الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

مركز الحسين للسرطان يُصدر بها بيانا

قصّة المريضة بلقيس التي ضجّت بها مواقع التواصل من الألف إلى الياء - صور

70272975_107104744000673_659326146210430976_n


الوكيل الإخباري - جلنار الراميني

 

متفائلة هيّ ، تحمل معها أملا موصولا بإرادة الحياة ، تجعل من إيمانها بقضاء الله وقدره ، وسيلة للتغلب على مرض السرطان الذي أصابها ، في شهر آذار الماضي ، وبدأت بلقيس بني هاني رحلة مع العلاج ، بقوة فتاة يصعب حصر تلك القوة .

اضافة اعلان

 

بلقيس ، قصّة فتاة ، ما زالت في ريعان شبابها - 23 عاما - قصّة أمل ، وقصّة تحدِ ، انتهت حياتها الجامعية ، وبدأت حياتها المرضية، علما انها الثانية على دفعتها في تخصص الكهرباء من جامعة اليرموك.

 

بدأ ألمها في "حبّة" تحت لسانها ، وبدأت أسنانها بالتحرّك ، بطريقة غريبة ، وبعد تحويلها إلى الطب المختص وتصويرها "طبقي" إلى ان تمّ اكتشاف مرضها ، بعد انتظار طويل لنتائج الفحوصات ، وذلك قبيل عيد الفطر الماضي .

 

ورم حميد في البداية

المعاينة الطبية ، في بادئ الأمر ، تبيّن وجود ورم حميد ، ثمّ أجريت لها عملية جراحية بتاريخ 9/7/2018 للتخلص منه، وبعد فترة من تورّم وجهها ، وتبيّن إصابتها بورم خبيث في عظم الفك السفلي .

 

ملامح الفتاة بني هاني ، ملامح فتاة متجددة العطاء ، إيمانها ظاهر على محيّاها، ابتسامتها تخطف العيون بنضارتها ، واليوم تعاني مرارة المرض، أمام حياة مصدرها أن الله - سبحانه وتعالى - سيقف معها ، ويصبرها على معاناتها .

 

بالرغم من ابتلاء القدر لها ، وصعوبة معايشتها للمرض ، إلا أنها تتواصل مع محبيها عبر صفحتها على "الفيسبوك"، وتبدأ بسرد ما تعانيه ، ومستجدات حالتها الصحية، متمنية من الأردنيين الدعاء لها ، حيث باتت جراحها تنزف ، لكن أملها يتضاعف بإرادة من الله ، لصبرها .

 



 

أردنيون تفاعلوا مع قصّة هذه الفتاة ، وبدأت تُدشن صفحات على "الفيسبوك" باسم "بلقيس بني هاني ، عدا عن "هاشتاغ" تصدر تويتر ، ويبدو ان التفاعل حيال مرض هذه الفتاة ، تصدّر بشكل واضح مواقع التواصل المختلفة .

 

 عدا عن مقاطع "فيديو" لنشطاء فيسبوكيين، طالبوا بضرورة وقفة مع بلقيس ، وقد انتشرت تلك المقاطع بسرعة البرق ، حاملة معها كل التمنّي لبلقيس ، بالشفاء العاجل .

 

أردنيون اعتبروا هذه الفتاة ، مصدر أمل لا ألم ، ومصدر تحدِ، لا مصدر تخاذل أمام المرض ، فباتت"أيقونة" تستحق أن تذكر .

 

معالم بلقيس ، معالم فتاة تريد من الحياة حلوها لا مرّها ، بالرغم من مرارة ما تعانيه من أدوية وعلاج ، لكنها مصرّة على مواجهة معترك الحياة بإصرار .

وفي أحد منشوراتها " صبايا بعمري م فكرت بالموت ، لأنه الاعمار بيد الله ...بعمري م فكرت بالشكل لانه شو ما كان الواحد حلو الا م يطلع عالم م بيعجبها العجب ،،اهم شي تكوني راضية انتي عن حالك ومقتنعة انك حلوه من جوا ، والاهم من هاد كله رضي ربنا،والله م بتكوني مبسوطة غير وانت قريبه من الله ".



 

بلقيس أظهرت مدى حزن عائلتها ، بعد ان تم اكتشاف حالتها المرضية ، وكيف أدى ذلك إلى انهيار والدتها ، بعد أن علمت بأن فلذة كبدها تعاني من ورم خبيث ، إلا أن بلقيس ، حاولت أن تُهدّأ من مدى معاناة والدتها ، متمالكة نفسها ، راسمة ضحكة في سبيل ارتشاف قوة من سلاح مغالبة المرض ، بحسب منشور لها وجاء فيه : 

 


 

بلقيس بني هاني ، بلقيس تلك الفتاة التي أرادت الحياة ، فصرخت نداء المُستغيث لله ، وباتت عبارات الثناء عليها تطغى على مواقع التواصل ، ونداء عاجل في سبيل مساندة هذه الفتاة .

وكان وزير الصحة الدكتور سعد جابر ، أوعز قام بإعطاء التعليمات لجميع الجهات بتشكيل فريق متخصص لتقييم و علاج المريضة بأفضل التقنيات الجراحية و التلطيفيّة و بأسرع وقت.

 

 لمشاهدة المادة: وزير الصحة يشكل فريقاً طبياً لمتابعة بلقيس

 

"الحسين للسرطان" يُصدر بيانا حول حالتها الصحية
اصدر مركز الحسين للسرطان بياناً هاماً حول حالة المريضة بلقيس بني هاني التي تعاني من ورم سرطاني و قد اشغلت حالتها مواقع التواصل الاجتماعي .

 

وقال الحسين للسرطان انه اضطر للإفصاح عن تفاصيل الحالة المرضية لبلقيس نظراً لكثرة تداول هذا الموضوع على وسائل التواصل الاجتماعي واهتمام الرأي العام بحالة بلقيس وتالياً نص البيان : نحن كمركز الحسين للسرطان ليس من عادتنا تبادل معلومات المرضى للرأي العام كونها حق خاص للمريض ولكن لكثرة تداول هذا الموضوع على وسائل التواصل الاجتماعي واهتمام الرأي العام الذي نحترمه وتعاطفه مع هذه الحالة وبعد أخذ الإذن من المريضة وذويها قررنا أن نبادلكم هذه المعلومات.

 

المريضة بلقيس تبلغ من العمر 23 عاماً، تعاني من ورم خبيث ونادر من نوع (Low Grade Osteosarcoma) في منطقة الفك المنتشر حالياً الى الفقرة القطنية الثانية والانسجة الخلفية اسفل جلدالرقبة. في شهر 06/2018 أخضعت المريضة لعملية جراحيه لاستئصال الورم من عظم الفك خارج مركز الحسين للسرطان. في شهر 2/2019 حضرت المريضة الى طوارئ مركز الحسين للسرطان تشكو من ورم كبير جداً في منطقة الوجه و مضاعفاته، وقد أجري لها اللازم وتقييم مرحله الورم و اختيار العلاج المناسب للحاله حسب المعايير العالمية الموصى بها. بعد التقييم، اتضح رجوع الورم المتقدم موضعياً وغير الممكن اعادة استئصاله جراحياً، و تم معالجته بالإشعاع بواقع 35 جلسة لمدة 7 اسابيع، و قد أنهت المريضة العلاج في تاريخ 15/5/2019.

 

وتابع المركز ، وكان جزء من خطة العلاج المقترحة تلقي العلاج الكيماوي ولكن المريضة رفضت ذلك واضطررنا للاذعان لرغبتها. بتاريخ 25/7/2019 تم اعاده تقييم المريضة بالفحص السريري والصور التي أظهرت استجابة ممتازة للعلاج في الحقل الشعاعي، ولكن تبين ظهور انتشار جديد في الفقرة القطنية الثانية والأنسجة الخلفية اسفل جلد الرقبة المثبت بفحص الأنسجة.

 

عملية جراحية 

وبسبب وجود الانتشار، أصبح خطر إجراء أي عمليه جراحية يفوق أي فائدة صحية من الجراحة سواء لأسباب علاجية خاصة بالسرطان أو تجميلية لإغلاق عيوب الجلد. المريضة الآن بحاجة الى علاج تلطيفي بالأشعة على الفقرة القطنية الثانية من الظهر وعلاج كيماوي من نوع (Cisplatin and Doxorubicin) ، ومن الجدير بالذكر أن نسبة الاستجابة للعلاج الكيماوي في هذه الحالات قليلة، ولكن قبيل البدء بالخطة تفاجئنا بطلب المريضة أن يجرى لها صورة رنين مغناطيسي (MRI) للعمود الفقري كون المريضة قد راودها حلم بأنها ليس لديها أي سرطان وأنها لن تبدأ بأي علاج سواء اشعاعي للعمود الفقري او كيماوي، ولكن دفع ذلك الطبيب المعالج ونظراً لخوفه من مضاعفات التعرض لأشعة جديدة وقرر أن الأشعة المجراة سابقاً كافية للتشخيص ولم يجد أي فائدة اضافية لاعادتها مرة أخرى ولكن مع الحاح المريضة أذعن الفريق الطبي لرغبتها وتم اجراء الصورة والتي أكدت نفس النتائج السابقة.

 

وقد بدأت المريضة العلاج الشعاعي على منطقة الظهر بتاريخ 3/9/2019 يتبعها العلاج الكيماوي من النوع المذكور أعلاه، ولا حاجة لإرسال المريضة خارج البلاد لتوفر جميع العلاجات اللازمة والخبرات في مركز الحسين للسرطان. علماً بأن من خطط مركز الحسين للسرطان مناقشة الحالات المرضية مع كبريات المستشفيات التي تعنى بعلاج السرطان، وقد نوقشت هذه الحالة مع العديد من الزملاء في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وكان ردها جميعها أن الخطة المقترحة والعمل الذي نفذ في المركز يتفق مع أفضل المعايير الطبية العالمية والمتعلقة بعلاج هكذا حالة نادرة ولدينا الايميلات التي تؤكد صحة ما ذهبنا اليه، ونحن على استعداد لمبادلة ذلك، ولكن بشكل مغلق مع أي راغب للتأكد مما نقول.

 

 ممرضات بلفتة إنسانية

وقد أظهرت ممرضات قدمنّ العلاج لها ، مدى تعاطفهنّ حيال قصّة بلقيس ، وقد قُمنّ ، بنشر "يافطات" ، لدعهما، من منطلق الإنسانية ، بلفتة رائعة.