بفضل وسائل التواصل الاجتماعي أصبح تشكيل الحكومات في الأردن عملا شعبيا بامتياز. في الأيام التي تلت حل البرلمان وقبل استقالة حكومة الرزاز، انتشرت على الفيسبوك تشكيلات متعددة ومتنوعة للحكومة الجديدة حتى قبل اختيار رئيس الوزراء المكلف بشكل رسمي، عكست حالة التنوع، بل حرصا شعبيا واضحا على تمثيل مختلف الألوان الاجتماعية والمحافظات والعشائر الكبرى، في سلوك يشير بوضوح إلى أن ثقافة المحاصصة في التمثيل انتقلت من عقل الدولة إلى سائر الأوساط الاجتماعية بالرغم مما نسمعه من نقد دائم للمنهج المتبع في تشكيل الحكومات.اضافة اعلان
ذلك يزكي الحقيقة القائلة إن الصيغة القائمة في العمل السياسي الأردني تعكس بالفعل الثقافة السائدة.
وهذا التقليد ليس بجديد على الأردنيين، ففي وقت مضى كانت الصحف ثم المواقع الإخبارية تتسابق على نشر أسماء الوزراء المتوقع دخولهم التشكيلة الوزارية أو التعديل الوزاري، لكن ذلك كان يتم بقدر معقول من المسؤولية والحذر حرصا على المصداقية.
في زمن”الفيسبوك” حصل انفلات كامل في التوقعات، وصارت العملية تخضع لمزاج صاحب التشكيلة ورغباته، في اختيار الأسماء. ولإضفاء مستوى عال من المصداقية على القائمة المفبركة، يحرص بعضهم على وضع أسماءمعروفة من الوزراء والشخصيات التي تسلمت من قبل حقائب وزارية، خاصة وزراء الحكومة المستقيلة، وبين تلك الأسماء يضع اسما أو اسمين غير معروفين من قبل لأشخاص محسوبين على صاحب الحساب الفيسبوكي أو من أقاربه، وأحيانا بدفع من المستوزرين، لعل وعسى ان يتذكرهم الرئيس الحقيقي المكلف عند التشكيل.
واللافت في الظاهرة، أن كثيرا من الساسة”والفهمانين” على مواقع التواصل الاجتماعي، يأخذون القائمة على محمل الجد ويتداولونها كما لو أنها حقيقة. ويذهب بعضهم إلى نشرها مرفقة بالديباجة المعهودة عند صدور الإرادة الملكية بتشكيل الحكومة، لتغدو وكأنها صدرت للتو من الديوان الملكي.
وبالرغم من ثبوت كذبها دائما بعد التشكيل إلا أن ذلك لايؤثر في مستوى تناقلها وانتشارها، في إشارة الى مقدار التعلق الاجتماعي بالإشاعات وتفضيلها على الحقائق.
وما يستحق التوقف عنده في تشكيل حكومات”الفيسبوك، هو أن خيارات الناس للوزراء لاتشذ كثيرا من حيث نوعيتها عن خيارات الرؤساء عند تشكيل الحكومات، وهي الطبقة ذاتها من الأسماء التي يمطرها المواطنون بالنقد عند إعلانها رسميا. فتسمع العبارات الخالدة نفسها التي يرددها الناس:”تشكيلة مخيبة”،”أسماء تقليدية”،”شو هالتشكيلة هاي”، وغيرها من الآراء التي تعبر عدم الرضا.
أصوات قليلة على صفحات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام التقليدية، فضلت التركيز على مهمات وتحديات المرحلة المقبلة بدلا من الانشغال في اختيار الوزراء، وقدمت اقتراحات وأفكارا معقولة يمكن أن تساعد الحكومة الجديدة في تلمس طريقها وتحديد أولويات المرحلة المقبلة.
