السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

لا عزاء للآباء !!



حلّ "يومُ الأب العالمي" ورحل بلا مقدمات كأي يوم عادي.

الأب العظيم الذي يقطع من لحمه ليطعم أبناءه، الذي يذود عنهم ويفتديهم بعمره، مرّ يومُه بلا موسيقى، بلا رنة وتر، بلا ضربة طبلة و بلا زيطة.اضافة اعلان


رأينا بضع صور لفتيات مع آبائهن الذين وخط البياض ذقونهم ورؤوسهم. وقرأنا بضع إدراجات تنوّه للمناسبة وأخرى تترحم.

صحيح انني تلقيت التهاني من أبنائي وبناتي تلفونيا وواتسأبيا ووجاهيا، ولا أحسب أن من لم يهنِني بالقُبَل قليل زوق، السبب أنه لم يقبض هذا اليوم، وبالكاد انتبه إليه وهو على وشك الأفول !!.

أين عيد الأب، من عيد الأم ؟!!

أين إعلانات التنزيلات التي تملأ الصحف والشاشات والمنصات واليافطات: ألماس، ذهب، طناجر، غسالات، افران، ثلاجات، ملابس، مكانس، أحذية، عطور، مسابقات، بلالين، حسابات توفير، رحلات إلى مختلف اصقاع وبقاع الأرض.

مر يوم  الأب -لاحظوا ليس عيد الأب- كما يمر السحاب الخفيف الفشوش، غير المثقل بالغيث، الذي ليس فيه برقٌ يبشر به ويعلن عنه، ولا رعدٌ يوقظ الكرة الأرضية ويهزها !!

مر يوم الأب بلا تورته،

الأب الموصوف بأنه الصراف الآلي السخي ATM الذي لا يتوقف عن الاستجابة، الذي لا يردف ولا يخيّب الظن ولا يبتلع البطاقة ولا يصدمك بأنك بلا رصيد !!

لا أتحدث عن الآباء الذين يبزّرون ويعزقون ابناءهم بلا مسؤولية.

أتحدث عن آباء الإيثار العشاق، الذين لا يغمضون إن مس أحدَ الأبناء ضرٌّ أو حرارة أو غازات !!.

لا خلاف على عيد الأم البطلة العظيمة، التي تنوء بالاعباء وتقوم بأنبل الأدوار والمهام، 

لكننا معشر الاباء ذهلنا من عدم الإنصاف وفرط الجحود وإغفال دور الأب العظيم ومهامه الثقيلة.

لقد مرّ يوم الاب العالمي، بلا مجرد زميرة !!

لا خابية تحت العريشة، ولا زرقة في السماء، ولا حبّة معمول على المائدة في يوم الأب العالمي.

من هو الأب الطيب الذي اخترع هذا اليوم الزائد عن الإنتباه ؟!

هل أقول ان الآباء يحتاجون إلى الإهتمام ؟!

أم أقول لا عزاء للآباء ؟!