الأربعاء 24-04-2024
الوكيل الاخباري
 

حرب الفراشات



(1)

توقفت الفراشة الوليدة قليلا عن الحركة داخل شرنقتها نصف الممزقة، فاعتقد ذلك الرجل أن الفراشة تحتاج الى مساعدة للخروج، فأزال غشاء الشرنقة. فعلا خرجت الفراشة بكل يسر وسهولة ، خرجت بلا تحفظ، لكنها بعد قليل توقفت مجهدة،تتنفس بصعوبة ولم تستطع الطيران ، ثم ماتت.اضافة اعلان


لم يدرك ذلك الرجل، من البداية، أن الفراشة مثلنا تماما ، نحتاج الى المواجهة والصراع من أجل أن يكتمل نمونا الجسدي والعقلي والنفسي ، وحتى نكون أقوى في مواجهة الحياة بكامل لياقتنا البدنية والذهنية . وقد حرم ذلك الرجل الفراشة من خوض نصف معركتها ،فلم تكتمل أجنحتها.

الحياة صراع ومواجهة .. وفي أي لحظة ينتهي الصراع تنتهي الحياة ، وتنتهي جدليتها ، وتذوي مبرراتها.

(2)

لا أحب، عادة، الكتب التي تتحدث حول تنمية المهارات الشخصية وتعد القارئ بالتحول إلى كائن جذاب أمّور أصلي بور ستيرنع كامل الإضافات.... لا أحبها لكني أتصفحها في المكتبة، على سبيل الفضول لا غير، وقد قرأت في واحد من هذه الكتب المتشابهة قصة أعجبتني، تقول القصة أن أحد مديري الإنشاءات راح يتجول في موقع كبير للبناء كان يشرف عليه، وشاهد ثلاثة عمال يكسرون حجارة صلبة،

فسأل المدير العامل الأول : ماذا تفعل ؟

فقال : أكسر الحجارة، كما طلب رئيسي ؛

ثم سأل الثاني نفس السؤال فقال :

- أقصّ الحجارة بأشكال جميلة ومتناسقة؛

ثم سأل الثالث فقال :

- ألا ترى بنفسك، أنا أبني ناطحة سحاب؛

فرغم أن الثلاثة كانوا يؤدون نفس العمل،

إلا أن الأول رأى نفسه عبداً ،

والثاني رأى نفسه فناناً ،

والثالث كان صاحب طموح وريادة،

المقصود، بلا معلمانية على أحد، بل كما تصفحته في الكتاب، أن نظرتنا الى أنفسنا تحدد الكثير مما سوف نكون عليه، وأننا نساهم، بشكل كبير جدا ورئيس، في رسم مستقبلنا. مع ملاحظة أن هذا الحكي ما بزبط عندنا... ليش الكذب؟.