الجمعة 26-04-2024
الوكيل الاخباري
 

علاء الدین ومصباحه في وادي رم




تم تصویر الأجزاء المھمة والرئیسیة من فیلم ”علاء الدین“ في صحراء وادي رم الساحرة كما وصفھا أبطال الفیلم وطاقمھ الإخراجي. الفیلم من بطولة الممثل الأمیركي الشھیر ول سمیث، ومن إنتاج شركة الإعلام والأفلام الكبیرة دیزني، وھو یجسد قصة علاء الدین الخیالیة التي نسجت في الشرق الأوسط. اضافة اعلان


العمل لیس فقط شھادة فخر بالأردن وتضاریسھ وطبیعتھ الخلابة والمتنوعة، ھو أیضا شھادة بكفاءات الأردن من الذین عملوا في ھذا المشروع الرائع، والذین وصل عددھم إلى حوالي مائة وخمسین أردنیا بشتى الأعمال المساندة للفیلم.

صناعة الأفلام صناعة واعدة استطاعت تشغیل آلاف الأردنیین على مر السنین، وھي ذات أثر سیاحي مباشر نظرا للشھرة الكبیرة التي تمتعت بھا الأفلام التي تم تصویرھا في الأردن، وجمیعنا یذكر فلم ”إندیانا جونز“ وأثره على تسویق مدینة البترا الأثریة على المستوى الدولي. إنھا صناعة أردنیة واعدة ذات أثر سیاحي وتشغیلي مباشر، إضافة لإنتاجھا طاقات أردنیة متمیزة في مجال صناعة الأفلام.

الھیئة الملكیة للأفلام قصة نجاح أردنیة متمیزة، وھي الجندي المجھول والمعني الأساسي بالنھوض بھذه الصناعة. الھیئة تدرب الكوادر، وتعقد ورشات العمل، وتیسر الأعمال لصناعة الأفلام، وتجذب الأفلام العالمیة للتصویر في المملكة، إضافة إلى عدید من النشاطات الأخرى التي تصب في النھایة بالنھوض بصناعة الأفلام في الأردن.

لدى الھیئة برامج طموحة على عدد من الصعد، ومنھا ما ھو ذو أثر ثقافي كبیر بتعمیم الدور الثقافي للسینما ودور العرض على جمیع المحافظات كنوع من أنواع الترفیھ الثقافي الراقي الذي یعطي مجالات ترفیھ للشباب والعائلات، وفي الوقت ذاتھ، یساھم ببناء الثقافة الاجتماعیة والقیمیة المطلوبة. ھذا أمر كبیر ومھم لأن صناعة الأفلام كان لھا في كثیر من الدول دور مھم وحاسم في صیاغة الثقافة العامة والوجدان في المجتمع، وتعزیز القیم الاجتماعیة المختلفة، وقد كانت في عدید من التجارب سببا في رفد المعنویات الوطنیة وخلق نماذج وأبطال تحتذى وتشكل  قدوات للنشء. بعد أن تقلصت، بل وانقرضت، كثیر من دور السینما في المحافظات باستثناء ربما العاصمة، سیكون لنجاح الھیئة في ھذا المسعى أثر مھم في تطویع كثیر من التحدیات الثقافیة والاجتماعیة التي نسعى جمیعنا إلى التغلب علیھا، وبطریقة إبداعیة مسلیة ومؤثرة

. قدر لي على مر سنوات أن التقي عددا من الأردنیین الذین كان للھیئة دور محوري في حیاتھم المھنیة فوصلوا للعالمیة؛ مخرجین ومنتجین وكتاب سیناریو. جمیعھم یشعرون أنھم مدینون لھذه الھیئة ویأتون سنویا لیساھموا بالتدریب والتأھیل للكوادر الجدیدة سعیا منھم لرد الجمیل لھذه المؤسسة الرائدة التي وضعتھم على طریق النجاح في صناعة السینما.

یتحدث ھؤلاء عن قصص أثرت بھم من خلال الھیئة وجعلتھم یكتشفون ذاتھم وطاقاتھم، فأبدعوا وتمیزوا ووصلوا للعالمیة بعرقھم وكفاءاتھم. ھذه قصص نجاح أردنیة لا تأخذ حقھا من الأضواء، بل یستمر نفر غیر قلیل منا ببث السواد والسلبیة وقصص الإخفاق متناسین كثیرا من النجاحات التي حققھا ویحققھا كثیر من الأردنیین.. والھیئة الملكیة للأفلام وأعمالھا واحدة من تلك النجاحات.