الجمعة 26-04-2024
الوكيل الاخباري
 

قرنيات مستوردة والأردن رائد في هذا المجال

أصدقاء العيون للوكيل : سيدة رأت أولادها لأول مرة- فيديو

d03ff6d2-d7e9-416b-89c4-388462270644
أمين سر جمعيّة أصدقاء بنك العيون أحمد جميل شاكر


الوكيل الإخباري - جلنار الراميني - تصوير : أمير خليفة - أكد أمين سر جمعيّة أصدقاء بنك العيون أحمد جميل شاكر ، على أهمية الجمعية ، نتيجة لأهدافها النبيلة الراميّة إلى إعادة البصر لأشخاص فقدوه ، نتيجة لمرض، أو حادث ، أو تشوّه خلقي، الأمر الذي يعيد الأمل لأشخاص لم يروا النور.

ولفت شاكر ، في لقاء حصري مع موقع "الوكيل الإخباري" ، أن إنشاء الجمعية جاء لتكون ذراعا لبنك العيون الذي تم تأسيسه في عام 1979م ، في مستشفى الجامعة الأردنية ، تحت رعاية المغفور له- بإذنه تعالى- الملك حسين بن طلال ، لتوعيّة المواطنين بضرورة التبرّع بالقرنيات ، نتيجة لحاجة الكثيرين في الأردن لها.

اضافة اعلان

 

قرنيات من "سيريلانكا"
وبين ، أنه كان يتم استيراد القرنيات من "سيريلانكا" ، وتابع " كانت القرنيات تتلف نتيجة للمسافات الطويلة ، وعدم مراعاة النواحي الطبيّة في نقلها".


وأشار شاكر منذ تأسيس الجمعية ، والتي يرأسها صاحب السمو الملكي سمو الأمير رعد بن زيد، حتى عام 1989م ، لم يتم التبرع بقرنية واحدة ، نتيجة لعدم ثقافة المجتمع الكافية حينها في هذا الجانب ، وعدم وعيهم بأهميّة التبرع بالقرنيات ، حتى عام (1990)م .


وزاد " لقد تم التبرّع بقرنيات أحد المتوفين في الأردن ، وبعدها قام الملك الحسين بإرسال رسالة شكر ، لعائلة المتوفي ، كما تمّ التبرع بما يقارب (5000) قرنية ، من المواطنين في الأردن، وإن تم استيرادها من الخارج ستصل تكلفتها إلى (7) ملايين دولار ".

وعرج على أهمية القرنية المحلية، حيث سهولة زراعتها بزمن لا يتطلب الكثير من الوقت ، وذلك خلال (24) ساعة.

 

وعن فروع الجمعية ، أوضح أن هنالك فرعين ، الأول في مأدبا ، والآخر في الشونة الشمالية ، وزاد " لقد قام أهالي الشونة بالتبرع بـ(500) قرنية ، منذ بداية تأسيس الجمعية ، وتابع حديثه " لم يعد هنالك شخص في الشونة بحاجة إلى قرنية نتيجة للاكتفاء بعدد المُتبرعين من سكانها ، علما أنه يتم توريد القرنيات لمحافظة إربد وللعاصمة عمان".


وفيما يتعلق بالتحديّات التي تواجه الجمعية ، لفت إلى أن توعية المواطنين بهذا الشأن ، أهم تلك التحديات ، وزاد " هنالك ما يقارب (2500) شخص في الأردن، على قوائم الانتظار ، بحاجة لزراعة قرنيات ".

 

زواج الأقارب سبب في أمراض العين 
ونوّه إلى أهمية  الإجراءات الوقائية ، من قبل الزواج ، فيما يتعلّق بأمراض العيون والقرنيات ، حيث تبين بحسب دراسات بهذا الشأن أن محافظة إربد ،تنتشر فيها أمراض العيون ، نتيجة لظاهرة زواج الأقارب، ما حدا بسمو الأمير رعد بن زيد لانشاء مختبر لإجراء فحوصات طبية قبل الزواج ، للحدّ من أمراض العيون ، حيث تبيّن أن معظمه يعود لزواج الأقارب.

 

"الحمد الله القرنيات أضحى التبرع بها اليوم من مختلف أنحاء المملكة ، حيث تم إنشاء مديرية لزراعة الأعضاء في وزارة الصحة ، برئاسة الدكتور عبد الهادي بريزات ، مقرّها مستشفى البشير ، كما أن لدينا عددا من الموظفات في مختلف مستشفيات المملكة ، للتواصل مع ذوي المتوفي ، والتحدث لهم فيما يتعلق بالتبرع بالقرنيات ، حيث تقبّل غالبية أهالي المتوفين الأمر ، وبالتالي التبرع بذلك ، وفق أمين سر الجمعية أحمد شاكر.


ولفت في معرض حديثه ، أن هنالك كثيرين ، ممن يبادرون الاتصال بالجمعية ، في سبيل التبرّع بقرنيات من توفيى لهم، واستطرد شاكر " الأردن من الدول المتقدّمة في هذا المجال ، عدا على أن وزارة التربية والتعليم والجامعات الأردنية ، تعكف لإبراز أهمية التبرّع بالقرنيات في مناهجها ، من أجل المزيد من الوعي ، في هذا الشأن ".

 

مكافأة لذوي المتبرعين
ولفت أنه يتم تقديم رحلات عمرة لذوي المتبرعين ، وقال " أن أكثر المناطق تبرعا للقرنيات هي الشونة الشمالية ، عدا على أن نسبة التبرّع من قبل الذكور تصل إلى (70%) ،كما أن الفئة العمرية التي يمكن أن تتبرع بالقرنيات ما بين الثلاثة أعوام إلى سن السبعين عاما، وأكثر المتبرعين من فئة الشباب".


وفي ردّ على سؤال "الوكيل الإخباري" ، حول أكثر المواقف المؤثرة ، والذي شهدها شاكر خلال رحلة عطائه في الجمعية ، استذكر  موقف استرجاع إمرأة كفيفة بصرها ، علما أن زوجها كان كفيفا أيضا ، وقد استرجعت السيدة بصرها ، بعد أن تمّ التبرع لها بالقرنيات، حيث كانت تتعامل مع أبنائها عن طريق اللمس والصوت ، وكانت سعادتها غامرة، بعد أن رأت أبنائها لأول مرة ، وذلك بحضور السمو الملكي رعد بن زيد ".

 

عملية مجانية
وأجاب عن تكلفة عملية زراعة القرنيات ، قائلا " تقدم العملية مجانية للمؤمّنين صحيّا ، ومن لا يملكون تـأمينا ، يتم طلب إعفاء من الديوان الملكي الهاشمي ، بتوجيهات من الملك عبد الله الثاني" ، مبيّنا ، أن هنالك غير أردنيين يتبرعون بقرنياتهم ،  عدا عن إمكانية التبرع بالقرنيات لغير الأردنيين ، إلا أنه من باب الأولى التبرع للشخص الأردني.


وعن عدد المُتبرّعين سنويّا من الأردن ، فقد أشار إلى أن عدهم يصل سنويا إلى (200) متبرع، مشيرا إلى أن القطاع الخاص يستورد قرنيات من خارج الأردن ، حيث تكلفة القرنية الواحدة (1200) دينار ، موضّحا ، أن هنالك طالبات جامعيات استعدنّ بصرهنّ ، حيث أصبحنّ من المتفوّقات .

 

شروط التبرّع
وعن شروط التبرع ، بين أن الشخص بإمكانه أن يوصي بالتبرع بقرنياته ، حيث يتم بعد أن ساعات من الموفاة ، حفظ القرنيات بسائل خاص ، ليتم زراعتها بالشخص المعني .


وأمام تميّز الجمعية في آدائها ومهنيتها ، يتمنّى أمين سر الجمعية أحمد شاكر ، أن يتم إنشاء فرعين للجمعية ، حيث محافظتي جرش والسلط ،عدا عن تمنّيه أن يعود النظر لمن فقدوا نعمة البصر، داعيا المواطنين إلى اتخاذ الإجراءات الوقائيّة حيال أمراض العيون ،حيث مرض "الرمد الربيعي" وأمراض العيون الأخرى ، التي تتسبب بأمراض القرنيات ، عدا عن زواج الأقارب، التي تعتبر مُسببا رئيسيا لأمراض العيون.


وتحدّث عن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالعمى ، حيث الأمراض ، وحوادث السير ، أو حوادث أخرى كإصابة العين بأداة صلبة ، كالقلم - على سبيل المثال لا الحصر- .

وثمّن شاكر، دور سمو الأمير الملكي رعد بن زيد في جهوده المثمرة"،في جمعية أصدقاء بنك العيون ، حيث مواقفه الإنسانيّة ، وتقديم واجب العزاء لعائلة المتوفي ، عن تقديم شهادة ملكية تقديرية ، كشكر على التبرع .

 

حملة تبرعات 
وقد استذكر شاكر حملة التبرعات التي قام بها الإعلامي محمد الوكيل ،  حيث تم جمع (200) ألف دينار لشراء القرنيات من الخارج ، وقد تم استيرادها من خلال لجنه مختصة بهذا الشأن ، وإجراء عمليات زراعة وإعادة البصر لفاقديه.

الرسالة واضحة من قبل أمين سرّ الجمعية أحمد شاكر، علما أن نائب رئيس الجمعية ، الدكتورة حنان الدروبي ، لا توفر جهدا أو وقتا في دعم الجمعية ، لإيمانها المطلق بأن الجمعية هدفها النبيل يُعتبر بوصلة لعمل أعضاء الجمعية ، حيث الامتداد الإنساني ، والإخلاص لإنجاح أهداف الجمعية ، بدعم خالص من سمو الأمير رعد بن زيد .

قصص نجاح لزراعة قرنيات ، سيتم الحديث عنها بمُلحق آخر، في موقع "الوكيل الإخباري" ، على وقع السعادة لكل من استطاع أن يرى النور، والدعاء للمتبرّع بقرنيته بالرحمة والمغفرة ، حيث أن ذلك بحسب الشريعة الإسلامية "صدقة جارية" ، حيث الأجر والثواب للمتبرعين .