الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

ديستان يفضحنا



خلال التغطية الإعلامية لوفاة الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار دستان بداية هذا الشهر بث التلفزيون حديثا متلفزا قديما للرجل وهو يقول موجها كلامه لنا نحن العرب، ما معناه:اضافة اعلان


-انسوا مستر بيكو .... انسوا اتفاقنا عليكم واصنعوا مستقبلكم كما تريدون الان.

هذا الكلام وضعني لا بل وضعنا في إحراج كبير.

فعلا فقد مات مارك سايكس وصارت عظام جورج بيكو« مكاحل، وما زلنا نتمسك بكل حرفية والتزام باتفاقية سايكس- بيكو بين الانجليز والفرنسيين، لكأنها »كتاب مقدس« نطبقه بشعائرية مطلقة الكمال.

يا ليت انهما كانا وزيري خارجية او حتى وزيري دولة، كانا مجرد موظفين صغيرين «بالقطعة» أحدهم سايكس تابع لوزارة الحربية البريطانية، والآخر موظف درجة عاشرة تابع للخارجية الفرنسية، كانا مجرد وغدين صغيرين أمسكا خارطة الوطن العربي وشرعا في تقسيمها لكأنها سدر هرايس، وما كدنا نتسلّم النسخة الاولية منها «المسودّة» حتى شرعنا في تطبيقها بكامل حذافيرها، وهذا ما لم يكن يحلم به سايكس ولا جورج بيكو، ولا كان يحلم به المسؤولون الأكبر في فرنسا وبريطانيا. طبعا كنا نطبقها ونحن نبكي ونجوح ونتذمر.

الآن حتى على الموت يحسدوننا، يحسدوننا على التزامنا الشامل والكامل والعادل بسايكس بيكو بعد مرور اكثر من أعوام على اصدار طبعتها غير المنقحة.

اكتشفوا اننا حرفيون شعائريون شعريون، وبأننا نلتزم بكل ما يقصقصونه على الورق، وانه بالإمكان الآن استصدار سايكس بيكو امريكي -بريطاني يتم تقسيم الكيانات الحالية الى كيانات أصغر وأصغر، ربما لتوفير الطاقة الكهربائية، حيث من الممكن ان يصنعوا لنا دولا تضيئها شمعة واحدة، وحدودا تقطعها بالسيارة وأنت، بعد، لم تنتقل من الغيار الاول الى الثاني.

ماذا استطيع ان اقول لهم ولكم ولنا؟.... لا أستطيع سوى أن اصرخ بملء هزيمتي: -بنستاهل!!!