الوكيل الإخباري - جلنار الراميني - طفلتان رحلتا مبكرا وهما في عمر الزهور ، رحلتا مخلفتين وراءهما ذكريات أليمة وأوجاع قاسية يصعب حصر مدادها تحت عنوان " الأخطاء الطبية" ، على وقع الغضب الأردني الذي بات يسيطر على المشهد العام الشعبي.
الطفلتان لين وغنى، توفيتا بطريقة أوجعت الأردنيين وأشعلتا مواقع التواصل، حيث التفاصيل الموجعة التي فتحت ملفا شائكا يتمثل في الأخطاء الطبية الذي ما زال يحصد أرواح الأبرياء.
لم يشفع عمرهما لاستكمال لعبهما بألعابهما ، فغادرتا دون وداع ، بألم الفراق وتحولت وفاتهما إلى قضيتي رأي عام، وفي أولويات الحكومة في متابعة القضيتين من خلال لجان تحقيق.
الطفلة أبو حطب إلى جنة السماء
فالطفلة لين أبو حطب، فارقت الحياة إثر خطأ طبي في مستشفى البشير بالعاصمة عمّان.
والد الطفلة المتوفاة في مستشفى البشير ماهر أبو حطب،أوضح في وقت سابق ، بأن المستشفى رفض عدة مرات استقبال فلذة كبده التي كانت تشكو من ألم حاد في أسفل معدتها، مشيرا إلى ارتكاب العاملين في المستشفى خطأ في تشخيص الحالة في البداية.
وقال أبو حطب إنه راجع برفقة ابنته المستشفى في 2 أيلول/سبتمبر الحالي حيث "كانت تعاني من آلام في أسفل بطنها وراجع طوارئ مستشفى البشير وأبلغوا أن الطفلة تعاني من التهاب بالمسالك البولية" وأبلغوها بالعودة إلى المنزل.
وفي 3/أيلول/سبتمبر، راجعت عائلة الطفلة (5 سنوات) مرة أخرى مستشفى البشير وأبلغوها هذه المرة أن "لديها التهابات بالأمعاء مع الطلب منها بالذهاب إلى البيت".
وتابع " بعد ذلك بيوم، ذهبت العائلة إلى طبيب خاص الذي شخص الحالة بأنها "زائدة دودية وقام بإعطائها كتابا وأبلغها بمراجعة أقرب مستشفى".
وعادت العائلة إلى مستشفى البشير وأعطتهم والدة الطفلة الكتاب (المرسل من الطبيب) حيث لم يكترثوا للكتاب، وقالوا "نحن من نشخص الحالة وليس على أثر الكتاب الذي أعطيتينا إياه" وحينها رأوا الطفلة مرة أخرى وقالوا لنا اذهبوا لمنزلكم".
وقال " وبعد أن زاد التعب على الطفلة، عرضتها عائلتها على طبيب خاص آخر أكد أن "لديها التهاب حاد بالزائدة الدودية كتب لها ورقة وقال لها اذهبي إلى أقرب مستشفى".
وهنا بدأت رحلة عذاب الطفلة لين حيث تم إجراء عملية جراحية لها في مستشفى البشير، حيث فارقت الحياة بعدها ، وفارقت عائلتها سعادتها.
وقررت وزارة الصحة، إجراء تحقيق حول حادثة وفاة طفلة في مستشفيات البشير، يشرف عليه فريق طبي وإداري وقانوني من وزارة الصحة والجامعة الهاشمية، بشكل منفصل عن لجنة تحقيق شكلتها إدارة مستشفيات البشير.
غنى .. بين الألم والموت
وفي ذات السياق تفارق الطفلة غنى في مستشفى الأميرة رحمة بمحافظة إربد الحياة إثر خطأ الأطباء في تشخيص حالتها.
حيث قال والد غنى " شكت ابنتي من وجع في بطنها، وصاحب ذلك استفراغ، وتم نقلها إلى مستشفى رحمة، حيث قام طبيب في قسم الطوارىء بفحصها سريريا، كما أجرى عددا من تحاليل للدم، وغفل عن أخذ صورة عادية أو طبقية للطفلة" .
وبعد ظهور نتائج التحاليل، قال الطبيب إنها تعاني من التهاب في المسالك البولية وقصور بوظائف الكلى، وفق رواية والد الطفلة.
وبناء على التشخيص السابق، منح الطبيب الطفلة مغذيا بالوريد، وطلب من العائلة الانتظار لمدة ساعة مع إعطائها كوبها من اللبن، لكونها كانت تعاني من استفراغ.
وقبل أن تمضي ساعة على هذا العلاج، استفرغت الطفلة مجددا، فأعطاها الطبيب مرة أخرى مغذيا ثانيا، وتكرر الأمر فأعطاها الطبيب مغذيا مرة أخرى مع إبرة من نوع "دكسا"، وهذا جعل الطفلة في حالة من السكون، وبعدها طلب الطبيب العائلة بأن تغادر الطفلة المستشفى.
لكن حالة الطفلة ساءت مجددا فجر الجمعة الماضية، مما اضطر العائلة إلى نقلها إلى المستشفى ذاته، حيث أجريت لها عدة فحوص وتحاليل، تبين منها وجود جفاف وارتفاع بوظائف الكلى، حيث أوضح الطبيب أنها بحاجة إلى مضادات حيوية بالوريد.
الطفلة ما زالت تعاني من الألم حيث تدهور صحتها، فذهب الأب إلى مكتب الأطباء، طالبا النجدة في الأمر، وبعدما تجاوب أحد الأطباء، طلب صورة "التراساوند" ثم صورة طبقية ليجدوا الزائدة قد تفجّرت في بطن الطفلة.
وأضاف والد الطفلة ان الطبيب الأخصائي لم يكن متواجدا في المستشفى، فتقرر تأخير العملية حتى صباح الأحد لحين تواجد الطبيب الأخصائي.
في هذه الأثناء ، كانت غنى تودع الحياة بشغف البقاء إلا أن الموت كان أقرب لها من منزلها وألعابها، حيث تم تقديم العملية لأكثر من مرة، وعلى ضوء وضعها الطبي تم استدعاء طبيب آخر من مستشفى الأميرة بسمة التعليمي، وأثناء الجراحة توفيت الطفلة.
الطفلتان.. صورتان مؤلمتان حيث باتت أدراجهما موشحة بالحزن حيث دفتري رسميهما وألعابهما الجميلة ، كما وما زالت ملابسهما برائحتهما تضوعان المكان أريجا.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة
-
أخبار متعلقة
-
البطاينة: العثور على عائلة المعتقل العائد من سوريا
-
حزب الاتحاد الوطني الأردني يشارك في دعم ضحايا حادثة دار الضيافة للمسنين
-
بسبب تدخلات الوزراء .. مدير الجمارك يحيل نفسه على التقاعد
-
اربد تودع الشاب عمر السرحان "أبو حسن" بعد جريمة بشعة
-
فيديو يكشف قيام أحد المنتفعين المسنين بحريق الدار
-
الأمن يلقي القبض على قاتل أحد المواطنين في إربد
-
عجلون: 10ملايين دينار لتحسين شبكات المياه
-
التنمية الاجتماعية: مغادرة 23 مصابا بحريق دار مسنين المستشفى