الثلاثاء 19-03-2024
الوكيل الاخباري
 

خطاب الملك .. بيان لتجديد الثقة



في مستهل خطابه الذي افتتح فيه أعمال الدورة البرلمانية الرابعة والأخيرة لمجلس الأمة وصف جلالة الملك الدورة العادية للمجلس بأنها دورة استثنائية بتوقيتها وظروف انعقادها. لكن ما ينبغي ان يقال أيضا إن خطاب الملك هذه المرة كان استثنائيا بحق.اضافة اعلان


وبلغة النواب وأدبيات النيابة، يمكن القول إنه بيان ثقة ملكي ببلدنا وشعبنا ومؤسساتنا، وبقدرتنا على تجاوز التحديات والصعاب، وتحقيق مانصبو إليه من أهداف وتطلعات.

الملك يضع ثقته بشعبه وبالنواب والحكومة وجميع السلطات ويأمل منهم القيام بمسؤولياتهم والوفاء بقسم الواجب الدستوري، والنهوض للعمل بعيدا عن حالة السودواية والتشاؤم التي تملأ فضاءنا، وتحط من ثقتنا بأنفسنا وبقدرتنا على تغيير الواقع.

الملك يبدد القلق على مستقبل الأردن، ويذكر الجميع بأن الصعب أصبح خلف ظهورنا وما علينا سوى النظر للمستقبل والعمل بجدية، خاصة وأن لدينا في الوقت الحالي برامج واضحة وخطط عمل، أعلن الملك بوضوح أنها ستعالج أوجاع الأردنيين المعيشية والاقتصادية.

الخطاب في مجمله – وكان هذا مطلوبا في هذه الظروف – جرعة كبيرة من الأمل والثقة تشحن الأردنيين بطاقة للعمل والإقدام على المستقبل دون تردد أو خوف من متغيرات حولنا أو سيناريوهات مفترضة، واجهنا مثلها على مدار التاريخ وخرجنا؛ شعبا ودولة أكثر قوة وتماسكا.

وبقدر الأمل الذي يعقده الملك على تعاون السلطة التشريعية وتجاوبها مع حاجات الاصلاح والتطوير، كان حاسما في توجيهاته للحكومة بضرورة العمل بجدية وجراءة كما قال، لتحقيق الأهداف التي التزمت بها ضمن حزم تحفيز الاقتصاد وتحسين أنظمة الأجور والرواتب وتسهيل الإجراءات أمام الاستثمار الداخلي والخارجي، وبالإضافة لذلك وجه جلالته الحكومة لإعادة النظر بالضرائب والجمارك للتخفيف من الأعباء على الصناعات الوطنية وعلى المواطنين عموما. وسيكون لهذه القرارات حال إعلانها أثر ملموس على واقعنا الاقتصادي.

وكان لإعلان الملك حول الباقورة والغمر التي تعود اليوم لحضن الوطن وقعه الخاص تحت القبة، فقد وقف الحضور مصفقين بحرارة لإعلان جلالته فرض السيادة الأردنية الكاملة على كل شبر من أراضينا.

لحظة تاريخية بلا شك تسجل لعهد الملك عبدالله الثاني ولكل الأردنيين من خلفه، ففي وقت تبتلع فيه الحركة الصهيونية الأراضي العربية المحتلة وتمارس غطرستها، يستعيد الأردن السيادة على أرضه بعد سنة من المناقشات الساخنة وما تخللها من ضغوط وإغراءات لثني الأردن عن قراره بعدم تجديد ملحقي تأجير الباقورة والغمر.

وبالتزامن مع إعلان جلالته هذا كان بواسل الجيش العربي يرفعون علم الأردن في سماء الباقورة، إيذانا ببسط السيادة عليها.

انتصر الملك للوطنية الأردنية والكرامة الأردنية التي تضع الأرض في مصاف المحصنات الوطنية التي لا يجوز التنازل عنها أو إهدارها.

في ضوء الأجواء السائدة وحالة عدم اليقين التي يكاد بعضنا أن يستسلم لها، جاء الخطاب الملكي في وقته الصحيح، ليكسر حلقة اليأس التي استحكمت من حولنا، وأخذت تيارا واسعا من الشعب أسيرا لمنطقها السوداوي.

المهم أن يظهر المعنيون في كل مواقع العمل القدر ذاته من الجدية والمسؤولية، والثقة بالنفس، ويكون الخطاب الملكي دليل عملهم اليومي، فمعنويات الشعب من معنويات قائده.