش بصورته المعنوية في وجدان المصريين،وصولا الى استباحة دم افراده، يراد عبره، تحطيم سوار الحماية لمصر كدولة وحاضنة تاريخية، فيما الكلفة ستكون فوق المصريين وستمتد الى كل هذا المشرق الذبيح.
أياً كانت تبريرات الذين يدعون انهم يتفهمون الهجمات على الجيش المصري، فعليهم ان يتذكروا ان النتيجة النهائية والوحيدة هي جر الجيش المصري الى تيه سيناء، وبالتالي تحطيم ذات مصر بنيويا وشطرها والحاقها بسورية والعراق.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة