الإثنين 29-04-2024
الوكيل الاخباري
 

موسى ابن سلامة يلتحق بقافلة الراحلين



قبل يومين فقط، علمت عن حقيقة العارض الصحي الذي يتناقل الحديث عنه بعض الأقارب من القرية، وذلك عبر صفحاتهم، وكنت أعتقد بأن الأمر عارض صحي يومي، اعتدنا سماع أخباره في سنوات الجائحة، لكنني سألت لورنس ابنه عن حقيقة العارض الذي يتحدث عنه الناس، وكانت الحقيقة ثقيلة جدا، ولم تفارق صورة «أبو حسام» خيالي منذ عرفت حقيقة مرضه، وحتى عصر أمس وأنا أتحين فرصة لزيارته في المستشفى، فإذا بالخبر ينتشر اليوم في القرية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي.. علما أن «التواصل الاجتماعي» واحد من الميادين التي عرفت عن الفقيد «أبو حسام»، لكنه مختلف عما يعرفه الناس اليوم عن أي تواصل، فهناك كان التواصل كاملا، مبنيا على أعراف وقيم واخلاق وقوانين، وهي الشهادة العليا التي عرف بها «موسى ابن سلامة» وتصدرها في القرية، وكان رئيس بلديتها لدورات متتالية، ووجيهها حتى يوم رحيله.اضافة اعلان


بالغ العزاء لأبنائه: حسام، وليث «صالح»، وطراد «عمر»، وابراهيم ولورنس ومحمد.. ولأبناء اعمامهم، أبناء المرحومين : توفيق وعبدالرحيم وعيسى، والعزاء واجب لأهل الربة جميعا، الذين اعتادوا تواجد «أبو حسام» في مناسباتهم الاجتماعية كلها، ووكّلوه في متابعة بل وملاحقة تحصيل حقوقهم الاجتماعية في مجتمع القرية وحوله.

قافلة رجال القرية الراحلين الكبار، تمضي إلى دار الحق، وسوف تسير إلى منتهاها، وهذه سنة الله في الخلق، فكلنا سنرحل، لكن الباقين إلى حين محتوم مكتوب، يذكرون من سبقوهم بالرحيل، وليس كل الراحلين يحظون بالذكر نفسه، بل ثمة «زلم» نفقدهم إذا غابوا أو رحلوا، و»أبو حسام» واحد من الذين تفقدهم العشيرة والقرية، فمواقفه بل دوره الاجتماعي كان كبيرا، يسعى بين الناس لتخفيف وطأة الحادثات، و»حلحلة» التعقيدات، متحملا غالبية كبيرة وكثيرة من الالتزامات التي تفرضها مثل هذه المواقف في مجتمعاتنا المحلية..
في «الربة»؛ موسوعة محلية محكية عن رجالاتها الذين تميز بعضهم تاريخيا بأنهم رجالات وطن أيضا، وقد امتد تاريخهم عزيزا فينا وبيننا، لكن الفرق بينهم متعلق بمن عاصرهم وليس بهم أنفسهم، فيمكننا أن نذكر مواقف وتاريخ بعضهم، نحن نتحدث عنهم من خلال المرحلة التي عرفناهم خلالها، فبعضهم عرفنا عنهم حين كنا أطفالا، بينما عايشنا بعضهم الآخر وتعاملنا معهم، وشاركناهم يومياتهم وتاريخهم، وفقيدنا ابو حسام واحد من «الرفاق»، وإن كانت لا تتسع المقالة للحديث عن فصول السيرة والمسيرة، فكيف سيكون الحال مع التفاصيل!..
رحم الله أبو حسام، وجعل الجنة مأواه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.