الربيع هذا العام أكثر خصوبة وخضرة وألوانا من الأعوام السابقة، ومع ذلك فلا معنى لكل هذا الجمال مع انحسار الحركة وحظر التجول والتزام الناس لبيوتهم حماية لأنفسهم ومجتمعهم ومستقبل أبنائهم. في شهادات بعض من سمحت لهم السلطات بالحركة أن الشوارع تغص بمئات الكلاب والقطط وآلاف الطيور التي أصبحت في مأمن بعد أن تراجع النشاط الإنساني والهيمنة التي فرضها على الفضاء.اضافة اعلان
في روايات أخرى لسكان الأرياف أنهم أصبحوا يلمحون ظهورا أوسع للثعالب ونشاطا استثنائيا لأنواع الحيوانات البرية التي اختفت وشارفت على الانقراض، بعد معاناتها للتهديد ووقوفها على حافة الانقراض جراء تعديات الإنسان والصيد الجائر الذي مورس مع انتشار الأسلحة الأتوماتيكية.
في هذا العام كانت الهطولات المطرية الأكثر منذ سنوات فقد ابتلعت الأراضي الأردنية ما يزيد على 11 مليار متر مكعب من مياه المطر، وفاضت بعض سدودنا واعتقدنا أننا على أعتاب فصل ربيع مميز تحلو فيه الرحلات وحفلات الشواء والتقاط الصور في مروج الأقحوان والدحنون.
لم يخطر ببال أحدنا أن يمر الربيع هكذا، وأن تكف عيوننا عن الاستمتاع بألوانه وأرجلنا عن التجوال في السهول والتلال التي ازدانت بغطائه الوفير. في كل تلاويننا الثقافية وبيئاتنا تعلمنا أن الربيع أجمل الفصول؛ فيه تزهر الأشجار وتنبت الشجيرات وتتفتح البراعم وتتدفق الحياة. في الصفوف الابتدائية تحدث لنا الأساتذة عن الفصول الأربعة والتنوع المناخي وطلبوا منا أن نكتب قصة صغيرة ونرسم لوحة من اختيارنا، ودونما جهد أو تفكير كان غالبيتنا يختار الربيع موضوعا للقصص وإطارا للوحات التي كثيرا ما تشابهت في شخوصها وأحداثها وتلاوينها.
في ذاكرة كل منا آلاف الصور لإيقاع الطبيعة وصوت الرعد وصور المطر. فمنذ نعومة أضفارنا وعاما بعد عام يتغير مزاجنا بتغير الفصول، فقد خبرنا صهد الصيف ومذاق البطيخ والتين والعنب، وشهدنا غبار الخريف وانتظرنا بفارغ الصبر تجدد المواسم وانبعاث الحياة من جديد. بحلول الشتاء تتوحد مشاعر البدو والحضر والزراع، ويصبح الجميع عشاقا للطبيعة وأبناء للأرض يتمنون شتاء وفيرا ويتطلعون إلى ربيع خصب. فيرقبون حركة الغيوم ويتتبعون نشرات الطقس وينتظرون هطل المطر.
هذا العام وعلى غير ما اعتدنا سنكتفي بالحديث عن القيسوم والزعتر والدحنون وسنرسم صورا للسوسنة السوداء وسنستذكر رائحة الشيح ونتخيل إبريقا من الشاي المطيب برائحة ومذاق هذه الشجيرة السحرية. سنتخيل معا مناظر الصفصاف الباكي وغير الباكي. وسنكثف البحث عن تسجيل لكلمات الشاعر حيدر محمود لأغنية إسماعيل خضر «أنا الأردن»، ونتوقف طويلا عند المقطع الذي يعيد «شجر الدفلى على النهر يغني.. باسمه والمجد والغار يغني.. والنشامى الأردنيون حواليه». لكي نتذكر الأزهار الجميلة لهذه الشجرة الأكثر سما وفتكا.