لكن كما هو معروف، مثل هذه الاهتمامات لاتثير فضول الأغلبية التي تجد في لعبة الأسماء ما يثير متابعة وتشويقا واسعا، يجذب اهتمام قطاعات شعبية، حتى الساسة لاينظرون بتقدير لتلك المحاولات، بقدر متابعتهم للإشاعات المتعلقة بأسماء الوزراء والتخمينات والتكهنات عن شخصية رئيس الوزراء الجديد.
مايثير الفضول حقا في الأردن هو الوزرنة وليس الوزارة بما تعني من مسؤوليات وقدرات وخبرات.
ذلك يزكي الحقيقة القائلة إن الصيغة القائمة في العمل السياسي الأردني تعكس بالفعل الثقافة السائدة.
وهذا التقليد ليس بجديد على الأردنيين، ففي وقت مضى كانت الصحف ثم المواقع الإخبارية تتسابق على نشر أسماء الوزراء المتوقع دخولهم التشكيلة الوزارية أو التعديل الوزاري، لكن ذلك كان يتم بقدر معقول من المسؤولية والحذر حرصا على المصداقية.
في زمن”الفيسبوك” حصل انفلات كامل في التوقعات، وصارت العملية تخضع لمزاج صاحب التشكيلة ورغباته، في اختيار الأسماء. ولإضفاء مستوى عال من المصداقية على القائمة المفبركة، يحرص بعضهم على وضع أسماءمعروفة من الوزراء والشخصيات التي تسلمت من قبل حقائب وزارية، خاصة وزراء الحكومة المستقيلة، وبين تلك الأسماء يضع اسما أو اسمين غير معروفين من قبل لأشخاص محسوبين على صاحب الحساب الفيسبوكي أو من أقاربه، وأحيانا بدفع من المستوزرين، لعل وعسى ان يتذكرهم الرئيس الحقيقي المكلف عند التشكيل.
واللافت في الظاهرة، أن كثيرا من الساسة”والفهمانين” على مواقع التواصل الاجتماعي، يأخذون القائمة على محمل الجد ويتداولونها كما لو أنها حقيقة. ويذهب بعضهم إلى نشرها مرفقة بالديباجة المعهودة عند صدور الإرادة الملكية بتشكيل الحكومة، لتغدو وكأنها صدرت للتو من الديوان الملكي.
وبالرغم من ثبوت كذبها دائما بعد التشكيل إلا أن ذلك لايؤثر في مستوى تناقلها وانتشارها، في إشارة الى مقدار التعلق الاجتماعي بالإشاعات وتفضيلها على الحقائق.
وما يستحق التوقف عنده في تشكيل حكومات”الفيسبوك، هو أن خيارات الناس للوزراء لاتشذ كثيرا من حيث نوعيتها عن خيارات الرؤساء عند تشكيل الحكومات، وهي الطبقة ذاتها من الأسماء التي يمطرها المواطنون بالنقد عند إعلانها رسميا. فتسمع العبارات الخالدة نفسها التي يرددها الناس:”تشكيلة مخيبة”،”أسماء تقليدية”،”شو هالتشكيلة هاي”، وغيرها من الآراء التي تعبر عدم الرضا.
أصوات قليلة على صفحات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام التقليدية، فضلت التركيز على مهمات وتحديات المرحلة المقبلة بدلا من الانشغال في اختيار الوزراء، وقدمت اقتراحات وأفكارا معقولة يمكن أن تساعد الحكومة الجديدة في تلمس طريقها وتحديد أولويات المرحلة المقبلة.
لكن كما هو معروف، مثل هذه الاهتمامات لاتثير فضول الأغلبية التي تجد في لعبة الأسماء ما يثير متابعة وتشويقا واسعا، يجذب اهتمام قطاعات شعبية، حتى الساسة لاينظرون بتقدير لتلك المحاولات، بقدر متابعتهم للإشاعات المتعلقة بأسماء الوزراء والتخمينات والتكهنات عن شخصية رئيس الوزراء الجديد.
مايثير الفضول حقا في الأردن هو الوزرنة وليس الوزارة بما تعني من مسؤوليات وقدرات وخبرات.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي