الخميس 2024-12-12 11:22 م
 

يوم التقى الجمعان!

10:07 ص

بغض النظر عن أي اعتبارات أيديولوجية، لا أشعر أنني من الممكن أن أكون في صف الثورة المضادة في مصر، الأمر لا يتعلق بالدكتور محمد مرسي، ولا بالإخوان المسلمين، أو بما يسمونه «الإسلام السياسي» لا.اضافة اعلان


الأمر بتعلق بثورة شعبية جاءت برئيس منتخب، واقتلعت نظاما متواطئا مع العدو، نهب البلاد وأذل العباد، ولو جاء مكان مرسي رئيس آخر، كأبي الفتوح مثلا، أو حازم أبو إسماعيل، لواجهته قوى الفلول والجواسيس والمُضللين والمضللِين (بالفتح والكسر) بالشراسة ذاتها، لأن المطلوب ليس إسقاط حكم الإخوان، أو المرشد كما يقولون، بل تغييب أي خيار شعبي حر، يوقد شجرة كبرياء هذه الأمة، بدءا من أرض الكنانة، وهذه الشجرة تحديدا هي المقصودة، لأنها ظلالها ستمتد - حال استوائها على سوقها- إلى كل بلاد العرب والمسلمين، وستقتلع جبابرة وظلمة وجواسيس ومتواطئين، وستهدد مصالح طالما ارتوت من الخيانات ودم الشعوب المقهورة.

لهذا كله، كان على كل الأفاعي والجرذان أن تلتقي لتقتلع هذه الشجرة المباركة، كي تبقى الأمور على ما هي عليه، من استلاب وخذلان واستسلام لعدو الأمة، ومن اعتادوا على امتطاء ظهرها، وإبقائها في حالة خمول وكسل وذل وهوان!

هل أدافع عن مرسي تحديدا، ولم لا؟ هل أقول صراحة أنه ليس الرئيس الذي تمنيته لمصر؟ ربما، ولكنه الآن غدا رمزا لثورة المظلومين والمستضعفين والمهمشين، والانتصار له انتصار لهم، أما من يقف ضده اليوم، فليسوا سواء، فثمة منهم من يعمل بتوجيه وتمويل، وآخرون يختلفون معه فكريا ويرونه تهديدا للدولة المدنية، وثمة من يرى في الإخوان الذين يمثلهم تيارا ظلاميا يهدد متعهم وانفلاتهم، وآخرون يسيئون فهم الرجل والتيار، وطرف مضلل يردد ما يقوله الإعلام الطاغي الممول بالملايين ممن يرتعدون خوفا من انتصار إرادة الشعوب، وهناك من عرفوا حقيقة الرجل فانحرفوا لهوى أو رشوة، وهناك من عرف فالتزم، ولكن على كل الأحوال، يبقى هو خيارا شعبيا أنا موقن انه سينتصر وسيهزم الجمع المناوئ -بإذن الله تعالى- وسيعلم المضللون والمضللون أنهم ارتكبوا خطأ فادحا باصطفافهم مع أعداء الأمة وخيار الشعب!

ليس مهما أن تكون من الإخوان المسلمين، أو حتى متدينا، لتدرك أن المؤامرة هي عليك ايها العربي العادي المسكين، الذي تحلم بربطة خبز غير مغمسة بالذل، واستنشاق هواء نقي، خال من القهر، وحياة تخلو من الاستبداد والعسف والظلم وتحكم جلاوزة السلطة، وحثالتها، ممن أدمنوا إذلالك وإرهابك وإرعابك.

عليك أن تختار اليوم أن تكون مع حريتك وكبريائك، أو مع ديمومة الاستبداد الذي ثملت منه منذ عقود طويلة، منذ صاح أول فرعون في تلك البلاد: لا أريكم إلا ما أرى!

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة