السبت 27-04-2024
الوكيل الاخباري
 

أزمة لم تنته



رغم أن الدولة السورية تسيطر على نسبة كبيرة من الجغرافيا السورية إلا أن الخطر القادم إلينا من تغير شكل الأزمة السورية ما يزال قائما ومتزايدا في بعض جوانبه.اضافة اعلان


والخطر الأكبر اليوم على النظام السوري ليس معارضيه السياسيين أو المسلحين ولا داعش أو النصرة فكل هذه التشكيلات دخلت في مراحل أخرى لا علاقة لها بتغيير النظام، لكن الخطر الأكبر اليوم على النظام هو الوضع المعيشي والاقتصادي الذي جعل من المواطن العادي والموالي للنظام يشكو ويرفع صوته لأنه لم يعد قادرا على شراء حاجاته الأساسية، هذا إذا وجدها في السوق مثل المشتقات النفطية ومواد أساسية مهمة.

الشكوى والتذمر والمعاناة ورفع الصوت في سورية اليوم هي ممن صمدوا أثناء الأزمة الأمنية ووقفوا مع النظام لكنهم اليوم أصحاب الصوت المرتفع، وقبل أيام كان هناك خبر نفته السلطات السورية عن عدم توفر الأموال في البنك المركزي السوري وعدم قدرته على دفع الرواتب.

الاقتصاد وشروط الحد الأدنى لمعيشة عادية هي الحبل الذي يلتف حول عنق النظام هناك، وهذا يعني توقع احتمالات سلبية مؤكدٌ أنها إن حدثت ستنعكس على السوريين ومن حولهم.

والخطر الآخر هو توزع النفوذ الذي أوجد دولا وسلطات داخل الدولة، وكل طرف يعمل لزيادة ثروته، وحرب المخدرات التي يواجهها الأردن والتي لم تتوقف، ولولا قوة الردع من الجيش والأجهزة الأمنية لتحولت إلى بوابة قلق أمني سياسي.

حزب الله وإيران ومليشياتها متعددة الجنسيات تتوسع على الأرض السورية مستفيدة من تغير أولويات روسيا في سورية بعد حرب أوكرانيا، توسع يعني القبض على مفاصل الجغرافيا عسكريا كما هو التغلغل الثقافي ومحاولات تغيير الديمغرافيا السورية من منطلق طائفي.

أهل سورية المهاجرون يعلمون جيدا ما الذي يجري في مدنهم وقراهم من تغيير، ولهذا فالوضع الحالي في سورية اقتصاديا وطائفيا وسياسيا حتى وإن توقف القتال في معظم سورية إلا أنه يمنع السوريين من العودة إلى بلادهم بمن فيهم السوريون على الأرض الأردنية وهذا يعني تعمّق كلفة اللجوء السوري وخاصة في ظل الإهمال الدولي المتزايد للأزمة السورية.

أما داعش فرغم تعرضها لضربات قوية في سورية والعراق إلا أنها ما زالت موجودة، والملفت أن آخر زعيم لداعش الذي تم قتله مؤخرا كان مقيما في منزل بمدينة درعا الحدودية مع الأردن.

وجوده لا يعني أن داعش قوية هناك، لكنه مؤشر مهما كان محدودا يبقى مزعجا.

الفوضى في سورية كانت من الخيارات المقلقة للأردن في بداية الأزمة السورية، وربما تكون وبشكل آخر خيارا في مراحل قادمة رغم التغيرات في شكل الأزمة هناك، لكنها ما زالت أزمة وجودها له ثمن علينا.