في جنبات هذا الوطن الخير المتطلع إلى مستقبل أفضل يتمنى الجميع العودة إلى حياة جديدة يكون فيها الجميع أكثر وعيا وتقديرا ومحبة في مجتمع قادر على تحديد القدرات ويحسن توظيفها بعيدا عن الشللية والخوف والتمييز. الربيع القادم غني بالفرص والتلاوين والنسائم التي تحتاج إلى قلوب محبة وضمائر صافية وبيئة صحية معقمة ومعافاة من كل ما علق بها عبر السنين.
في روايات أخرى لسكان الأرياف أنهم أصبحوا يلمحون ظهورا أوسع للثعالب ونشاطا استثنائيا لأنواع الحيوانات البرية التي اختفت وشارفت على الانقراض، بعد معاناتها للتهديد ووقوفها على حافة الانقراض جراء تعديات الإنسان والصيد الجائر الذي مورس مع انتشار الأسلحة الأتوماتيكية.
في هذا العام كانت الهطولات المطرية الأكثر منذ سنوات فقد ابتلعت الأراضي الأردنية ما يزيد على 11 مليار متر مكعب من مياه المطر، وفاضت بعض سدودنا واعتقدنا أننا على أعتاب فصل ربيع مميز تحلو فيه الرحلات وحفلات الشواء والتقاط الصور في مروج الأقحوان والدحنون.
لم يخطر ببال أحدنا أن يمر الربيع هكذا، وأن تكف عيوننا عن الاستمتاع بألوانه وأرجلنا عن التجوال في السهول والتلال التي ازدانت بغطائه الوفير. في كل تلاويننا الثقافية وبيئاتنا تعلمنا أن الربيع أجمل الفصول؛ فيه تزهر الأشجار وتنبت الشجيرات وتتفتح البراعم وتتدفق الحياة. في الصفوف الابتدائية تحدث لنا الأساتذة عن الفصول الأربعة والتنوع المناخي وطلبوا منا أن نكتب قصة صغيرة ونرسم لوحة من اختيارنا، ودونما جهد أو تفكير كان غالبيتنا يختار الربيع موضوعا للقصص وإطارا للوحات التي كثيرا ما تشابهت في شخوصها وأحداثها وتلاوينها.
في ذاكرة كل منا آلاف الصور لإيقاع الطبيعة وصوت الرعد وصور المطر. فمنذ نعومة أضفارنا وعاما بعد عام يتغير مزاجنا بتغير الفصول، فقد خبرنا صهد الصيف ومذاق البطيخ والتين والعنب، وشهدنا غبار الخريف وانتظرنا بفارغ الصبر تجدد المواسم وانبعاث الحياة من جديد. بحلول الشتاء تتوحد مشاعر البدو والحضر والزراع، ويصبح الجميع عشاقا للطبيعة وأبناء للأرض يتمنون شتاء وفيرا ويتطلعون إلى ربيع خصب. فيرقبون حركة الغيوم ويتتبعون نشرات الطقس وينتظرون هطل المطر.
هذا العام وعلى غير ما اعتدنا سنكتفي بالحديث عن القيسوم والزعتر والدحنون وسنرسم صورا للسوسنة السوداء وسنستذكر رائحة الشيح ونتخيل إبريقا من الشاي المطيب برائحة ومذاق هذه الشجيرة السحرية. سنتخيل معا مناظر الصفصاف الباكي وغير الباكي. وسنكثف البحث عن تسجيل لكلمات الشاعر حيدر محمود لأغنية إسماعيل خضر «أنا الأردن»، ونتوقف طويلا عند المقطع الذي يعيد «شجر الدفلى على النهر يغني.. باسمه والمجد والغار يغني.. والنشامى الأردنيون حواليه». لكي نتذكر الأزهار الجميلة لهذه الشجرة الأكثر سما وفتكا.
في جنبات هذا الوطن الخير المتطلع إلى مستقبل أفضل يتمنى الجميع العودة إلى حياة جديدة يكون فيها الجميع أكثر وعيا وتقديرا ومحبة في مجتمع قادر على تحديد القدرات ويحسن توظيفها بعيدا عن الشللية والخوف والتمييز. الربيع القادم غني بالفرص والتلاوين والنسائم التي تحتاج إلى قلوب محبة وضمائر صافية وبيئة صحية معقمة ومعافاة من كل ما علق بها عبر السنين.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي