الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

الجفت (حطب الفقراء) وقود المواطنين خلال الشتاء في بلاد الزيتون

pic_37409


الوكيل الإخباري - ياسر شطناوي - لا يقتصر موسم عصر ثمار الزيتون على إنتاج الزيت البكر، لكن ثمة موارد اخرى ابرزها ( الجفت او ما يسمى حطب الفقراء ) والذي له مكانة مميزة عند محدودي الدخل ليكون وسيلة التدفئة الأوفر والأقل ثمناً وفي متناول.

اضافة اعلان


مواطنون قالوا لـ " الوكيل الإخباري" إن مادة جفت الزيتون التي تنتج من مخلفات عصر الزيتون، تمثل خلاصاً للفقراء الذين يبحثون عن الدفء خلال الشتاء والبرد القارص ومصدر دخل للعاطلين من العمل، كما أن له أهمية في المحافظة على الاثر البيئي من خلال كونها بديل ممتاز عن الحطب.

وبينوا أن الطن الواحد من مادة الجفت يصل ثمنه من 90-120 ديناراً، وهي كمية تكفي العائلة طوال فصل الشتاء، ومصدر تدفئة متاح للفقراء لاكمال موسم الشتاء بكل راحة.


ووفقا للبيانات الرسمية من نقابة أصحاب معاصر الزيتون، فان الأردن يُنتج سنويا ما يصل إلى 60 ألف طن من الجفت، خاصة في محافظات الشمال، وتحديداً المناطق المرتفعة منها والتي يعتمد سكانها على هذه المادة بشكل أساسي خلال الشتاء نظراً لبرودة الطقس فيها.


وقود متوفر
محمد سالم وهو عامل انتاج باحدى المعاصر يروي لـ " الوكيل الإخباري" آلية استخلاص "الجفت" خلال عصر الزيتون، ويقول ":يتم استخلاص الجفت من خلال أنابيب خاصة تعمل بشكل تقني، وبعد تجميع الجفت يتم تجفيفه ومن ثم يضغط في مكابس على شكل قوالب ليصبح جاهزاً للاستخدام في المدافئ".


ويضيف سالم أن "الجفت" لا يمكن الحصول عليه إلا في الخريف أو بدايات الشتاء بعد موسم قطف الزيتون وعصره، موضحاً أن الطلب عليه يكون في ذروته خلال شهر نيسان من كل عام.


مصدر مالي للمعاصر

صاحب معصرة في قرية النعيمة شمال المملكة يقول لـ "الوكيل الإخباري" إن "الجفت" كان قبل سنوات يباع بالمجان للناس في سبيل أن تتخلص منه المعصرة، إلا أنه مع ارتفاع الطلب عليه أصبح يشكل مصدراً مالياً مهماً للمعصرة، ويباع وفقا لأسعار يتم تحديدها حسب كل موسم.


ويضيف أن للجفت الجاف سعر أعلى من الجفت غير الجاف، منوها إلى انه يترتب على إنتاجه تكاليف وأجور، وهو ما يجعل الأسعار قد ترتفع مع ذروة الموسم إلى 150 ديناراً للطن الواحد، خاصة أن صناعة الجفت ليكون جاهزا قد تحتاج إلى 3 أشهر ومعدات ومكابس خاصة.


ويأتي الطلب المتزايد على استخدام مادة الجفت للتدفئة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات ( الكاز والديزل) ووصول أسعارها لمستويات يصعب على الفقراء ومحدودي الدخول توفيرها بسبب ارتفاعها عالمياً.