السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

والباقي عندكم



من أطرف وأحدث المصطلحات التي ننفرد بها «أردنيا»، تعبير (والباقي عندك). وهو يصلح للاشخاص الافراد والجماعات، ويمكن استعماله مع المسؤولين ومع غير المسؤولين.. مع حماتك او مع اختك او جارتك او خالتك. كما يمكن استخدامه للمذكر والمؤنث دون ان تكون هناك أي «مؤاخذة» ودونما حرج.اضافة اعلان

كذلك يمكن ان يلجأ اليه صاحب الحاجة اذا ما اراد التوسط لدى شخص مهم، فيكفي ان يتحدث بكلمتين مباشرة او من خلال «مسج» وينهيها بعبارة (والباقي عندكم). فيعرف المسؤول ان الرجل يريد مساعدة تاركا له الخيارات في تقدير تلك الخدمة سواء كانت مادية او معنوية او معونة وطنية.
ومثل كل الناس، أتعرّض احيانا لمثل هذه العبارات، وأقع في(حيص بيص). كأن يطلب احدهم من العبد الفقير الى رحمة الله «مساعدة»، ويقول لي في نهايتها (طبعا والباقي عندك). واذا كان قريبا ويريد ان «يلسعني» من قناة «اولادي» يناديني «ابو خالد»، لكي اشعر بمشكلته؛ وانا أضعف خلق الله انسانا.
وكما يحدث في كل مرة، تنتقل المشكلة اليّ وأبدأ في التفكير بحل «مشكلة ـ الشخص»، الذي يثق بي ويحملني»مسؤولية مستقبل اسرته». كأن يشير الى تفاصيل مأساته، ويقول : أنا رب اسرة وابني في الجامعة وعليه اقساط مش مسددة، والجامعة ممكن تفصله اذا ما سدد القسط في نهاية الشهر». ويكون آخر الشهر بعد وصول رسالته بيومين. فيشعرني بالحرج لأني اكون دائما عاجزا عن تلبية طلبه، وفي الوقت نفسه يظل ضميري يعذبني لأنني لم افعل شيئا. بل أنني اتخيل نفسي «مساهما» في استمرار»مأساته».
وما يحدث معي يحدث مع غيري وكلنا نلجأ الى من هم أكثر نفوذا منا او ممن نتأمل فيهم الخير لحل ما يعترضنا من»متاعب».

اعتقد ان تعبير «والباقي عندك»، له العديد من الفوائد. مثل اختصار الحكي الكثير، والاهم عدم مواجهة المسؤول والنظر في عينيه وهوما يعني ابراز و» فضح ما يعترينا من ضعف».
الم اقل لكم اننا «جهابذة» في اصطياد المصطلحات، والهروب من المواقف»الخشنة».
والباقي عندكم...!