الجمعة 2024-12-13 12:30 ص
 

إشادة السفير الأمريكي بشجاعة النسور تؤجل تغيير الحكومة

12:07 م

الوكيل - الانطباع يمكن تشكيله ببساطة سياسيا عندما يتعلق الأمر بوجود روابط زمنية بين خدمة من طراز خاص قدمها السفير الأمريكي في عمان لرئيس الوزراء عبد الله النسور، وبين لحظة حرجة كانت تنطوي على تفكير اولي بعنوان وجود بديل جاهز وسريع للجلوس مكان النسور.اضافة اعلان


لم ينتبه المراقبون للترابط الزمني لكن الأوساط السياسية والإعلامية في الأردن أخفقت حتى الآن في إيجاد قراءة وتفسير لموقف غريب ومفاجىء وغير مسبوق اتخذه السفير الأمريكي في عمان جون ستيوارت وعلى نحو مفاجىء قبل أكثر من اسبوعين امتدح علنا رئيس الوزراء عبد الله النسور واصفا اياه بـ ‘الرجل الشجاع′.

شجاعة النسور حسب الرأي العلني للسفير ستيوارت تمثلت في أنه قرر قطع وصلة الكهرباء عن مقر السفارة الأمريكية في الأردن لأن السفارة لا تدفع فاتورة الكهرباء المطلوبة منها معتبرا أن هذا الإجراء نزيه وشفاف وقانوني وشجاع بنفس الوقت.

استغرب كثيرون وصلة المجاملة الأمريكية العلنية للنسور الذي بقي لسنوات طويلة قبل الرئاسة مسؤولا عن لجنة الصداقة الشعبية الأمريكية الأردنية.

لاحقا تبين وفي الإطار الزمني أن تصريح السفير ستيوارت استقر بين حدثين فقد سبقه أول حالة اتجاهات معاكسة بين النسور والقصر الملكي على خلفية اختيار عمدة جديد للعاصمة عمان حيث ماطل النسور بشكل واضح توصية بتعيين الوزير السابق عقل بلتاجي عمدة للعاصمة.

وبعدما التقطت الصحافة المحلية وجود تباين في الموقف بين مؤسستين القصر والحكومة إضطر النسور لعقد جلستين لمجلس الوزراء في نفس اليوم لإصدار قرار بتعيين بلتاجي.

في الأثناء تسربت نغمة تحدثت عن وجود رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة كخيار بديل وجاهز عن الرئيس النسور، وهو خيار يؤكد مصدر مطلع جدا لـ’القدس العربي’ أن السفير ستيوارت نجح بمناورته الإعلامية في تأخيره.

فورا تم اعتبار جملة ستيوارت في امتداح النسور رسالة ما من السفارة الأمريكية، الأمر الذي ساهم في تبطيء خطوة إقالة حكومة النسور وتكليف الطراونة بخلافته حتى على الأقل يتم تفكيك شيفرة موقف السفير الأمريكي وابعاده.

في المحصلة الموقف واضح ويقول بأن النسور الذي ضرب رقما قياسيا في رفع الأسعار والضرائب يحظى بتأييد الدول المانحة وهو أمر يفاخر فيه النسور نفسه بين الحين والاخر بعدما وصف بأنه رجل البنك الدولي في عمان قياسا لتقارير رسمية أشادت بمرونة واستجابات حكومته لما يسمى بالإصلاحات الإقتصادية.

ومن هنا برز الإنطباع بان النسور رجل المهام الخاصة والصعبة الذي سيضع حدا للتهور في الإدارة المالية للدولة ويصلح الإقتصاد هيكليا وهو وضع يؤشر عليه النسور نفسه وهو يتحدث للقدس العربي عن الفارق بين ما كان يعلمه عن خزينة الدولة ووضعها المالي قبل الرئاسة وبين ما إكتشفه على ارض الواقع عندما أصبح رئيسا للوزراء.

يقول النسورهنا: كنت أعرف بوجود مشكلة كبيرة لكن لم أكن اعرف أنها مشكلة خطيرة جدا.

يعني ذلك عمليا بأن قوة النسور في الحكم تجاوزت المساحة المحلية قليلا وهو خيار بالعادة غير مقبول في الأردن مما يفسر إعلان عضو البرلمان عساف الشوبكي نيته وكتلته إعادة طرح الثقة بحكومة النسور، ومما يفسر اجتماعات نخب من المتقاعدين العسكريين الذين صدرت عنهم بيانات تطالب مع الحراك العشائري والمناطقي باسقاط حكومة النسور.

التطور الأكثر اثارة في السياق هو حملة التقييم الشرسة التي ولدت خلال الأسبوع الماضي تحت عنوان الإعتراف العنيف بتراجع الإدارة الحكومية مما يؤشر ولو بنعومة على وجود معركة في الكواليس وخلف الستارة مع رئيس وزراء قوي ونافذ وخبير وبيروقراطي رفيع المستوى بنفس الوقت.

العاهل الأردني الملك عبد الله شخصيا كان قد انتقد علنا وفي حفل رسمي ما أسماه بالتراجع الإداري والترهل المقلق في أداء القطاع العام.


مسؤولون في جهاز غير حكومي باسم جائزة الملك عبد الله للتميز لعبوا بدورهم دورا علنيا في توجيه رسائل نقد خشنة لأداء الحكومة وتخلل هذه الرسائل تشريح تفصيلي لوزارات مقصرة او متقاعسة وبالأرقام والبينات.

هذا التشريح يوحي بوضوح بأن الغطاء الملكي تحديدا عن حكومة النسور ارتفع، وبوحي ضمنيا بأن هذه الحكومة في طريقها للسقوط لكن ينبغي لها أن ترحل بفعل الايقاع الشعبي وليس القرار السياسي فقط..هنا حصريا يمكن فهم بعض ما يجري على صعيد عودة كلاسيكيات الصراع في طبقة النخبة الأردنية.

القدس العربي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة