الجمعة 26-04-2024
الوكيل الاخباري
 

آن أوان استخدامه



في كل الحوادث الكبرى التي نواجهها يزعجني الاسلوب الذي نعلق به على الأحداث ..و التي غالباً ما ينقسم فيها الناس إلى قسمين كل قسم فيهما يدّعي أنه على حق و أنه يمتلك الحقيقة ..و أنه الفاهم وغيره على (عينيه غشاوة) أو غيره (مرتبط و خائن و لديه مصالح) ..!اضافة اعلان


يقوم جمهور كرة القدم السياسية بالشتم في كل اتجاه و التكفير بكل اتجاه؛ و الناظر للمشهد بحياد يكره الجمهورين ..!

تنظر للمعركة الشتائمية حتى بين النخب المثقفة و بين من يدعون بأنهم مفكرون ..هي ذات اللغة الدنيا والدنيئة ..تشعر بأننا بلا مثقفين ..وأمة محرومة من المفكرين ..وأمة لا تحترم وجهة النظر الأخرى ..تشعر أنك حينما تدافع عن رأيك وكأن يديك ملطختين بالدماء ..وكأنك ارتكبتَ جريمة لا تغتفر ..تشعر أن وجودك كلّه على كفّ عفريت لأنك قررت ذات لحظة أن (تبق البحصة) و تحكي رأيك ..!!

نحن أمة لا تحترم وجهة النظر ..بل تجد أن الشعب العربي كله يقول عن نفسه: خائن ..وكله جاهل ..وكله مدفوع له ..وكله مجرم ..وكله مش عارف وين الله حاطه ..!

يا سادة: متى يتكلم الماشي منا بحريّة من أول الجغرافيا حتى نهايتها وهو لا يلتفت وراءه خوفاً من تكفير أو تخوين ..؟ متى لا نتعامل مع وجهات النظر باعتبارها مباراة كرة قدم مش مهم اللعب النظيف ؛ المهم فريقي يفوز ..؟؟ متى و متى ومتى ..؟

متى نقتنع أن لدينا عقلاً آن أوان استخدامه بلا مؤثرات خارجية ..؟!