إعادة الاحتلال إلى المحتل!

رغم تشابه القوى الصهيونية، وتشابه أساليبها وأهدافها، فإن أحداً ليس في وارد هجوم آخر على رام الله، وعلى مفاصل السلطة الوطنية كالهجوم الذي مارسه ارئيل شارون، وحصار ياسر عرفات في المقاطعة،.. وقتله بسموم غير قابلة لاكتشاف الطب الحديث.اضافة اعلان

كلام الرئيس عباس في الجمعية العمومية، هو في اعتقادنا كلام جديّ. فالرجل هو الذي كان وراء اتفاقيات أوسلو. وهو الذي قال بالفم الملآن للمجلس المركزي: هذه الاتفاقيات إما أن توصلنا إلى الدولة أو إلى كارثة! ومع أننا لا نريد، ولا نعتقد أن القضية تتجه إلى تعقيد أكثر. فإن الإبقاء على السلطة الوطنية تراوح مكانها دون أي أمل باجتيازها إلى طريق الدولة الفلسطينية.. إنما هو خدمة للاحتلال باعطائه فرصة استيعاب الأرض المحتلة بالاستيطان، وجعل شعب فلسطين أكثر يأساً، وأكثر اعتياداً على الحياة دون صراع المصالح والمصير.
إذن، فإن قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكلام الرئيس حتى بعد رفع العلم على سارية أعلام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أصبح أقرب إلى الخطوة القادمة.. فليتحمل الاحتلال أعباء اغتصاب إرادة شعب، بدل أن تبقى إدارة السلطة «تدبر الأمور» المالية لاعاشة الشعب الفلسطيني، في حين يعود المال إلى ماكنة الاحتلال الاقتصادية.
لتتحمل حكومة التطرف والعنف والإرهاب الممنهج أعباء الاحتلال الأخلاقية، والاقتصادية.. ولتواجه الشعب الفلسطيني. فهذا «الأمن المشترك» ليس إلا المشاركة في قتل روح المقاومة، واطفاء جذوة الرفض، والعنفوان. فإدارة الصراع تقبل بالمُرّ للوصول إلى طريق الحرية، ولكن المسير في طريق بلا نهاية،.. والتفاوض دون نتائج، وانتظار القوى الدولية التي كانت وراء كوارث الفلسطينيين، يجب كلّه أن يتوقف.
هل سيواجه الرئيس عباس ما واجهه ياسر عرفات من حصار، ودمار للسلطة الأمل. قد يكون ذلك. فعباس ليس أكثر من مناضل قديم لم ينس دوره القيادي، ولم ينس مصارع رفاقه تحت كل شمس من أجل فلسطين.
يجب أن لا يخاف أحد على الشعب الفلسطيني فالضغوط تعيده إلى جوهره الذي بقي يلتمع بعد قرن من الجراح والآلام والغربة.