ايام العاصفة المائية والثلجية التي هبت علينا أخيرا كشفت -كالعادة- كثيرا من العيوب، لم أشعر بالدهشة، فقد عشنا مثلها كثيرا، ولا أريد أن أتفلسف وأعيد قول ما قيل، فقد اعتدنا الشكوى، واعتدنا إنكارها، عادي جدا!.
الجديد في هذه العاصفة ان ثمة من يعيش بيننا، وقد نام في العراء، أو على فرشات «ناقعة» بالماء، أو لم ينم إطلاقا، نشكو من قلة الكاز، ومن إغلاق الشوارع، والضغط على المخابز، وغياب التلفزيون الوطني شبه الكامل عن الحدث، وانقطاع النت، ومن تحول الأنفاق إلى أنهار جارية، ومن.. الكثير من الأشياء، لكننا لم نعهد أن يتعرض مئات الآلاف منا للعيش في بؤرة العاصفة، بلا مأوى حقيقي، بل قل بمأوى رمزي، لا يصمد لا لريح ولا لماء، وقد يتحول إلى مكان لمأساة لا تنساها الأجيال!.
مخيم الزعتري، أصبح في العاصفة عنوانا لمأساة كبرى مؤرقة، ومدعاة لبكاء الروح، ونزف القلم، منظر الأطفال وهم يغرقون بالماء والطين والبرد، يقطع نياط القلب، صحيح نحن لسنا سبب هذه المأساة الكبرى، ولا سبب معاناة أهلها، لكننا كنا ولم نزل نملك أسباب الحفاظ على حياة هؤلاء الذين رمت بهم الظروف إلى صحراء قاسية صيفا وشتاء، أما في الصيف، فمن الممكن تحمل الحر والرمل والرياح العاتية، ولكن في الشتاء لا يمكن مواجهة البرد القارس الذي قد يصل إلى درجة الصفر المئوي أو أقل، فضلا عن تحول البيت- الخيمة إلى بركة ماء، فما الحل إذاً، وبيننا وبين رحيل الشتاء أيام طويلة، قد تحمل عاصفة أو عواصف مماثلة لما رأينا؟ هل ننتظر كارفانات لم تصل؟ وحتى لو وصلت، فهل تكفي للجميع؟.
الحل، كما نراه، أن يتم نقل كل لاجئي مخيم الزعتري إلى آلاف الشقق الفارغة في مدينة خادم الحرمين الشريفين في الزرقاء، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، فهذه الشقق فارغة، ومثلها في عشرات المشاريع الإسكانية المجاورة في المنطقة نفسها، ويمكن أن تكون حلا مؤقتا لهؤلاء الذين ابتلاهم الله بطاغية لا يعرف الرحمة، ونحن ندرك أن هذه المشكلة مؤقتة، ولا يمكن أن «يستولي» اللاجئون على هذه الشقق، كما يمكن توفير الخدمة لهم عبر سهولة الوصول بشكل أفضل، ويمكن أن تقيهم مخاطر هائلة قد تتسبب بوفاة الأطفال الصغار وكبار السن!.
إنه اقتراح برسم التنفيذ، ونأمل أن يكون ما تسرب إلينا من أخبار، من أن ثمة من بدأ يفكر بتنفيذ هذه الفكرة، صحيحا، فلا حل يمكن أن يغيث إخوتنا من لاجئي الزعتري، إلا هذا الحل، فالمنطقة التي يسكنونها غير صالحة، ومرشحة لمزيد من السوء، مع ازدياد احتمالات هبوب عواصف ثلجية ومطرية على منطقتنا.
نأمل أن يجد اقتراحنا آذانا صاغية، ونأمل من ناشطي المجتمع، وأهل الخير تبني هذه الدعوة، ونشرها على أوسع نطاق ممكن.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو