الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

خريطة الشر والفوضى حولنا



نحن في منطقة وإقليم مهم، لكنه أحيانا يفقد كثيرا من اهتمام العالم، وهذا يفرض على أهل المنطقة ودولها ان تحاول استعادة بعض اهميتها ودورها، ولعل المرحلة التي نعيشها الآن من المراحل التي تجعل من منطقتنا ومحيط بلادنا- ورغم كل مافيها من صخب- منطقة اقل اهمية ليس في قضاياها بل الاهتمام بها.اضافة اعلان


محيطنا اليوم متخم بالتشتت، وحجم المشكلات الداخلية للدول كبير، وكلما كانت أي دولة كثيرة الازمات الداخلية فإنها تفقد أهميتها وتتحول الى ساحة للتقاسم بأنواعه.

لم يعد أحد معنيا بسورية وأزمتها باستثناء ما يجري في الشمال حيث ملف الاكراد ومصالح تركيا الأمنية والسياسية هناك، أما سورية الدولة فأسد متخم بالمشكلات الاقتصادية تتقاسمه الدول وميلشياتها، وقد تحتاج الدولة السورية الى معجزة او عشرات السنين لتعود الى ما كانت عليه عام 2010.

والعراق بعد الحكومة الجديدة عادت سفينة حكومته للاستقرار على شواطئ ايران والحرس الثوري بعد معركة لن تنتهي بين المؤمنين بولاية الفقيه والتبعية لإيران وبين الرافضين لهذا، لكن الآمال بالذهاب الى عراق اكثر خدمة لشعبه ما تزال ضعيفة في ظل عقلية الميليشيات وتوسع دائرة الفساد وضعف الخدمات.

وإلى غرب النهر في الطريق حكومة متطرفة عنصرية، لم يكفها تطرف نتنياهو السياسي بل اضافت الى نفسها احزابا متهمة بالإرهاب والعنصرية ضد العرب، فلا أفق لمفاوضات حتى شكلية بين الفلسطينيين وإسرائيل، ولا أفق للهدوء بل كل الاحتمالات لعدوانية واستفزاز من حكومة إسرائيلية قد تعمر طويلا.

أما السلطة فتعمل بلا أي أوراق، فلا أحد معني بها ولا بشكواها، وحتى نتنياهو فليس معنيا بوجودها من عدمه، وربما لولا الأردن الذي ما يزال يتعامل بجدية وصدق مع السلطة لما وجدت من يفتح لها بابا، وحتى ملف المصالحة بين غزة والضفة فلم يعد مهما لأحد وكلا الطرفين استنفد مصداقيته في الحديث عن وحدة الصف ومصلحة فلسطين.

أما الدول الكبرى فهي اليوم معنية بمنطقتنا بما يخص حرب روسيا واوكرانيا وملف الطاقة ومطاردة الصين التي تتوسع في شبكة علاقاتها ونفوذها.

وهناك اهتمام عالمي مدته شهر من الزمان بمنطقتنا حيث كأس العالم الذي نتمنى للاشقاء في قطر كل التوفيق في تنظيمه.

السعودية والإمارات موجودتان في خريطة التحرك الدولي بحكم نفوذهما النفطي وحركتهما تجاه الصين، وهما ودول اخرى ينتظرون مرور ما تبقى من فترة حكم الديمقراطيين قي واشنطن.

وعلى خريطة الإقليم لبنان الذي اعتاد أن يعيش بلا رئيس للجمهورية، واعتاد أولياء أمر لبنان في الإقليم والعالم على هذا، ورغم كل الضجيج الاعلامي هناك فلا شيء متوقع إلا بعد كأس العالم وعيد الميلاد إلا إذا توافق أولياء أمور لبنان على الرئيس الذي أصبح اسمه يتردد كثيرا.

وهناك دول قلقة اقتصاديا وهذا صنع اولويات داخلية متعاظمة حجبت اهتمامات خارجية.

محيط وقضاياه وازماته ليست مهمة للكبار، ركود في المشكلات واستمرار للازمات، بل هناك نذر ازمات جديدة وتوتر قادم عبر نهر الأردن وان كان “ملك اسرائيل” يجد قبولا لدى البعض في محيطنا…

في ظل محيط بهذه المواصفات نحتاج إلى هدوء داخلي وادارة لقضايانا الداخلية بحكمة وتبريد الاجواء بقرارات ايجابية للناس من الجهات التنفيذية..