الأحد 19-05-2024
الوكيل الاخباري
 

عسل وخبز « مقحمِش»



استغرب كيف يمكن الكائن الحيّ ان يمضي نهاره دون أن يتناول « افطاره « ولو بالحد الأدنى للكلمة.

اضافة اعلان

كما أخبرني صديقي سميح الذي اعتاد منذ سنوات، ان يبدأ صباحه بالتهام عدة فناجين قهوة مُرّة، يتخللها عدة سجائر.. كل ذلك ( على الرّيق ).
وما ان ينتصف النهار حتى تظهر عليه اثار التعب والمغص ورعشة اليدين.. وعندما تسأله : شكلك معطوب..؟
وبالطبع لا يعرف السبب.

وعندما استفسرتُ عن « سيرته اليومية.. كيف يبدأ صباحه.. أشار إلى السجائر والقهوة والكثير من متابعة الأخبار التي « تسمّ البدَن «.
ومثل صديقي، الكثير من الرجال والنساء وربما الأطفال.. ممن لم يعتادوا على تناول « أفطارهم « اليومي ولو كان الافطار مجرد « خبزة وزيت وزعتر «.
ربما كنتُ ( آخر ) من يتقن تقديم النصيحة للاخرين ومنهم أصدقائي.. لكنني وعن نفسي أتحدث ومنذ وعيتُ على هذه الدنيا.. لا اذكر أنني خرجتُ من بيتي للعمل دون أن اتناول « فطوري «.. وبالطبع لا اعني انني أتناول « الكورواسون «.. لكن على الأقل لا بد من « شيء « يعينني على الحركة وبخاصة وانا مُعرّض لكثير من فناجين القهوة خلال النهار..

ربما هي « عادة « و» تعوّد « منذ الصّغر.. غقد اعتادت امّي رحمها الله ان تهيىء لنا كل صباح « الخبز المغمس بالزيت والزعتر « بعد ان « تُخرجه من الفرن « فتفوح رائحته محرّشة بطوننا على الاكل..
هذا قبل أن نعتاد على القهوة الصباحية.. مع قطعة شوكولاتة او اي شيء حلو.

قرأت مرة ان الكاتب توفيق الحكيم كان يذهب ألى جريدة « الأهرام « مثل العديد من كبار الكُتّاب والمفكرين.. وكان « الاستاذ هيكل « وقتها رئيسا لتحرير الاهرام قد منح هؤلاء الادباء « مكاتب « ليلتقوا اصدقاءهم ومحبيهم والصحفيين.. وكان في المكان « كافتيريا « لخدمتهم..

وكان توفيق الحكيم قد اعتاد وهو في سنّ متأخرة ان يذهب للكافتريا و» يحمّص « رغيفا من الخبز ثم يضع عليه قليلا من الزبدة والعسل.. قبل أن يحتسي القهوة.
ونصيحتي، وزمان كانت النصيحة ب « جمَل « ولا أدري الآن كم صارت..
ان يعوّد الناس أنفسهم على بدء يومهم بتناول « ملعقة عسل « وان يضعوا على « الغاز « قطعة خبز ويتأملوها وهي « تقحمش « على نار هادئة.
فسوف يحفّزهم المنظر على « قرمشة « الخبزة.. هذا اذا لم يكن هناك وقت لتناول الافطار بشكل طبيعي.
( ما اظن في بيت بالاردن ما في زيت وزعتر وخبز.. )
وصحتين وعافية..
.. الشيف : شناعة.!!