الشعوب هي الحارس والضامن الحقيقي للسيادة. كما ان الديمقراطية هي الوسيلة التي تتيح للشعوب التعبير عن ارادتها والاداة التي يمكن توظيفها لردع رغبات وشهوات هواة الهيمنة والاستغلال وبسط النفوذ. في أدبيات علم السياسة تستقر الدول عندما تطبق الديمقراطية حيث تتلاشى الرغبات في الانقضاض على السلطة ويعالج الناس قضاياهم بالحوار ويحلون خلافاتهم بوسائل عقلانية وقانونية بعيدة عن السلاح واراقة الدماء والاقتتال.اضافة اعلان
في غياب الديمقراطية وهيمنة القوى سواء كانت دينية او قبلية اوعسكرية او تجار اومستعمرين تظل هوية البلاد عائمة وعرضة للتبدل والتغير بتبدل الزعامات التي تسير البلاد بمزاجها وميولها ورغباتها. وغالبا ما تكون القيادات بعيدة عن الشعوب حيث تستبدل الهموم والمصالح والاهداف الوطنية بمجموعة الاهواء والرغبات والميول التي ترسمها القيادات المستبدة ويتم قهر الشعوب بالقوة او بالمكيدة وسط تجاهل كامل للتاريخ والهوية والثقافة التي توحد المشاعر والاتجاهات والاهداف.
لهذه الاعتبارات فمن غير الممكن ان يجرؤ احد او كيان او قوة على التجاوز على هوية امة او كيانها ايا كانت قوته او مكانته لانه لا شيء يحدث في الديمقراطيات الراسخة الا بارادة الامة. في العديد من البلدان غير الديمقراطية يستطيع الطامعون اغراء واستمالة او تهديد وارهاب القيادات غير المدعومة شعبيا وجرهم الى توافقات وتنازلات والسماح باختراقات قد تصل الى طمس الهوية والغاء الاهداف والاستكانة والتسليم عندها تصبح القيادات نقمة على شعوبها تسرق احلامها وتضعها في مهب الريح.
في العالم اليوم قلة هي الدول والكيانات التي يمكن ان يتجرأ عليها الاقوياء ويسعون الى اخضاعها او ادخالها في برامج وتحالفات تتناقض مع قيمها وافكارها وعقائدها ومصالحها الوطنية ومن المؤسف حدوث ذلك وسط غياب الارادة الشعبية او خضوع العامة الى برامج التضليل والادلجة التي تسمح المناخات القائمة ببحثها والحوار حول جدواها.
اخر التسريبات الاسرائيلية حول نجاحات نتنياهو وتحالفاته في جعل الكيان الصهيوني قوة عظمى تقول بان عددا لا يستهان به من الدول العربية والاسلامية سيوقعون اتفاقيات تطبيع مع بلاده متجاوزين المواقف العربية والاسلامية التقليدية التي ربطت التطبيع بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة والاقرار بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران(يونيو) العام 1967.
بعد توقيع كل من الامارات العربية والبحرين يجري التفاوض مع القيادات السودانية وبحضور اميركي وعربي واوروبي على اطار يحتوي على عشرات المطالب والبنود التي يتوقع من السودان التجاوب معها والشروط التي تطالبها القوى بالامتثال لها.
التعامل مع السودان فيه الكثير من الاستعراض والاستقواء والتنمر وقائمة المطالب لا تتوقف عند التطبيع مع الكيان الصهيوني بل تتضمن حمل القيادات السودانية على التوقيع على تصور جديد للبلاد في ظل ترتيبات اقليمية واسعة. الموانئ والاراضي والمياه والسيادة السودانية والسلطة على الموارد والعلاقة السودانية مع الصين والنشاط البحري للبلاد قضايا تشملها الوثائق التي جرى اعدادها من قبل الصهاينة والاميركيين واصدقائهم واستدرجت القيادة العسكرية الانتقالية لبحثها والتوقيع عليها
القيادات السودانية التي تسابق الزمن لتحقيق انجازات تشعر الشعب بجدوى الثورة وتعزز الثقة بالمجلس العسكري وادارته المنتخبة تجد نفسها اليوم بين صخرة وجبل خصوصا بعد ان اظهروا استعدادهم لعمل ما يمكن من اجل رفع العقوبات والحصول على ما يلزم من دعم مادي وسياسي لتحريك حالة الجمود والتراجع في الاوضاع الاقتصادية والاستثمارية والتنموية في البلاد التي تملك امكانات هائلة لم يتح لشعبها التصرف بها.
الازمة السودانية الاثيوبية وبرنامج التعاون الاقتصادي مع الصين واستخدام الموانئ والبحار وتوطين الفائض من اللاجئين ممن لا تقبل بتوطينهم البلدان الاخرى قضايا مطروحة على القيادات السودانية، وشكل وكيفية العلاقة التي ستنشأ بين اسرائيل والسودان.
السودان الذي انهكه الحصار والانقسام والحروب الاهلية المصطنعة يواجه اليوم سيلا من المحن والاختبارات ليس اقلها ما ستسفر عنها نتائج الشوط الاخير من المفاوضات التي جرى استدراجه اليها. ايا كانت النتائج وباي اتجاه فان ما يجري على الساحة السودانية اليوم نموذج لما قد يحصل على امتداد الفضاء العربي.
في غياب الديمقراطية وهيمنة القوى سواء كانت دينية او قبلية اوعسكرية او تجار اومستعمرين تظل هوية البلاد عائمة وعرضة للتبدل والتغير بتبدل الزعامات التي تسير البلاد بمزاجها وميولها ورغباتها. وغالبا ما تكون القيادات بعيدة عن الشعوب حيث تستبدل الهموم والمصالح والاهداف الوطنية بمجموعة الاهواء والرغبات والميول التي ترسمها القيادات المستبدة ويتم قهر الشعوب بالقوة او بالمكيدة وسط تجاهل كامل للتاريخ والهوية والثقافة التي توحد المشاعر والاتجاهات والاهداف.
لهذه الاعتبارات فمن غير الممكن ان يجرؤ احد او كيان او قوة على التجاوز على هوية امة او كيانها ايا كانت قوته او مكانته لانه لا شيء يحدث في الديمقراطيات الراسخة الا بارادة الامة. في العديد من البلدان غير الديمقراطية يستطيع الطامعون اغراء واستمالة او تهديد وارهاب القيادات غير المدعومة شعبيا وجرهم الى توافقات وتنازلات والسماح باختراقات قد تصل الى طمس الهوية والغاء الاهداف والاستكانة والتسليم عندها تصبح القيادات نقمة على شعوبها تسرق احلامها وتضعها في مهب الريح.
في العالم اليوم قلة هي الدول والكيانات التي يمكن ان يتجرأ عليها الاقوياء ويسعون الى اخضاعها او ادخالها في برامج وتحالفات تتناقض مع قيمها وافكارها وعقائدها ومصالحها الوطنية ومن المؤسف حدوث ذلك وسط غياب الارادة الشعبية او خضوع العامة الى برامج التضليل والادلجة التي تسمح المناخات القائمة ببحثها والحوار حول جدواها.
اخر التسريبات الاسرائيلية حول نجاحات نتنياهو وتحالفاته في جعل الكيان الصهيوني قوة عظمى تقول بان عددا لا يستهان به من الدول العربية والاسلامية سيوقعون اتفاقيات تطبيع مع بلاده متجاوزين المواقف العربية والاسلامية التقليدية التي ربطت التطبيع بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة والاقرار بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران(يونيو) العام 1967.
بعد توقيع كل من الامارات العربية والبحرين يجري التفاوض مع القيادات السودانية وبحضور اميركي وعربي واوروبي على اطار يحتوي على عشرات المطالب والبنود التي يتوقع من السودان التجاوب معها والشروط التي تطالبها القوى بالامتثال لها.
التعامل مع السودان فيه الكثير من الاستعراض والاستقواء والتنمر وقائمة المطالب لا تتوقف عند التطبيع مع الكيان الصهيوني بل تتضمن حمل القيادات السودانية على التوقيع على تصور جديد للبلاد في ظل ترتيبات اقليمية واسعة. الموانئ والاراضي والمياه والسيادة السودانية والسلطة على الموارد والعلاقة السودانية مع الصين والنشاط البحري للبلاد قضايا تشملها الوثائق التي جرى اعدادها من قبل الصهاينة والاميركيين واصدقائهم واستدرجت القيادة العسكرية الانتقالية لبحثها والتوقيع عليها
القيادات السودانية التي تسابق الزمن لتحقيق انجازات تشعر الشعب بجدوى الثورة وتعزز الثقة بالمجلس العسكري وادارته المنتخبة تجد نفسها اليوم بين صخرة وجبل خصوصا بعد ان اظهروا استعدادهم لعمل ما يمكن من اجل رفع العقوبات والحصول على ما يلزم من دعم مادي وسياسي لتحريك حالة الجمود والتراجع في الاوضاع الاقتصادية والاستثمارية والتنموية في البلاد التي تملك امكانات هائلة لم يتح لشعبها التصرف بها.
الازمة السودانية الاثيوبية وبرنامج التعاون الاقتصادي مع الصين واستخدام الموانئ والبحار وتوطين الفائض من اللاجئين ممن لا تقبل بتوطينهم البلدان الاخرى قضايا مطروحة على القيادات السودانية، وشكل وكيفية العلاقة التي ستنشأ بين اسرائيل والسودان.
السودان الذي انهكه الحصار والانقسام والحروب الاهلية المصطنعة يواجه اليوم سيلا من المحن والاختبارات ليس اقلها ما ستسفر عنها نتائج الشوط الاخير من المفاوضات التي جرى استدراجه اليها. ايا كانت النتائج وباي اتجاه فان ما يجري على الساحة السودانية اليوم نموذج لما قد يحصل على امتداد الفضاء العربي.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي