السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

فى بناء العامل الذاتي



هنالك معادلة سياسية تقول ان المجتمع لن يكون قادرا على تحقيق ذاتية قوامة وصياغة طوره الاقتصادي الانتاجي والانتقال من خانة الدور الوظيفى (المعلوم او المبين او العازل الواصل ) من دون بناء حالة تصالحية اولا تسمح بولادة نماذج توافقية بين الطبقة الحاكمة والحاضنة المحكومة لان ذلك سيبقي منظومة تبقى تدور فى رحى الحواضن الموضوعية السياسية منها او الامنية التى تقوم عليها نماذج التنسيق الأمني والتوافقات السياسية ومقتضياتها وهذا ما يبقى الظرف الموضوعي صاحب الكعب الاعلى والمرجعية الاسمى فى منهجية العمل التقديرية وبناء الجملة السياسية على حساب العامل الذاتي المراد بناؤه .اضافة اعلان


فالعلاقة التبادلية بين مقتضيات طريقة الحكم لا بد من تغييرها حتى يستقيم الحال وهذا يتم عبر فتح قنوات موصلة شريطة مع الحواضن الذاتية على ان تكون تواصلية تشاركية وليست رقابية نقدية تسمح بتحقيق درجة التفاعل التبادلية التى تزرع عامل الثقة وتبني حالة المنعة وتؤدي الى بناء روافع ذاتية بحواضن شعبية بما يجعلها قادرة على تغليب البناء الذاتى للدولة على الظرف الموضوعي ومقتضياته.

وعلى الرغم من كل المحذورات التى ساقها سقراط فى كتاب الجمهورية عن الديموقراطية والخيارات الشعبية او نماذج الاستفتاء الشعبي التى اظهرت ابتعاد الاهتمامات الشعبية تقديرات بيت الحكم عندما صوت الشعب البريطاني للخروج من الاتحاد الاوروبي فى زمن الرئيس كاميرون ثم تبين فى استطلاع لاحق ان الناخب اليريطاني لا يعرف ما هو الاتحاد الاوروبي اصلا ، وعلى الرغم من كل المتناقضات التى يتناولها البعض فى اليات الاختيار ونماذج العيش المشترك والتى كانت قد اوصلت ديموغوجية وعرقية دونالت ترامب الى بيت الحكم فى واشنطن او تلك تسوقها تقديرات نماذج العمل الديموقراطي وحواضنها الشعبية عن الحالات الانطباعية التى غالبا ما تحملها صناديق الاقتراع الا انها تبقى الانتخابات هى الوسيلة الفضلى بتمثيل الخيارات الشعبية وتبقى الديموقراطية الوسيلة الامثل لتحقيق درجة البناء الذاتي القادر على تثبيت حالة الدولة ومكانتها وابراز هويتها ورسالتها .

فلم يسجل كاتب التاريخ ان دولة نهضة واخذت مكانتها بالتاريخ السياسي وحتى التنموي والنمائي من دون بناء نماذج عمل مشتركة تحقق السلم الاهلى والسلام المجتمعي وتضمن حياة ديموقراطية تعددية وبرلمانية حزبيه بحيث تتقدم بمضمونها الجملة السياسية عن اية مفردة احترازية وتبنى فيها استراتيجيات عمل تقوم من على ارضية (الوازع والحافز) ويكون (الضابط والرادع) فيها فى الاطار وليس فى النص او البيان حتى تتكون فى اطوارها ومناخات المجتمع فيها اجواء جاذبة وليست منفرة ويشكل العامل الذاتي فيها محور الثقة وقوامها ونستطيع بناء عامل ذاتي صلب وقادر على حمل رسالة الوطن وتأصيل مكانته.