يستهتر المؤسسون الصهاينة بوعد بلفور ويزدرونه. تقول عنه جولدا مائير، أقوى نساء اليهود على مر العقود: «هو مجرد وعد، لقد حررنا إسرائيل بنضال الإسرائيليين».
لقد أسس اليهود الصهاينة كيانهم بالقوة والبارود، لا بالوعود. وانتصرنا على الحركة الصهيونية في معارك الكرامة وعبور القناة وتحطيم خط بارليف واكتساح الجولان، بالتخطيط والاستعداد والقوة، والقدرة على تقديم التضحيات الكافية.
ولو لم يتواصل جسر الامدادات الجوي الأمريكي «لاستقعد» الكيان الصهيوني لشروط السلام كاملة. ألم تعتبر جولدا مائير أن هذا الجسر أنقذ اسرائيل؟ لقد بكت -حسب اعترافاتها- حين وصلت أولى طائراته إلى مطار اللد؟.
هزم العربُ اسرائيلَ في حرب تشرين الأول عام 1973، لأن قادة إسرائيل -جولدا ودايان- بنوا حساباتهم على استمرار الأحوال العسكرية العربية التي كانت سنة 1967.
ولأنهم بنوا حساباتهم على عجز العرب عن الهجوم، فلم يفكر أحد في مركز القرار الإسرائيلي، أن الحرب وشيكة الوقوع، حتى يوم الجمعة، اليوم السابق على اندلاع الهجومين المصري والسوري!.
أظن أن علينا ان نضع نسخا من كتاب «اعترافات جولدا مائير» في جيوبنا ومكاتبنا ومنازلنا وأجهزة الكمبيوتر المكتبية كي نتفكر ونتدبر ولا ننسى.
كتاب «اعترافات جولدا مائير» منجم حافل بالأسرار الثمينة والمعلومات المهمة، وهو يتكامل في أهميته، مع كتاب «دايان يعترف» تكاملا يجعلهما مثل كتاب واحد من جزأين! وكما أن الكتابين سيرتان ذاتيتان، فإنهما أيضا «سيرة إسرائيل الذاتية»، وتأريخ العمل الصهيوني الدؤوب على ارض فلسطين العربية.
واهمية المعلومات والاعترافات، أن تكون برسم قادة الأمة ومراكز البحث والتحليل، لنعرف أعداءنا على وجه الدقة. ولنستفد من خلاصة تجاربهم المهمة.
وتتكامل الفائدة إذا أضفنا إلى الكتابين، تقريرَ «التقصير» الذي وضعته لجنة موشي أغرانات، في تشرين الثاني 1973، وكان حول التقصير الاستخباري بالدرجة الأولى.
واذا كان التقصير الاسرائيلي قد تم تحديده بدقة، فإن التقصير العربي في كارثة حزيران 1967 لم يتم تحديده. فكل الضرر أن ينتحر أو ينحر المسؤولون عن الهزيمة، وتظل الأسرار في قبورهم!.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي