أين البوصلة..؟

هي مهمة شاقّة..لا تظنّوها تأتي بدعاء أو رجاء.. البوصلة التي نفتقدها هي مشكلتنا الآن.. لا يجوز أن نصحو صباحاً ونقول: أصبحنا وأصبح الملك لله؛ ونحن لا نعرف أين نمضي وعلى ماذا نلوي؟ هل يعقل أن ينتهي اليوم ونضع رؤوسنا على الوسائد وقبل النعاس الأوّل يكون انجازنا في اليوم لا شيء..بل لا نعلم كيف ننجز؟..اضافة اعلان

يا قوم: إيجاد البوصلة يجب أن يكون قبل المشي..ولا يقولنّ أحد لي: عارفين البوصلة؟ هذا ليس صحيحاً..لأنني لو سألت السؤال للجميع فستختلف الاجابات وهذا يعني عدم الاتفاق على البوصلة.. أحدهم سيقول: الدين هو البوصلة..وآخر سيصرّ على أن محاربة الفساد هي البوصلة..والبعض سيرى أن العشائرية هي البوصلة..وآخرون سيتنحنحون كي يثبتوا لنا أنّ التعليم وحده هو البوصلة..وسيأتي من يضغط عليك ويقول لك: مقاومة أمريكا والوقوف بوجهها هي البوصلة..وهناك من لا يريد البوصلة من الأصل..لأنه يرى البوصلة في أن لا يكون لديك بوصلة..!
فلنتفق على البوصلة أولاً وبعد الاتفاق سنرضى بالوجهة التي تقودنا إليها؛ ولنتسابق بعدها في المشي بالطريق..وغير ذلك سنبقى جميعاً تائهين ونمشي وندور ونلف في الدائرة المرسومة لنا سلفاً..!
فلنخرج من الدائرة ونبحث عن البوصلة كي نعرف أين نمضي.